تصريحات نتنياهو… غطرسة سياسية ومقامرة وجودية

من جديد ، يخرج بنيامين نتنياهو بتصريحات إستفزازية تصعيدية ، يتحدث فيها عن ما يسميه "دولة إسرائيل الكبرى" ، ويدّعي أنه في "مهمة تاريخية وروحية" ، مشيرًا بشكل سافر إلى السيطرة على أراضٍ في الأردن ومصر .

    هذه الكلمات ليست مجرد دعاية إنتخابية أو خطابًا موجّهًا للداخل الإسرائيلي ، بل هي تهديد مباشر لسيادة دول عربية وإسلامية ، وإشعال لنار الفتنة في المنطقة ، ونسف لكل قواعد الأمن والسلم الدوليين .

   إن هذه الغطرسة السياسية التي يتبناها نتنياهو تتجاهل عن عمد أن مثل هذه الأوهام التوسعية لا تجلب إلا الدمار على أصحابها ، وأن الشعوب العربية والإسلامية ، وعلى رأسها الأردن ، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي إعتداء على سيادتها أو أمنها .   والتاريخ شاهد ، ففي معركة الكرامة الخالدة عام 1968 ، إضطر قادة جيشه آنذاك لطلب وقف إطلاق النار بعدما ذاقوا بأس الأردنيين ، جنودًا وقادة ، والذين أثبتوا للعالم أن الأردن ليس أرضًا مستباحة ، وأن سيادته خط أحمر لا يمكن تجاوزه .

   اليوم ، إذا فكر نتنياهو أو غيره في مغامرة عسكرية ضد الأردن ، فعليه أن يدرك جيدًا أن المعركة لن تنتهي بوقف لإطلاق النار ، بل لن تتوقف إلا بعودة فلسطين عربية حرة ، وعاصمتها القدس الشريف . أما أوهامه عن "إسرائيل الكبرى"، فستتحطم على صخرة الصمود العربي ، وإرادة الشعوب ، وقوة الجيوش التي تحمي الأرض والعرض .

   لقد آن الأوان أن يعي نتنياهو أن أمن الكيان الصهيوني لا يتحقق بالإعتداء على الآخرين ، بل بالإعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني ، ووقف الإحتلال ، وترك لغة التهديد والتوسع التي لن تجلب له سوى مزيد من العزلة والإنكسار .