حماس توجه رسالة للقادة العرب وتؤكد ان الاحتلال هو من يعطل صفقة التبادل
جو 24 :
أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها بذلت جهوداً حثيثة في مختلف المستويات، ومع الدول الشقيقة والصديقة من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف العدوان على قطاع غزة، فيما ثبت للعالم أنْ من يعطّل الوصول إلى ذلك الاتفاق في كلّ مرّة هو الاحتلال بغطاء أمريكي.
وانتقدت حماس في بيان صحفي تلاه القيادي في الحركة، أسامة حمدان، عجز وتقاعس وتخاذل المجتمع الدولي والمنظومة العربية والإسلامية الرسمية "التي فشلت في الضغط على الاحتلال وداعميه لوقف عدوانه، وكبح جماح هذا الاحتلال المتجرّد من كلّ القيم الإنسانية".
ودعت حركة حماس قادة الدول العربية والإسلامية المجتمعين في الرّياض غداً، في قمَّة المتابعة العربية والإسلامية المشتركة، إلى "اتخاذ قرارات جادة وشجاعة للضغط على الاحتلال وداعميه، لوقف العدوان الصهيوني المتواصل على غزَّة ولبنان، وكسر الحصار عن قطاع غزّة، والانسحاب الكامل من أرضينا المحتلة".
كما دعت القادة العرب والمسلمين لوضع الخطط والإجراءات اللازمة لإغاثة شعبنا في قطاع غزَّة، وتوفير مستلزمات الإيواء لهم، لا سيّما وهم على أبواب فصل الشتاء.
وأكدت الحركة ضرورة تشكيل تحالف عربي وإسلامي ودولي "لتمكين شعبنا من حقوقه كافة، وفي مقدّمتها الحرية والاستقلال وتقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
وجدّدت حركة حماس مطالبتها بطرد السفراء الصهاينة من الدول العربية والاسلامية التي تقيم علاقات مع العدو، وإلى مقاطعة الكيان الصهيوني، وإلغاء جميع الاتفاقيات الموقعة معه، والمضي في عزله وملاحقته ومحاكمته قانونياً في المحاكم الدولية.
وتاليا نصّ البيان:
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
بيان صحفي حول آخر تطورات العدوان الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزَّة وجريمة التجويع في شمال القطاع
التحيَّة لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزّة، التحيَّة لرجال المقاومة الأبطال في فلسطين ولبنان، الذين يتصدّون لقوات الاحتلال الصهيوني بكل شجاعة وإقدام، التحيَّة للأطباء والممرضات والممرضين ورجال الدفاع المدني والإسعاف، التحيَّة لرجال الشرطة وحماة قوافل الإغاثة الإنسانية، الرَّحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والمصابين، الحريّة للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.
• لليوم 401 تتواصلُ فصولُ حربِ الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والمجازر المروّعة والتجويع والتعطيش التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني، ضدّ أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزَّة، حيث يمارس بحقّهم أبشع صنوف القتل والتنكيل والاعتقال والتعذيب والتهجير، ويمنع عنهم كلّ مقوّمات الحياة الإنسانية، وينفذ جريمة الإخفاء القسري بحق آلاف المعتقلين من أبناء قطاع غزَّة، في حربٍ عدوانية لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً.
• ولليوم 36 يمعنُ الاحتلالُ الصهيونازي في حصار وقصف شمال قطاع غزَّة، وارتكابِ مجازرَ مروّعة بحقّ العوائل في بيوتهم وخيامهم ومراكز الإيواء والنزوح، انتقاماً منهم على ثباتهم في أرضهم، وصمودهم، ورفضهم خطط التهجير العدوانية.
• ارتكب الاحتلال خلال الـ 24 ساعة الماضية ثلاث مجازر، آخرها المجزرة المروّعة التي استهدفت منزلين في مدينة غزَّة وجباليا البلد، ارتقى خلالها أكثر من 51 شهيداً نصفهم أطفال، وأكثر 164 جريحاً ومصاباً.
