حسن البراري: هذا أخطر ما يشهده السلوك الاستراتيجي الإسرائيلي اليوم!
جو 24 :
قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور حسن البراري، إن أخطر ما يشهده السلوك الاستراتيجي الإسرائيلي اليوم هو انتقاله من منطق الضربة الاستباقية إلى نموذج أخطر وأكثر انفلاتًا يتمثل بالضربة الوقائية.
وأوضح البراري في منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أنه "على العكس من الضربة الاستباقية التي تأتي كرد على ردع تهديد وشيك يمكن رصده، فإن الضربة الوقائية تستند إلى افتراضات واحتمالات ونوايا قد تقع أو لا تقع أصلًا. وأهم عنصر بها هو حرمان الخصم من امتلاك قدرات عسكرية تسمح له بتوجيه ضربة عسكرية"، مبيّنا أن "هذا التحول يعني أن إسرائيل باتت تتعامل مع محيطها بمنطق الحرب قبل الحرب ومع التهديد المحتمل بوصفه تهديدًا حاضرًا".
وتابع البراري: "بهذا المعنى، تدخل إسرائيل في حالة حرب دائمة إذ تصبح كل قوة في محيطها "خطرًا محتملًا” وكل تطور قابلًا للضرب، وكل طرف مرشحًا للاستهداف حتى لو لم يكن في حالة اشتباك معها".
ولفت البراري إلى أن هذا التحوّل لا يخلق بيئة إقليمية متفجرة بل يجعل من إسرائيل دولة تعيش على حافة السيف، تبرر العنف المسبق باسم الأمن، وتحول الاضطراب إلى سياسة رسمية، وتوسع هامش استخدامها للقوة خارج أي ضوابط سياسية أو قانونية.
وختم البراري بالقول: "الانتقال من الاستباق إلى الوقاية لا يعكس خوفًا من التهديدات بقدر ما يكشف فقدانًا لبوصلة استراتيجية ويحول الشرق الأوسط إلى فضاء مفتوح لعمليات لا نهاية لها".








