أوروبا تفكّر بحلّ أزمتها على حساب الأردن !!
تامر خرمه- رشحت معلومات تفيد بأن الاتحاد الأوروبي يسعى لتوقيع اتفاقيّة غريبة مع الأردن لم يسبق أن أبرم مثلها مع أية دولة أخرى.
هذه الاتفاقيّة من شأنها تحسين شروط وفرص حصول المواطنين الأردنيين على فيزا "الشنغن" ليتاح لهم زيارة دول الاتحاد، ولكن مقابل ماذا؟
الثمن الذي سيدفعه الأردن في حال وافق على هذا "العرض" من شأنه تحويل البلد إلى قبلة لكافة اللاجئين والمهاجرين من كل أصقاع الأرض، حيث سيطلب الأوروبيّون من الأردن السماح لهم بترحيل أيّ مهاجر غير شرعي ومن أيّة جنسية إلى الأردن للتخلص من ظاهرة تزايد أعداد المهاجرين في أوروبا.
وتشكل ظاهرة الهجرة مصدر قلق بالغ لدول الاتحاد الأوروبي، ما دفعهم إلى البحث عن حل لتلك المشكلة على حساب الأردن، حيث أن هذه الظاهرة كانت من أبرز العوامل التي أسهمت في هيمنة المحافظين على مختلف دول ومؤسّسات الاتحاد الأوروبي، وتراجع الاشتراكيّين الديمقراطيّين.
ولكن هل ستوافق السلطات الأردنية على استقبال كلّ من يتم ترحيله من أوروبا، رغم الشكوى الدائمة لصنّاع القرار من تزايد أعداد اللاجئين السوريين ؟!
وهل يعد "المقابل" الذي سيمنحه الاتحاد للأردن، والمتمثل بتحسين فرصة "السياحة" إلى أوروبا، كافيا لفرض هذا العبء المرعب، علما بأن فرصة السياحة في أوروبا مسألة لن يستفيد منها سوى الأثرياء.
المخيف أن صناع القرار في هذا البلد الرازح تحت وطأة المغامرات الرسميّة، عوّدونا على سياسة حلّ مشاكل الطبقة التي تحتكر السلطة والثروة على حساب الفقراء، فالرفع المستمر للأسعار وبيع ثروات ومقدرات الوطن وتحميل المواطن نتائج السياسات الاقتصادية الخاطئة، تعدّ محاور السياسة الأردنيّة، ما يعني أن العقليّة التي تدير شؤون الوطن قد توافق على توقيع مثل هذه الاتفاقيّة الغريبة.
