2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

"أولاد عمار" ينقل ثورة تونس من الافتراضي للواقع

أولاد عمار ينقل ثورة تونس من الافتراضي للواقع
جو 24 :

ثورة الياسمين في تونس، لم تكن مجرد تحرك واقعي يعم الشارع، وإنما جاءت بشكل كبير نتيجة حالة افتراضية أيضا، أو ما يعرف بالتظاهرة الإلكترونية التي سعت لـ"خلق فضاء حر لكل البشر."
وهذا الواقع الإفتراضي هو ما يسلط الضوء عليه الفيلم التونسي "أولاد عمار"، عبر شهادات خمسة مدونين سُجنوا قبل أيام قليلة من ثورة 14 كانون الثاني/يناير العام 2011 في تونس، بسبب نشاطهم ضد الرقابة على الإنترنت، التي فرضها نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
ويبدو "أولاد عمار" الذي عرض في الدورة العاشرة لـ"مهرجان دبي السينمائي الدولي"، بمثابة مرحلة انتقالية للمرور من الافتراضي إلى الواقعي، ومن الأمل إلى الخيبة. ويسرد الفيلم بدايات الثورة الافتراضية في تونس عبر تسليط الضوء على عدد من المدونين الذين ناضلوا ضد الرقابة على الإنترنت في ظل حكم الرئيس السابق.
وقال الناشط التونسي في وسائل التواصل الإجتماعي، مالك خضراوي، إن "زهير يحيوحي الذي يلقب بالتونسي، وهو رائد النشاط الإلكتروني، كان أول شخص يسجن بسبب نشاطه عبر شبكة الإنترنت، وتوفي بعد أشهر قليلة من خروجه من السجن." وأكد خضرواي على أهمية إنجازات ذلك الناشط بالقول: "نحن أولاد زهير يحيوحي."
من جهته، قال المدون التونسي رياض إن "بن علي ارتكب خطأ باعتقال زهير يحيوحي لأن التونسيين كانوا مشتتين قبل ذلك، ولكن بعد اعتقاله ولد النشاط الإلكتروني، والمحاربة ضد رقابة الإنترنت."
وكان المدونون قبل بدء الثورة، قد قرروا إنشاء مدوناتهم الخاصة التي يعبرون فيها عن حياتهم، لكن الشرطة التونسية فرضت الرقابة على الإنترنت. وأوضح أحد المدونين أن "الناشطين في فضاء الإنترنت، لم يحاربوا ضد النظام السياسي في البداية، ولكن ضد الرقابة الإلكترونية."
وفي ذلك الوقت، كان المدونون قد بدأو بتنظيم تظاهرات حملت اسم "نهار على عمار".
وتمكنت وسائل التواصل الإجتماعي في تونس من أن تساهم في التحشيد ضد النظام الحاكم السابق. واقترنت بداية أحداث الانتفاضة مع النضال الإفتراضي، والذي وجد له ملجأ خصبا عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
وتمكن المدونون ونشطاء الشبكة الإلكترونية عبر العالم الإفتراضي من أن يعمدوا إلى تدويل أحداث الثورة التونسية، لتصبح محط أنظار العالم بأسره.
وتجدر الإشارة إلى أن الناشط في وسائل التواصل الإجتماعي التونسي وائل ليفي, وهو الذي التقط الصور الأولى لمحمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه، ومن ثم نشرها على مواقع التواصل الإجتماعي.
وقررت المدونة التونسية سوفيان شورابي بعد تلك الحادثة، أن تنشر مقالة على مدونتها تحت عنوان "سيدي بو زيد تحترق" بالإضافة إلى تحميل أشرطة الفيديو التي رافقت التظاهرات.
واستقت نسبة كبيرة من التونسيين ووكالاات الأنباء الدولية الأخبار والمستجدات السياسية أثناء الثورة الشعبية التي اطاحت بالرئيس التونسي السابق من مواقع التواصل الاجتماعي وأهمها فيسبوك، والمدونات التي نقلت نبض الشارع، لتترسخ أهمية "المواطن الصحفي."
ولكن، المدونين في تونس لم يتمكنوا من الإبقاء على أهدافهم المشتركة بالمناداة في الحرية والكرامة، وأن يكونوا صوت الإعلام الحر، إذ بعد عامين وخمسة أشهر وسبعة أيام من الثورة، حكم على مغني الراب، "ولد إل" الذي يبلغ من العمر 15 عاما، بالسجن بسبب مقاطع من أغنياته. وقد اطلق سراحه بعد شهر تحت ضغط المؤسسات الدولية والمجتمع المدني.
ويقدم أحد المدونين وجهة نظره، في تحول موقف المدونين بعد الثورة، إذ صار كل واحد منهم يطمح بمنصب سياسي، والظهور عبر الإعلام، وتحقيق غايات شخصية أخرى لا علاقة لها بأهداف الصورة.
وتجدر الإشارة إلى أن "أولاد عمار" هو شريط وثائقي طويل، للمخرج التونسي نصر الدين بن معاطي ويقدم مقاربة سينمائية للمقاومة التونسية في زمن حــكم بن علي و يتتبعّ مدى مساهمته في إنجاح الثورة التونسية.
(سي ان ان)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير