"كرامة 4" يقيم ندوة "حقوق الانسان والاعلام في اوقات الازمات"
في إطار فعاليات مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في دورته الرابعة نظم بندوة بعنوان "حقوق الإنسان والإعلام في أوقات الأزمات السياسة في الإعلام المرئي - سوريا واللاجئين السوريين"، أقيمت في (فندق ريجنسي بالاس) عصر "الاحد 8 كانون اول الجاري" تواصلت على مدار أربع ساعات، ناقشت وعرضت "أفلام" و"صور" توثق لموضوع الندوة التي شارك بها عدد من الخبراء في مجال حقوق الانسان، شارك بها : فادي القاضي؛ ميسر الندوة، رود ستونمان – مدير" معهد هوستن لأفلام والوسائط الرقمية" في جامعة إيرلندا الوطنية، محمد شما - صحافي متخصص في مجال حقوق الإنسان، "مشروع صوت" بتقديم من هناء رياض، وهو مشروع يخص اللاجئين.
من جهتها قالت مديرة المهرجان سوسن دروزة في معرض تقديمها للندوة، "أن كرامة يسعى إلى تقديم الجانب التوثيقي، والمعلوماتي، وإيصال الخبرات في اهمية صنع منظومة عمل تتعلق بالصورة التي تنقل الحدث، خصوصا في الغعلام المرئي، واهمية التحقق من صدقيتها وحياديتها". مرحبة بالمساهمين في الندوة، وهم "أربعة من الأشخاص المهنيين والمختصين في مجال الإعلام وحقوق الإنسان وذوي خبرة مستندة على تجارب عملية مباشرة من المنطقة العربية والعالم".
وتأتي اهمية الندوة من كوننا جميعنا نعلم بحقيقة أن الدعاية المرئية يمكن أن تكون كاذبة وخادعة، وبإمكانية التلاعب في الحقائق من قبل الجهات أصحاب العلاقة، تلك المتنفذة والمتنافسة على التأثير والإقناع وتحديداً في أوقات الأزمات والحروب. جميعنا يعلم ولكننا نعيش ونتعايش، محاولين إنكار هذه العلاقة وآثارها. في عالم مشبع بوسائل الإعلام، نتصرف كما لو أننا في مأمن من آثارها. كيف يتم إستخدام الصور والدعاية المرئية كأدوات للحرب بهدف التلاعب بأنماط القناعات والإعتقاد ولهندسة مواقف محددة؟ كيف يمكننا، نحن المختصين والعاملين والنشطاء في هذا المجال وكذلك المواطنين، أن نحمي أنفسنا من هذا التلاعب؟ هل يمكن للدعاية ووسائل الأعلام التأثر بالآخرين؟ ما هي صحافة المواطن، ولماذا تعبر مهمة؟ ما أفضل الطرق التي يمكن بها للمواطنين للمشاركة بإحداث دفعة عكسية في وجه وسائل الإعلام الرئيسية والداعية التي تتقصد التلاعب بالحقائق؟
ستونمان :نماذج موثقة لاستخدام الاعلام اوقات الأزمات
من هنا جاء تقديم مواضيع حول الدعاية المرئية والتلاعب في الحقائق من قبل الجهات أصحاب العلاقة، تلك المتنفذة والمتنافسة على التأثير والإقناع وتحديداً في أوقات الحروب من خلال تجربة المشاركين العملية في هذا المجال ومن أماكن مختلفة في العالم. وهو ما أشار له مدير معهد هوستن للافلام والوسائط الرقمية في جامعة ايرلندا الوطنية رود ستونمان، مستعرضا نماذج موثقة بالصورة لاستخدام الاعلام المرئي في اوقات الازمات، موضحا كيفية تجيير كل طرف متنازع لمعلومات غير صحيحة وتطويعها لخدمة مصلحته.
كما قدم "ستونمان" دراسة حالة، لعدد من المواد الاعلامية المرئية المتسربة في الازمة السورية، مبينا انه عمل على تتبع وفحص هذه المواد وفق برامج متخصصة ووجد عدم دقتها وتسييسها لأهداف سياسية واعلامية.
كما قدم نماذج "من اليوتيوب"، تمثل حالة إعلام المواطن او "المواطن الصحفي"، وإستخدام يوتيوب من داخل سوريا؛ وعرض للظواهر الأخيرة الخاصة بـ "صحافة المواطن" مع الإشارة إلى الحرب في سوريا.
