في وداع ماهر الجازي
احمد علي الشياب
جو 24 :
نيالك يا ماهر هكذا كلنا قلنا هكذا قال الاردنيون ، انها البطوله النادره والشجاعة التي ليس لها مثيل او شبيه .
ربح البيع اليوم يا ماهر لقد ثأرت لاخوتك من جنود الجيش العربي وشفيت غليلنا ، افرحتنا وابكيتنا وذكرتنا بشهدائنا الذين سبقوك في سبيل الوطن وسبيل فلسطين اعدت الينا اشباح وصفي وكايد ل مفلح العبيدات ومشهور وتركت خلفك كل شيء ومشيت خنجرا تطعن يد الظلم .
آثرت ان تترك الدنيا بجاهها وزخرفها الذي لا يدوم ونذرت نفسك بلا خوف لله وها انت تعود اليوم مضرجا بالشرف الى حضن وطنك ، الى معان مهدي الثائرين معان الرحم الذي تشكل كبريائك فيه لتثبت ان الصور قد تختلط والمعاني قد تتوه ولكن الاردن باقي .
وان السياسه قد تتبدل ولكن عقيدة الاردنيين واحده و أن الاردني كعادته منذ الازل يبذل دمائه ويضحي بأحلامه ووجوده من اجل كرامته وكرامة ابنائه ووطنه رغم الحمل الثقيل وخيبات الظن وفشل البرامج .
لقد ابيت كالذين سبقوك من شهداء الوطن الا ان تسقي بماء دمك تراب الاردن في زمن جفاف القلوب .
وابيت الا ان تزين لوحة الوطن في زمن موت الزهور وتؤكد ان بوصلة البعض قد تنحرف احيانا لكن الاحرار بوصلتهم ثابته تعيدنا للطريق الصحيح .
لقد بكى الاردنيون اليوم كلهم مع ذويك ومشينا كلنا خلفك الوطن كان يمشي امامك بعصافيره واشجاره وحقوله وجداوله وخيوله وقرأ لك ايات من سورة ياسين وكان اخر من غادر المكان .
لا عطر للنسيان يا ماهر انها عطر الذكريات ونحن شعب لا ينسى لا ينسى واجبه وثأر ابنائه وتاريخه ، لا يستطيع ان يعيش الا بعز ولا يساوم على وجوده
ماهر اني لا ارثيك اني انقل اليك مواجعي ومواجع الاردنيين ومثلك يعذر .