جهد البلاء

تسبب قرار رئيس الوزراء د عبدالله النسور بتأجيل الدوام الرسمي للمؤسسات الحكومية لغاية الساعة ال11 صباحا بمزيد من العذابات للشعب الاردني الذي واجه عاصفة ثلجية تعد من اقسى العواصف التي دخلت البلاد.

المشاهد لأزمة المرور في شوارع المملكة خاصة العاصمة عمان يرى بان القرار جاء كتحد وانتقام للشعب الاردني، فما الذي يدفع بالرئيس لاتخاذ قرار تسبب بكل انواع الاذى المادي والمعنوي للمواطن.

المغامرة بارواح الناس وسلامتهم واموالهم لعبة ابدع فيها النسور بقراره غير المدروس، حيث تسبب عدم تعطيل المؤسسات الحكومية بمزيد من الخسائر التي كان الاولى فيه تجنبها.

3 ساعات من الزمن يحتاج موظف يسكن في طبربور كي يصل مكان عمله في الدوار الرابع فيما يحتاج من يسكن في وادي السير على سبيل المثال لاكثر من ذلك حتى يتمكن من الوصول لمقر عمله في المدينة الرياضية فأي خدمة سيقدمها الموظف الذي غامر بسلامته على مدار ساعات طوال ليصل الى مقر عمله واي جهد بعد ان انهكت نفسيته في ازمة تسبب بها قرار حكومي غير مدروس .

الاصرار والتعنت باستمرارية الدوام وعدم التراجع عنه لا يعني بالضرورة ان الرئيس صاحب ولاية عامة بقدر ما يعني انه يحاول ايصال رسالة بانه وعلى الرغم من شدة المنخفض الثلجي وتبعياته الا ان العمل يسير على اكمل وجه في المؤسسات الحكومية وهذا ما اخطأ به الرئيس .

العمل في المؤسسات الحكومية لا يجري على اكمل وجه نظرا لتأخر الموظفين جراء الازمات المرورية عن الوصول الى اماكن عملهم اولا ولعدم وجود مواطنين يراجعون تلك المؤسسات ثانيا.

لن يسجل التاريخ للرئيس ان مؤسسات الدولة بعهده كانت على تواصل مع المواطن رغم تبعات المنخفض بل سيضاف الى سجله الحافل بقهر الاردنيين سطرا جديدا وقد يكون اقسى واشد من رفع الاسعار التي انهكت جيبوبهم ،اذ ان سلامة المواطن وحياته لا تشكل ادنى هاجس لحكومة يرأسها شخص امتاز بتفرده بالقرار.