كما تم تقديم محاور إضافية مثل "الدعاية وخطاب الكراهية بحق الفئات المهمشة" التي ترقى لمستوى الإنتهاك الفاضح بحق اللاجئين العزل أو العمالة الوافدة أو الفئات المختلفة عن السائد. وأهمية الوعي لعملية تسييس الخطاب الإعلامي الرئيسي وخصوصاً في أوقات الأزمات والتي نشهدها حالياً في حالة التعبوية التي تقوم بها تلك الجهات للحشد ضد اللاجئين في دول اللجوء.
شما: الدعاية وخطاب الكراهية بحق الفئات المهمشة
وفي ورقة بعنوان "الدعاية وخطاب الكراهية بحق الفئات المهمشة" رصد الاعلامي المتخصص في مجال حقوق الانسان محمد شما، "خطاب الكراهية تجاه اللاجئين السوريين في وسائل الاعلام"، مناشدا "وسائل الاعلام كافة ونقابة الصحفيين، ان تحرص على دورها الفاعل والمنظم والضابط لاي منتج اعلامي قد يحمل في طياته خطاب كراهية".
وزاد شما: عام 2013 كان مختلفا عن الأعوام السابقة، هو وليد تغيير دب العالم العربي، بدأت شرارته العام 2011 وما زلنا نعيش تفاصيله كل يوم بخطاب قد يتجاوز الكراهية ويصل إلى مرتبة التحريض والدعوة إلى القتل..
الدعاية في زمن الحروب أختلفت عن سابقاتها من دعايات تجييش ونبذ الآخر، هذه المرة أتخذت أشكالا مختلفة مع التقدم والتطور الذي دخلت فيه شبكات التواصل الاجتماعي على خط الدعاية إلى جانب الإعلام التقليدي لتشكل بالمحصلة حربا حقيقة.
الدعاية التعبوية في حشد الكراهية ضد الفئات المهمشة من اللاجئين تحديدا في دول اللجوء كان عنوانا لأكثر من منتج إعلامي تناولته وسائل إعلام في الأردن أو مصر على سبيل المثال.
وفيه، قدمت وسائل إعلام متنوعة بقصد أو دون قصد مواد صحفية تندرج في سياق الدعاية الموجهة ضد السوريين في مناطق اللجوء فمرة يضيق الحال بسبب وجودهم وأخرى جرائم اقترافها سوريون، أو تغيير في عادة المجتمع يتحملها السوريون وحدهم..
الدعاية قد لا تتحملها وسائل الإعلام وحدها إنما مسؤولين وأصحاب القرار يصرحون للإعلام عما يعرقل خطط وزراتهم، حيث أن الأزمة السورية واللاجئ السوري شكل عقبة أمام خطاه؛ فوزارة التربية والتعليم تعاني ازدحاما طلابيا وضغطا هائلا على المرافق المدرسية، سببه السوريون، أما وزارة الصحة فالاكتظاظ على العيادات الطبية والمستشفيات أثر على مستوى الخدمة والسبب واضح بالنسبة للوزير وهو سوريون، أما رئيس الوزراء فالتوترات الأمنية ونكبة مناطق الشمال تورط بها سوريون.
وبهذا نلحظ كما هائلا من الاخبار والتقارير والمقابلات التي تحرض ضد السوري أو كل من هو الاخر، فحال العمالة المصرية أو العمالة الآسيوية ليس بأفضل حال.
الدعاية الكارهة ضد الإنسان، اتخذت من أشباه وسائل إعلام بيئة خصبة للتطور والتأثير على الرأي العام وتحويله من متعاطف مع اللاجئين إلى كاره لهم ومتحسس من وجودهم.
لا غرابة في رصد شبه يومي لخطاب الكراهية في وسائل إعلام، لنرى أن ثمة وسائل باتت ترتقي خطابات الكراهية فيها إلى مستوى الانتهاك الفاضح كأن أحدهم يدعو إلى حرق المحال التجارية المتعلقة بالعراقيين في الأردن وذلك عقب اعتداء طال السفارة الاردنية في العراق محرضا على الاعتداء بكل ممتلكات العراقيين في الأردن.
الانتهاكات والكراهية لا تنتهي في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والإلكترنية في الأردن وبلدان أخرى، وستبقى موجودة طالما بقيت مسائلة الصحفيين يَنَظر لها كمقيد لحريتهم فيما يَطلق العنان لدعوات الكراهية والقتل دون محاسبة.
الحكومات وبعض من يرون في أنفسهم نشطاء ظاهريا لا يعملون إلا على تأثير عكسي بوعي الافراد وتشويه بادراكهم في أن الآخر له حق الاحترام والحماية؛ اللاجئ هو الهارب من الموت في بلده، حاميا حياته في بلد اللجوء إلى وقت ومن ثم سيعود إلى وطنه.
