انتصرنا في المعركة الكبرى
تم وبحمد الله وتوفيقه وجهود نواب الامة الابطال من مداولات ومذكرات نيابية وتصريحات مختلفة لعدد من النواب ولقاءات تلفزيونية متعددة في معظم الفضائيات الاردنية وبعض المحطات الخارجية وصولا الى مذكرة حجب الثقة عن حكومة النسور وبدعم وضغط الرأي العام في الاردن , وخسارة شهيدة بريئة سميت شهيدة الفجر ودعاء عدد من الاباء والامهات على النسور بشتى انواع الدعاء.
تمت العودة الى التوقيت الشتوي ببيان طويل المقدمة قدمه رئيس الوزراء يشبه بيانات اثبات العيد بعد رمضان حيث لا ينطق بالمعلومة الا باللحظات الاخيرة بعد كثير من الجمل الانشائية الزائدة التي ليس لها محلا من الاعراب .
فرحت الامهات وفرح الاباء والطلاب والمعلمون والموظفون وتداول الاردنيون الرسائل الالكترونية للتهنئة , وقد يُجعل منه يوما وطنيا يسمى : "يوم العودة " دون ذكر كلمة التوقيت ليكون اكثر رمزية وتعبيرا عن حق العودة للمهجرين من اوطانهم مثلا .
بعد هذا النصر المؤزر حبذا وبعد استراحة طويلة نسبيا لا تتعدى بضع سنوات بعد ان ننعم باحضان السلام ( عفوا احضان التوقيت ) لو نشحذ الهمة من جديد للنظر بالقضايا الصغيرة التي قد تؤرق بعض الاردنيين وخصوصا فئة الحكام والمسؤولين مثل قضية فلسطين وما يجري من تحويل الاردن الى وطن بديل لكل من يريد ذلك من اهل الارض ومن الممكن النظر في بعض القضايا الصغيرة نسبيا التي ما زالت لا تؤرق المسؤولين لانها قد تكون حقيقة وقد تكون مجرد مزحات او اشاعات هنا وهناك مثل الحرب الاقتصادية التي تشن على المواطن , قضايا الفساد وتوريث المناصب وتدويرها بين الاهل والاصدقاء.
ومن الممكن ان ينظر النواب مثلا اذا ارادوا هم ذلك رغبة منهم وليس واجبا عليهم (لا يكلف الله نفسا الا وسعها )ان ينظروا في الاتفاقية التي وقعت هذا الاسبوع بين الاردن وفلسطين والعدو الاسرائيلي التي بموجبها ينفذ مشروعا كله ( اردني باردني ) ولكن فقط خمسين مليون متر مكعب من الماء بعد التحلية لاسرائيل مقابل اعطاء الاردن نفس الكمية من مياهنا المحتجزة والمسروقة من قبل اسرائيل , حتى لو وقعت هذة الاتفاقية بعيدا عنهم لصغر شأنها مقابل قضية التوقيت الشتوي حبذا لو ينظروا بها فقط من باب الحلال والحرام .
ايها الشعب الاردني الذكي ,الكبير, المتعلم ,المثقف , المجاهد , المرابط , الى متى لا يحترم ذكاؤنا تخاض المعارك الوهمية ويستنزف وقتنا ومساحات اعلامنا ونقاشات نوابنا ومجالسنا الى قضية مثل العودة الى التوقيت الشتوي لنوفر رقما لا يكفي لزيارة وفدا من علية القوم في رحلة واحدة , ايحدث ذلك صدفة وببراءة ؟؟؟؟( لا والله انه لأمر دبرفي ليل ) لصرف انظارنا عما هو اهم من ذلك , جاء في الحديث الشريف " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " ولكننا نحن الاردنيين نلدغ في اليوم مرتين ..