• لا يزال الاحتلال يمارس سلاح التجويع والتعطيش ضد شعبنا في قطاع غزَّة، يمنع عنهم الغذاء والماء والدواء والعلاج، فعلى مدار أكثر من 50 يوماً على منع الاحتلال إدخال أيّ مساعدات للمحاصرين بالشمال، حتّى فتكت المجاعة في أهلنا وعوائلنا، ومات أطفالنا من شدَّة الجوع، وبسبب انعدام أدنى مقوّمات الحياة الإنسانية، حتى الجرحى والمصابين في الشوارع وتحت الأنقاض والأبنية المدمّرة، يمنع هذا الاحتلالُ الطواقمَ الطبيَّةَ والإسعافَ والدفاعَ المدني من الوصولِ إليها، بعد أنْ دمَّر كلَّ المستشفيات والمراكز الصحيَّة، وستتضاعف وتتعمّق هذه المعاناة والمأساة الإنسانية لشعبنا مع حلول فصل الشتاء.
لشعبنا الفلسطيني الصابر المرابط كل التحيّة وهو يسطّر ملحمة أسطورية على طريق تحرير فلسطين، وله العهد والوعد أن نحفظ أمانة الشهداء والجرحى والأسرى، وأن نواصل العمل على وقف العدوان الوحشي عليه.
وفي سبيل ذلك، فقد بذلنا جهوداً حثيثة في مختلف المستويات، ومع الدول الشقيقة والصديقة، وقد ثبت للعالم أنْ من يعطّل الوصول إلى اتفاق وقف العدوان في كلّ مرّة هو الاحتلال بغطاء أمريكي.
إنَّنا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأمام استمرار هذه الحرب العدوانية ضدَّ شعبنا في قطاع غزَّة، وتصعيد الاحتلال في تنفيذ مجازره وجرائم الحصار والتجويع في شمال القطاع، نؤكّد ما يلي:
أولاً: إنَّ هذه المجازر المروّعة التي يندى لها جبين الإنسانية؛ من قتل وتهجير وتجويع واعتقال وتنكيل، تتم بدعمٍ وشراكةٍ كاملةٍ من الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية، سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً، وفي ظلِّ عجز وتقاعس وتخاذل كبير من المجتمع الدولي ومنظومتنا العربية والإسلامية الرَّسمية، التي فشلت في الضغط على الاحتلال وداعميه لوقف عدوانه، وكبح جماح هذا الاحتلال المتجرّد من كلّ القيم الإنسانية.
ثانياً: إنَّ سلاح التجويع الذي يُمعن في استخدامه الاحتلال ضدَّ أبناء شعبنا في قطاع غزَّة منذ أكثر من عام، هو أداة من أدوات الوحشية في تنفيذ خطّة جنرالاتهم، وأقذر أسلوب همجي لا يقدم عليه إلا مجرمو حرب وعديمو الضمير والإنسانية، ويؤكّد للعالم، مرَّة تلو الأخرى، حقيقة هذا الكيان الصهيوني.
ثالثاً: إنَّ مواصلة حكومة الاحتلالِ الفاشية سياسة الاستهتار بكلّ الأعراف والمواثيق الإنسانية والقانون الدولي الإنساني، وعدم التزامها بقرار مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية، وعدم مراعاتها لنداءات وتقارير المنظمات الصحية والطبية والحقوقية والإنسانية الموثقة والمتكرّرة تضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي، في مدى التزامها بالقيم التي تأسّست عليها.
إنَّ جرائم القتل لأبناء شعبنا، قصفاً وجوعاً وعطشاً ومرضاً ونزوحاً، على مدى أكثر من عام، ستبقى وصمة عارٍ تلاحق كل الداعمين والصامتين والمتقاعسين، ما لم يتحرّك هؤلاء جميعاً، لوضع حدّ نهائيّ لهذه الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية وحرب التجويع ضدَّ شعبنا، والعمل بشكل عاجل لتجريم الاحتلال ومحاكمته ككيانٍ إجراميّ مُعادٍ للإنسانية.
وهنا نقول بكل وضوح: إنَّ السبيل لمنع جرائم القتل والتجويع والتهجير ضد شعبنا في قطاع غزَّة هو الوقف الفوري للعدوان، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات الكاملة بشكل فوري ودائم إلى جميع محافظات القطاع.
