التعنت الرسمي يفشل الوساطة النيابية لحل ازمة "الميناء"
كتب محرر الشؤون المحلية - غادرت في ساعة متأخرة من مساء السبت البعثة النيابية التي تدخلت لحل الازمة المستعصية بين سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة وادارة ميناء العقبة واكثر من ٣ الاف عامل في الميناء انتفضوا للمطالبة بحقوقهم المالية والوظيفية العادلة بعد امهال ادارة الميناء اشهر طويلة لتنفيذ الاتفاق العمالي الموقع والذي على اساسه فض العاملون اضرابهم السابق .
البعثة النيابية التي ضمت كلا من (مساعد رئيس مجلس النواب عبدالله عبيدات ورئيسة لجنة الحريات رلى الحروب ورئيس لجنة العمل عدنان السواعير والنائبين تمام الرياطي ومحمد الرياطي) عادت الى عمان جوا بعد فشلها في سحب فتيل الازمة واقناع الجهات الرسمية بعدالة قضية العمال وضرورة التجاوب مع مطالبهم منعا لتطور الموقف وتكبد الخسائر المادية وادخال البلد في ازمة بضائع ستربك السوق وستدخلنا في دوامة تسخين جديدة لا يتمناها أحد.
التعنت الحكومي تجاوز حالة الانكار بمراحل ، حيث انشغل المسؤولون في مناقشة كل ما من شأنه افشال الاضراب عن طريق (ترويع المضربين ،تفتيت جبهتهم الداخلية ، وافتعال الخلافات بينهم ، استبدالهم بكوادر من الدرك او الامن ..) ،دون ان يبحثوا - ولو على هوامش اجتماعاتهم الطويلة - في سبل تحقيق مطالب العمال العادلة والمستحقة .
النائب الحروب في اللقاء الوحيد الذي جمع البعثة برئيس سلطة العقبة كامل محادين ومدير الميناء محمد المبيضين اكدت على الثوابت الاساسية المتعلقة بحق العمال بالاضراب عن العمل وتنظيم مسيرات وتظاهرات وقالت انها حقوق كفلها الدستور الاردني والمواثيق الدولية ، واضافت انه لا يجوز شخصنة القضية والتعامل مع العمال كخصوم واعداء فهم ابناء الوطن ولديهم رأي واسباب وجيهة للتصعيد .
واكدت الحروب هناك اتفاقات موقعة مع العاملين في الميناء وعلى السلطة وادارة الميناء ان تلتزم بتعهداتها للعاملين ولا يجوز الاستمرار بالتذرع بوجود ازمات مالية فجميع العمال يعانون ايضا من ازمات مالية تحتاج الى حل، وهؤلاء اولى بالرعاية والاهتمام من غيرهم . وافادت ان مجلس النواب يراعي مصلحة الطرف الاضعف ويحمي حقوق الناس لا اكثر ولا اقل .
بدوره رد رئيس السلطة كامل محادين على الموقف النيابي الصلب - الذي حذر من استخدام القوة الامنية ضد المضربين- انه ملتزم بالاتفاقات الموقعة وانه لن يتراجع عن الحقوق السابقة التي اتفق عليها ولكنه يحتاج الى وقت اطول لتحقيق هذه المطالب في ظل الازمة المالية التي تعاني منها منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة .
البعثة النيابية اقترحت على ممثلي العمال المضربين اعطاءهم مهلة ، وتعليق اضرابهم لمدة اسبوع واحد فقط يحاولون اثناءه جمع الطرفين في عمان والبحث في امكانية الوصول الى توافقات وحلول وسط ، الا ان رد اللجنة كان حاسما " ماضون في اضرابنا ولن يثنينا اي شئ ، المبادرة النيابية جاءت متأخرة وكان من الاحرى التدخل قبل اسابيع وقد اعلنا اننا مضربون ولم يتحرك احد ".
النواب عادوا ادراجهم الى عمان وقد باءت مهمتهم بالفشل الذريع جراء التعنت والغطرسة الرسمية التي جرى التعبير عنها باشكال كثيرة ليس اخرها ما يشاع عن فشل الاضراب وتجاوز الازمة ونحن نتابع تحول الميناء بالكامل الى ثكنة عسكرية !
