مجرّد أكاذيب.. لا تصدّقوهم!
محمد أبو رمان
جو 24 : "داخل غرفة صغيرة في أحد المساكن الذي يضم لاجئين سوريين في مدينة الرمثا الأردنية المتاخمة للحدود مع سورية، جلست أمل تحدق في شرفة صغيرة كانت تبرز من خلالها معالم مدن أثقلتها أعمال القتل والتهجير، مستذكرة ذلك "الكابوس"، الذي تمثل في اغتصاب بناتها، قبل أن يقضين نحراً بالسكاكين".
"بصوت غالبه البكاء، أخذت الوالدة المكلومة تصرخ في شكل هستيري: "أخرج الأمن والشبيحة عائلات بأكملها من داخل منازلهم المدمرة، وبدأوا يعرّون صغيراتي بالقوة قبل أن يغتصبوهن ويقتلوهن لاحقاً". وتابعت فزعة: "كانوا يقولون مستهزئين: بدكم حرية؟ هاي أحلى حرية".
"العويل والبكاء الذي كان يملأ المكان، واستجداء الصغار والنساء، جميعها محاولات لم تقو على استدرار عاطفة المجرمين"، تضيف أمل، من دون أن توضح كيف استطاعت هي نفسها الفرار من الجلادين. وتمضي قائلة: "لم أتمالك نفسي حينما شاهدتهم ينحرون رقابهن بالسكاكين.. سقطت على الأرض مغشياً علي". وتقول متحسرة إن بناتها عائشة ودعاء ورقية "ذهبن بدم بارد لانخراط الأب في صفوف الثوار"، مؤكدة أن "آلاف السوريات اللواتي دخلن السجون في سورية لم يسلمن من الاغتصاب والمعاملة المهينة".
التفاصيل السابقة مجرّد قصة من قصص متعددة يسردها الزميل المبدع تامر الصمادي في تحقيق الحياة اللندنية (ملحق شباب) أمس. الضحايا أنفسهم، وهن أمهات الفتيات المغتصبات، يتحدثن في هذا التحقيق؛ لا فضائية الجزيرة ولا "العربية" ولا "المتآمرون على محور الممانعة"، ولا "مجلس اسطنبول العميل"، كما يصفهم الإعلام السوري؛ من يتحدث هن السوريات-الأمهات، أي الشعب السوري نفسه، عمّا يفعله جيشه وأمنه وأعوان رئيسه به!
أحد المناضلين الفلسطينيين البارزين، سلامة كيلة، وهو يساري معروف، يروي لنا شيئاً مما حدث معه شخصياً، ومن شهادته على بعض ما رآه، خلال فترة اعتقاله الأخيرة هناك، قبل أن يعود إلى عمان منهكاً من المرض والتعذيب البشع الذي لحق به! ليست الصدمة فيما يقوله سلامة كيلة عن التعذيب اللاإنساني في السجون والمعتقلات السورية، بل في المستشفى العسكري الذي نُقل إليه لكتابة تقرير عن الجروح والكسور التي أصابته؛ فهنالك صور أخرى، أكثر غرابة وبشاعة. فبدلاً من معالجة المرضى المعتقلين، يتم تقييدهم في الأسرة لأيام طويلة، مع الضرب والتعذيب، وعدم السماح لهم بمجرد الذهاب إلى الحمامات، فيضطر الرجال الكبار والمرضى أن يقضوا حاجاتهم على أنفسهم، وهم مقيّدون!
لا تصدقوهم؛ فما نسمعه من شهادات حية، وما نقرأه من قصص مرعبة، وما يقوله الآباء والأبناء، وما تذرفه الأمهات من دموع، ومئات الآلاف من الناس الذين يتحدون كل هذا الجحيم، هذا كله أكاذيب غير صحيحة من نسج المخابرات المركزية الأميركية واستوديوهات الفبركة في "الجزيرة"!
لا أعرف كيف يمكن للرئيس السوري أن يخرج ببرودة أعصاب ليتحدّث أول من أمس عن "حرب خارجية" تشن على سورية، من كان يخاطب؟! شعبه، الذي يكتوي بنار القصف والمذابح والمجازر! هل يريد أن يقنعه، مثلاً، بأنّ من يقوم بهذه الأهوال هي الطائرات الغربية والمدافع الإسرائيلية؟! هل كان يخاطب نفسه! أم بقايا المثقفين والسياسيين العرب الذين يروجون أكاذيب النظام ضد المؤامرات الخارجية؟! من الذين سيصدّقون رئيسا من الواضح أنه معزول تماماً، لم يعد يدرك أنّه فقد شعبه بالكامل، وشرعيته حالياً تكمن فقط في أنّه يتحكم بآلات دموية تقتل الشعب وتعذبه، وكأنّه حشرات لا بشر، وما يبقيه على رأس السلطة هي الحسابات الروسية، واختلاف المصالح مع الغرب!