رابعاً: نقول للمجرم نتنياهو: ليس هناك جريمة ترتكب سوى جريمة كيانه النازي، حتى من يدّعون أنهم جمهور الرياضي يعتدون على حرمات الناس وممتلكاتهم في كل مكان، وكان ما جرى في أمستردام نموذجاً واضحاً، وعندما تصدّى لهم الناس بشكل عفوي، دفاعاً عن أنفسهم وممتلكاتهم، إذا بهم يصرخون كالضحية وهم المجرم الأساس.
إنَّ أحداث أمستردام تؤكد أن استمرار المحرقة والإبادة في غزة، أمام البث الحيّ والمباشر دون أيّ تدخل دولي لوقف المجزرة ومحاسبة مرتكبيها، فمن المتوقّع أن يقود ذلك إلى مثل هذه التداعيات العفوية.
خامساً: ندعو قادة الدول العربية والإسلامية المجتمعين في الرّياض غداً، في قمَّة المتابعة العربية والإسلامية المشتركة، إلى ما يلي:
1. اتخاذ قرارات جادة وشجاعة للضغط على الاحتلال وداعميه، لوقف العدوان الصهيوني المتواصل على غزَّة ولبنان، وكسر الحصار عن قطاع غزّة، والانسحاب الكامل من أرضينا المحتلة.
2. وضع الخطط والإجراءات اللازمة لإغاثة شعبنا في قطاع غزَّة، وتوفير مستلزمات الإيواء لهم، لا سيّما وهم على أبواب فصل الشتاء.
3. تشكيل تحالف عربي وإسلامي ودولي لتمكين شعبنا من حقوقه كافة، وفي مقدّمتها الحرية والاستقلال وتقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
4. نجدّد مطالبتنا بطرد السفراء الصهاينة من الدول العربية والاسلامية التي تقيم علاقات مع العدو، وإلى مقاطعة الكيان الصهيوني، وإلغاء جميع الاتفاقيات الموقعة معه، والمضي في عزله وملاحقته ومحاكمته قانونياً في المحاكم الدولية.
سادساً: نثمّن موقف الدول الـ 50 بقيادة تركيا التي طالبت مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة باتخاذ خطوات عاجلة لمنع بيع أو نقل الأسلحة إلى الكيان الصهيوني، ونعبّر عن تقديرنا لموقف إسبانيا المشرّف في منع مرور سفن الأسلحة والعتاد العسكري إلى الاحتلال، وهنا نؤكّد أنَّ استمرار الإدارة الأمريكية في دعم الاحتلال بالسلاح يحمّلها المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية والإنسانية عن جرائمه ومجازره وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيشه الصهيونازي ضدَّ المدنيين على مدار أكثر من عام.
سابعاً: نتوجّه بالتحيَّة لكلّ شعوب أمتنا العربية والإسلامية، وكل الأحرار في العالم، المتضامنين والمؤيّدين لحقوق شعبنا الفلسطيني، ولكلّ الجاليات العربية والإسلامية في قارات العالم كافة، الذين يواصلون تحرّكاتهم السياسية والشعبية والإعلامية تضامناً مع شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة.
ثامناً: نشيد ببطولات وتضحيات المقاومة الإسلامية في لبنان، وتصدّيها البطولي لعدوان وإجرام الاحتلال الصهيوني، ونثمّن عالياً جهود ومشاركة الإخوة في اليمن والعراق دفاعاً عن الأرض والشعب الفلسطيني واللبناني.
تاسعاً: ندعو إلى تصعيد كلّ أشكال التضامن والتأييد والتَّعبير عن رفض العدوان وحرب الإبادة الجماعية، ولتكن الأيام القادمة أياماً تتحرّك فيها كلُّ الشوب والقوى والأحزاب والنقابات العمالية والمهنية، عبر مسيرات تضامنية وفعاليات حاشدة في كلّ المدن والعواصم والساحات في العالم، تحاصر سفارات الاحتلال والدول الداعمة له، حتى وقف العدوان الصهيوني في فلسطين ولبنان.
الرَّحمة والمجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى والمرضى، والحريَّة للأسرى والمعتقلين، والنصر لشعبنا ومقاومتنا.
وإنّه لجهادٌ، نصرٌ أو استشهاد
حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
الأحد: 08 جمادى الأولى 1446هـ
الموافق: 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024م