في كل صباح يخرج علينا حراس الكراهية في برامج إذاعية يطلبون فيها من المستمعين "حب الوطن" ومحاربة أحقاد الوطن وكل من تسول له نفسه بفعل يؤثر على أمن الوطن؛ لنسمع بالمحصلة مطالبات باعتقال اللاجئين الذين برأيهم سرقوا مقدرات الوطن وعرضوا الوطن للاخطار وسرقوا قوت المواطنين وضغطوا على بنيته التحتية. أما الصحف في تحليلات كتبّتها تطالب الدولة بموقف حازم تجاه اللاجئين وأمثالهم من عمالة وافدة.
كل تلك الاساءات تصدر دون محاسبة أو مراجعة، فغياب الرقيب الاخلاقي عن وسائل الإعلام يزيد من حجم الحرب المستعرة في تلك الوسائل. كما ولطالما بقيت قضايا حقوق الانسان تشكل في كثير من وسائل الإعلام فزعة في يوم مناسبة حقوقية، وينتهي. ومن ثم نبقى طوال عام نقرأ خطاب الكراهية ودعاية نبذ الآخر..
كل ما ذكرته ليس غريبا على بعض وسائل إعلام ما تزال تنظر إلى قضايا حقوق الانسان بوصفها تقريرا دوليا يتم تغطيته بيوم وينتهي، أو جلسة مجلس حقوق الانسان، أو البعض الآخر ينظر لها كأجندات خارجية أو مشروع ممول من سفارة ينتهي بمجرد انتهاء المشروع، تلك هي نظرة عقيمة لحقوق الإنسان وكرامته وعدم ادراك بحق احترام الآخر وتقدير المختلف عنه.
لذلك وبناء على ما تقدم فقد ارى بعض النقاط التالية.. خطوة بسيطة للحد من الانتهاكات، من بينها التنظيم الذاتي للعاملين في وسائل الإعلام والمحاسبة الفاعلة بحق مروجي الكراهية وتفعيل دور القضاء المستقل في المراقبة والمحاسبة وتفعيل مسودة أخلاقية تلتزم بها جميع وسائل الإعلام وتأهيل صحفيين لتغطية قضايا اللاجئين وحقوق الانسان عامة والتركيز على وقائع حياة اللاجئين اليومية وظروف سكنهم وحياتهم داخل المخيمات واندماجهم بالمجتمعات المستضيفة وتخصيص مساحات إذاعية أو ورقية أو تلفزيونية من شأنها تحسين صورة اللاجئ وعرض وقائع حياته من أجل حمايته بل ومساعدته في تفادي الأخطاء، كل تلك الخطوات تحتاج إلى إعلام صادق ينقل وقائع حياة الآخر الذي هو اللاجئ غير السعيد بأن يكون لاجئا في بلد المنافي.
فيما قدم "مشروع صوت"، أرض - العون القانوني وبدعم من أوكسفام، كحالة دراسية. وهو مشروع يخص اللاجئين؛ تم تصميمه بهدف إعادة تعزيز الشعور بالكرامة لدى اللاجئين من خلال تسليط الضوء على أصواتهم كعناصر فاعلة في التغيير بدلا من متلقين سلبيين للمساعدات .
كما استعرض "شما" عددا من النماذج، منوها الى اهمية طرح مبادرة مدونة أخلاق لعمل الصحفيين تضبط المنتج الاعلامي ليتفق وحقوق الانسان والسلم المجتمعي.
رياض: مشروع صوت لللاجئين السوريين
وتحدثت هناء رياض من "مشروع صوت" عن المشروع الذي يخص اللاجئين السوريين، والذي صمم بهدف اعادة تعزيز الشعور بالكرامة للاجئين عبر مجموعة من النساء السوريات اللواتي تم تدريبهن على اليات صحافة المواطن ومهارات القيادة وادارة الوقت وحل النزاع، مبينة أن المشروع يهدف لمساعدة النساء لايجاد قوّتهن الداخلية ورسم طريقهن الى التمكين.
وأشارت الى ان المشروع يطلب من النساء قصص مكتوبة اسبوعيا لمعالجة محنة اللاجئين بهدف التأكيد على الجانب الانساني للنزاع، مضيفة انه مدعوم من قبل منظمة اوكسفام الدولية بالتعاون مع أرض العون القانوني في الاردن.