معادلة مثل هذه لا يمكن أن تستمر، مهما طال الليل، فإنّ الصبح قريب. هذا نظام يحتضر، وينتظر رصاصة الرحمة!
الغد
"بصوت غالبه البكاء، أخذت الوالدة المكلومة تصرخ في شكل هستيري: "أخرج الأمن والشبيحة عائلات بأكملها من داخل منازلهم المدمرة، وبدأوا يعرّون صغيراتي بالقوة قبل أن يغتصبوهن ويقتلوهن لاحقاً". وتابعت فزعة: "كانوا يقولون مستهزئين: بدكم حرية؟ هاي أحلى حرية".
"العويل والبكاء الذي كان يملأ المكان، واستجداء الصغار والنساء، جميعها محاولات لم تقو على استدرار عاطفة المجرمين"، تضيف أمل، من دون أن توضح كيف استطاعت هي نفسها الفرار من الجلادين. وتمضي قائلة: "لم أتمالك نفسي حينما شاهدتهم ينحرون رقابهن بالسكاكين.. سقطت على الأرض مغشياً علي". وتقول متحسرة إن بناتها عائشة ودعاء ورقية "ذهبن بدم بارد لانخراط الأب في صفوف الثوار"، مؤكدة أن "آلاف السوريات اللواتي دخلن السجون في سورية لم يسلمن من الاغتصاب والمعاملة المهينة".
التفاصيل السابقة مجرّد قصة من قصص متعددة يسردها الزميل المبدع تامر الصمادي في تحقيق الحياة اللندنية (ملحق شباب) أمس. الضحايا أنفسهم، وهن أمهات الفتيات المغتصبات، يتحدثن في هذا التحقيق؛ لا فضائية الجزيرة ولا "العربية" ولا "المتآمرون على محور الممانعة"، ولا "مجلس اسطنبول العميل"، كما يصفهم الإعلام السوري؛ من يتحدث هن السوريات-الأمهات، أي الشعب السوري نفسه، عمّا يفعله جيشه وأمنه وأعوان رئيسه به!
أحد المناضلين الفلسطينيين البارزين، سلامة كيلة، وهو يساري معروف، يروي لنا شيئاً مما حدث معه شخصياً، ومن شهادته على بعض ما رآه، خلال فترة اعتقاله الأخيرة هناك، قبل أن يعود إلى عمان منهكاً من المرض والتعذيب البشع الذي لحق به! ليست الصدمة فيما يقوله سلامة كيلة عن التعذيب اللاإنساني في السجون والمعتقلات السورية، بل في المستشفى العسكري الذي نُقل إليه لكتابة تقرير عن الجروح والكسور التي أصابته؛ فهنالك صور أخرى، أكثر غرابة وبشاعة. فبدلاً من معالجة المرضى المعتقلين، يتم تقييدهم في الأسرة لأيام طويلة، مع الضرب والتعذيب، وعدم السماح لهم بمجرد الذهاب إلى الحمامات، فيضطر الرجال الكبار والمرضى أن يقضوا حاجاتهم على أنفسهم، وهم مقيّدون!
لا تصدقوهم؛ فما نسمعه من شهادات حية، وما نقرأه من قصص مرعبة، وما يقوله الآباء والأبناء، وما تذرفه الأمهات من دموع، ومئات الآلاف من الناس الذين يتحدون كل هذا الجحيم، هذا كله أكاذيب غير صحيحة من نسج المخابرات المركزية الأميركية واستوديوهات الفبركة في "الجزيرة"!
لا أعرف كيف يمكن للرئيس السوري أن يخرج ببرودة أعصاب ليتحدّث أول من أمس عن "حرب خارجية" تشن على سورية، من كان يخاطب؟! شعبه، الذي يكتوي بنار القصف والمذابح والمجازر! هل يريد أن يقنعه، مثلاً، بأنّ من يقوم بهذه الأهوال هي الطائرات الغربية والمدافع الإسرائيلية؟! هل كان يخاطب نفسه! أم بقايا المثقفين والسياسيين العرب الذين يروجون أكاذيب النظام ضد المؤامرات الخارجية؟! من الذين سيصدّقون رئيسا من الواضح أنه معزول تماماً، لم يعد يدرك أنّه فقد شعبه بالكامل، وشرعيته حالياً تكمن فقط في أنّه يتحكم بآلات دموية تقتل الشعب وتعذبه، وكأنّه حشرات لا بشر، وما يبقيه على رأس السلطة هي الحسابات الروسية، واختلاف المصالح مع الغرب!
معادلة مثل هذه لا يمكن أن تستمر، مهما طال الليل، فإنّ الصبح قريب. هذا نظام يحتضر، وينتظر رصاصة الرحمة!
الغد