بلتاجي يواصل عروضه
ما زالت أمانة عمان تقف موقف المراقب عند تساقط زخات المطر على العاصمة عمان، وترى عيوب البنية التحتية تتكشف والشوارع تغرق، فتحرك كوادرها لإزالة الآثار التي خلفتها الأمطار.
بالأمس تسببت عشر دقائق من تساقط الأمطار الغزيرة المعتادة بغرق شوارع عديدة في وسط المدينة -بحسب المشاهدة على أرض الواقع- فبقيت الشوارع المحيطة لمنطقة الديوان الملكي ومنطقة الهاشمي ومجمع المحطة مغلقة أمام حركة السير لمدة قاربت على النصف ساعة، كما تعطلت عديد المركبات جراء تسرب المياه إلى محركاتها.
أمين عمان عقل بلتاجي حرص منذ تسلمه مهامه في منصب عمدة عمان على اشغال الإعلام والناس بعقد اللقاءات مع القدر الأكبر من المواطنين، ولبس الزي البرتقالي الخاص بعمال الوطن، وركوب المواصلات العامة، والمشاركة في نشاطات رياضية و"الدبكة" في شارع الثقافة، وقال انه يفكر بانشاء محطة تلفزيونية خاصة بأهالي محافظة العاصمة، والقول بأنه سيغلق الساحات الخاصة التي تحولت إلى مكاره صحية، لكن تلك الأفعال والأقوال لم تضف أي شيء لواقع الخدمات المقدمة للمواطنين.
ربما كان بلتاجي يريد بأفعاله تخليد نفسه في ذاكرة المواطن العماني ، وهو ما نجح به نسبيا، فأهالي العاصمة سيذكرون صورة بلتاجي أمام الحسيني يمسك خرطوم المياه برفقة 8-9 موظفين يحملون "مكانس وقشاطات" لتنظيف متر مربع واحد، وسيذكرونه يركب حافلة النقل العام ويأكل "سندويشة فلافل" في منظر يُشعر المواطن بأنه ساذج، ويدبك في شارع الثقافة في مشهد يجعلنا نشعر أنّا في مدينة انتهت كل مظاهر معاناتها ويجب أن نتفرغ "للتسحيج".
أهالي عمان "الشرقية" التي غرقت بالأمس ناموا وكوابيس جدة والرياض تطاردهم ويخشى كل منهم إن لم يكن على حياته فعلى "البهدلة" التي أصبحت لزاما عليهم عند كل تساقط غزير للأمطار.
ركز بلتاجي في عمله على "الكماليات" وهمّش "الأساسيات" فلم يبدأ بحل المشاكل المالية التي تعانيها الأمانة، ولم يعالج أوجه الترهل الاداري، كما نفى وجود شبهات فساد في مشروع الباص السريع الذي استهلك أكثر من مليون دينار واقتطع نصف شارع الجامعة، والأهم أنه لم يتوجه لحل مشكلة غرق العاصمة بعد كل هطول لزخات المطر.
..
..
..
..
.