ويذكر أن إطلاق مشروع «صوت»، جاء بهدف تخفيف معاناة اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري عن طريق الذي سينقل الحياة اليومية لأكثر من 100 ألف سوري لأصحاب القرار على المستويين المحلي والعالمي عن طريق الكلمة واللحن. ويشرف على المشروع إلى جانب مؤسسة «أرض - العون القانوني»،
ويمكن مشاهدة اللفيلم الوثائقي الذي يعبر عن حاجات وتطلعات اللجئات السوريات وأسرهن على الرابط التالي،
(
يقوم مشروع «صوت» بتوثيق قصص اللاجئين من خلال سردها وفي الوقت نفسه مشاركتها مع أصحاب القرار على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين والاستماع لهم من خلال تسليط الضوء على أصواتهم كعناصر فاعلة في التغيير بدلا من متلقين سلبيين للمساعدات .يسلط المشروع الضوء على أصوات اللاجئين من خلال مجموعة من النساء السوريات، تم تدريبهن على آليات "صحافة المواطن" في إطار المشروع، وعلى مهارات القيادة وخصائص القائد/ة الجيد/ة، ومهارات إدراة الوقت، وحل النزاعات، والتفاوض. برنامج "صحافة المواطن" يهدف لمساعدة النساء على إيجاد قوتهن الداخلية ورسم طريقهن إلى التمكين من خلال إدراك أن أصواتهن ليست مسموعه فقط من قبل الآخرين على الصعيدين الوطني والدولي، وإنما أيضاً موثوق بهن من قبل مجتمعاتهم، على وجه التحديد السكان اللاجئين. يطلب من النساء تقديم قصص مكتوبة أسبوعياً لمعالجة محنة اللاجئين بهدف التأكيد على الجانب الإنساني للنزاع. تم دعم "مشروع صوت" من قبل منظمة أوكسفام الدولية وبالتعاون مع أرض – العون القانوني؛ الأردن.
عن المشاركين في الندوة
فادي القاضي
فادي القاضي هو خبيرٌ إعلامي وناشط في مجال الدعوة لحماية حقوق الإنسان. وتتركز معظم خبراته العملية والمهنية في مجالات حقوق الإنسان، وحرية التعبير بوصفها أحد قضايا حقوق الإنسان بالإضافة إلى الصحافة والإعلام في إطار مهني. وطيلة سنوات الخبرة التي يحملها أتيح له الاطلاع على والعمل من خلال الآليات الدولية التي تقوم بتوفير و/أو تنص على حماية حقوق الإنسان، كما قام، بالإضافة لذلك، بتنفيذ عدد من الأنشطة في مجال كسب التأييد حول العديد من قضايا حقوق الإنسان في أرجاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما تولى إدارة عددٍ من البرامج المتعلقة بتطوير الإعلام في خدمة القضايا التنموية في كل من الأردن و الضفة الغربية وقطاع غزة ومصر.
رود ستونمان
رود ستونمان - مدير "معهد هوستن لأفلام والوسائط الرقمية" في جامعة إيرلندا الوطنية، غالواي . شغل منصب الرئيس التنفيذي "للمجلس السينمائي الإيرلندي" حتى سبتمبر 2003، وكنائب تحرير في "قسم السينما والفيديو المستقلة في قناة التلفزيون 4" في المملكة المتحدة؛ وفي هذا الدور، قدم التمويل لإنتاج أكثر من 50 فيلماً روائياً أفريقي. قام بعمل عدداً من الأفلام الوثائقية، بما في ذلك "إيرلندا: الأصوات الصامتة"، و"إيطاليا: تجارة الصورة"، و"12,000 سنة من العمى" و "المغزل." وبالإضافة إلى ذلك، كتب على نطاق واسع في السينما والتلفزيون. وهو مؤلف كتاب "شافيز: الثورة لن يتم تلفزتها"، و"دراسة حالة من السياسة والإعلام"، و"المشاهدة خير برهان: سياسة الإعلام المرئي" والذي نشر في يونيو حزيران عام 2013 .
محمد شما
صحافي متخصص في مجال حقوق الإنسان. يعمل في "راديو البلد" و "عمان نت" منذ عام 2003. منتج ومقدم برنامج "ناس و ناس" إلى جانب عمله كمذيع أخبار وعمله على إنتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية حول حقوق الإنسان ويشغل أيضاً منصب رئيس "وحدة حقوق الإنسان" في راديو البلد .هذا ويعمل شما أيضاً مع العديد من وسائل الإعلام الدولية على مشاريع إعلامية خاصة.
"مشروع صوت"
"مشروع صوت" بتقديم من السيدة هناء رياض، وهو مشروع يخص اللاجئين؛ تم تصميمه بهدف إعادة تعزيز الشعور بالكرامة للاجئين من خلال تسليط الضوء على أصواتهم كعناصر فاعلة في التغيير بدلا من متلقين سلبيين للمساعدات.