رؤساء جامعات يحملون الحكومة مسؤولية تحويل منابر التعليم الى مراكز جباية
يعاني العديد من طلبة الجامعات من ضغوطات جمة فيما يتعلق بالزامهم دفع الرسوم الجامعية دفعة واحدة للفصل وقبل البدء بالعملية الدراسية.
وكانت تقدم الجامعات في السابق تسهيلات للطلبة خاصة اولئك الذين لا يمتلكون المقدرة على دفع المستحقات جملة واحدة ،الا ان الطلبة حرموا من هذا الاستحقاق بعد ان اتفقت الجامعات على جيوبهم.
الجامعات الاردنية الحكومية والتي كانت ملاذا امنا لمن يرغب باتمام حقه بالتعليم العالي لم تعد تفرق عن الجامعات الخاصة في سعيها وراء الكسب المادي بعيدا عن حس المسؤولية الوطني تجاه الطلبة حتى تحولت الى ما يشبه الشركات الخاصة.
رؤساء جامعات اعادوا الامر الى العجز الحكومي عن تقديم الدعم المالي والمعنوي للجامعات.
رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا د. عبدالله ملكاوي اكد ان الجامعة ليست بحاجة الى الدعم الحكومي في حال تم ايجاد مخرج لابناء المتقاعدين العسكريين الذين يدرسون على حساب الجامعة.
وتابع انه خلال العام الحالي تكبدت الجامعة خسائر تجاوزت ال2 مليون دينار بسبب تكفلها بابناء العسكريين ، وان هناك مؤسسات اخرى اولى بتعليمهم .
واضاف ملكاوي ان الجامعة تكبدت خسائر وصلت الى 4 مليون دينار جراء رفع اسعار الكهرباء حيث كانت القيمة السنوية للفاتورة تصل الى 2 مليون دينار ،فيما بلغت العام الحالي 6 مليون دينار.
وتابع ان قيمة الدعم الحكومي على فاتورة الكهرباء للجامعة ومرافقها والتي نسبتها 25 بالمائة رفعت الحكومة يدها عنها.
وختم بان الجامعة لا تطلب من الحكومة تقديم اي دعم مالي الا انها تطلب منها ايجاد مخرج يمكن الجامعة من الاستمراية وفقا لموجوداتها وارباحها التي تكفيها للاستمرار ،فيما لو كان هنالك عدالة في توزيع الطلبة الذين يدرسون بالمجان او ايجاد آليه فيما يتعلق بفاتورة الكهرباء التي انهكت الجامعة ماليا.
اما رئيس جامعة اليرموك د. عبدالله الموسى قال من ناحيته ان كافة الجامعات الحكومية الزمت طلبتها بدفع الرسوم مسبقا الا جامعة اليرموك التي تدرس جديا هذا الخيار بعد ان وجدت نفسها ستقع في ضائقة مالية.
وقال الموسى ان الجامعة تعطي فرصة سماح للطلبة فيما يتعلق بدفع الرسوم وهذا الامر اثر عليها ،كون عدد لا بأس به من الطلبة لا يدفعون الرسوم عندما يرسبون بالمادة وهذا الامر تتطلع الجامعة لوضع حد له.
وبين الموسى ان ادارة الجامعة تتعاطف مع الطالب الذي لا يمتلك القدرة على دفع الرسوم ،الا انه اشار الى ان الجامعة لن تستطيع الاستمرار بهذ النهج مطولا نظرا لتناقص قيمة الدعم الحكومي للجامعات مع ازدياد اعداد الطلبة.
رئيس جامعة البلقاء التطبيقية د. نبيل الشواقفة قال من ناحيته ان الجامعة متمسكة بقرارها فيما يتعلق بدفع الرسوم مكتملة وقبل البدء بالدراسة الا انه بين ان الجامعة تعطي فترة سماح للطلبة.
واكد ان وضع جامعة البلقاء المالي لا يحتمل تأجيل دفع الرسوم من قبل الطلبة مشيرا الى انه لو كان الامر بيد ادراة الجامعة لتعاونت مع طلبتها الا ان الامر بيد الحكومة، مطالبا اياها برفع قيمة الدعم المالي للجامعات.
وختم الشواقفة بان الحكومة هي من تتحمل وزر ما يعانيه الطلبة وليس ادارات الجامعات وبالتالي هي المسوؤلة عن تحويل الجامعات لمراكز جباية ،مؤكدا في ذات الوقت ان اي رئيس جامعة يشعر بالألم عندما يواجه طالبا لا يتمكن من دفع اقساطه الجامعية.
الامين العام لوزارة التعليم العالي د. مصطفى العدوان اشار من ناحيته الى ان الرسوم الجامعية امر يتعلق بقرارات الجامعات بعيدا عن تدخل الوزراة.
واضاف ان الوزارة لا يد لها او حيلة فيما يتعلق بدفع الرسوم او تقسيطها مشيرة، الى ان هذه قرارات داخلية مسؤولة عنها الجامعات وحدها.