2025-12-10 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

اتفاقيات على أنقاض الشعوب.. ودماء العرب آخر بنود المساومة

يحيى الحموري
جو 24 :
 
ها هو المشهد ينكشف، ويُسفر القناع عن وجهٍ لم يعد يتقن فنَّ التخفّي؛ تصريحٌ بارد كجليد القطب، خالٍ من حرارة الإدانة، مشبع برائحة التنصّل والمواربة، يعلن صاحبه أنّه أمر وزير دفاعه "بوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية الدفاع مع قطر” عقب الضربة الصهيونية. كأنّ الدماء التي سالت لم تكن إلّا حبرًا على ورق صفقات، وكأنّ العويل العربي مجرد خلفية موسيقية لمسرح الكابوي الأميركي.

إنّه الدور الأميركي في أوضح تجلّياته: ابتزازٌ مغلّف بشعارات الوساطة، وعدوانٌ مقنّع برداء المنقذ. يبيع المأساة بفاتورة، ويشتري الصمت بثمن، فإذا ما فشلت المغامرة تبرّأ منها كما يتبرّأ الجلاد من جريمته. هذا الرجل الذي ساوم أوكرانيا على أمنها، وحوّل السلاح إلى رهنٍ باتفاقيات المعادن الثمينة، يعيد السيناريو ذاته: مساومات في وضح النهار، ومؤامرات في الظلام، ودماء الشعوب آخر بنود المزايدة.

إنها المدرسة الترامبية: مدرسةٌ وحشية تُطلق للعابث العنان ليُغرق الميدان في جنون، فيما يجلس التاجر وراء الطاولة يبتز حلفاءه، يساوم خصومه، ثم يبيع الجميع عند أول منعطف. مدرسةٌ لا تعرف الحياء ولا تستحي من الدم، مدرسةٌ تحوّل السياسة إلى بازار، والسيادة إلى رقاقة على طاولة قمار.

هكذا يتكرر المشهد: تآمرٌ من فوق، تواطؤ من تحت، وأمةٌ تتساءل إلى متى يكون الدم العربي مائدةً للذئاب، ومزادًا للجبابرة؟!
 

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير