jo24_banner
jo24_banner

محمد القباني: كنت أتمنى دور محمود درويش

محمد القباني: كنت أتمنى دور  محمود درويش
جو 24 : يحضر الفنان الأردني محمد القباني ممثلا قديرا في العديد من الأعمال الدرامية الأردنية والعربية، وفي السينما والمسرح يغني بشغفه وثقافته وبخلفيته الأدبية وبخبرته -التي صقلتها تجربة السنين- الشخصيات المتنوعة التي يؤديها باقتدار في عشرات الأعمال الفنية.

بدأ القباني مسيرته الفنية منذ بداية سبعينيات القرن الماضي ليخوض غمار المسرح والسينما والتلفزيون، وهو من مؤسسي رابطة المسرحيين الأردنيين التي تحولت لاحقا إلى رابطة الفنانين الأردنيين ليصبح رئيسها لدورتين في بداية التسعينيات القرن الماضي.

ويرى الفنان الأردني أن المشاهد العربي يبحث عن ذاته من خلال دعوات التحرر والحرية التي افتقدها، ويريد من الدراما أن تكون مرآة حقيقية تنقل معاناته وطبيعة حياته ويجد فيها أملا يتوق له.

وبالنسبة له فإن ما يجري في العالم العربي حاليا خارج المطالبة الحقيقية بالحرية ما هو إلا "سايكس بيكو جديد يهدف إلى تفتيت المفتت بأدوات متطرفة تسعى -وقد نجحت للأسف- لنقل صورة وتأكيد واقع سيئ لعالمنا المنكوب".

الجزيرة نت التقت الفنان الأردني وحاورته بشأن تجربته الفنية، وعدد من المواضيع المتعلقة بتفاصيل المشهد الفني في الأردن والعالم العربي.

الفنان محمد قباني من الفنانين الحاضرين في المشهد الدرامي والفني في الأردن والمطلعين على واقع المجال الفني، كيف تفسر حالة الركود بالحركة الفنية بالأردن وضعف الإنتاج؟

- الحركة الفنية الأردنية عانت في السنوات الأخيرة من شح الإنتاج الذي يخضع لمعوقات ذات العلاقة بتآكل البنية التحتية أو جدوى الإنتاج وقبوله في المحطات الفضائية العملاقة التي تشترط شروطا كثيرة لم يستطع الإنتاج الفني الأردني امتلاكها أو التعامل معها لضعف مصادر التمويل.

كما يوجد قصور في الرؤية الإنتاجية لمجموعة المؤسسات القائمة أو من المفروض قيامها بهذا الدور، مما أدى لغياب شبه تام للمنتج الأردني الخالص.
ومن أبرز شروط الفضائيات العربية نوعية الإنتاج وضخامته والتوق لمواضيع ذات علاقة بالمشاهد العربي وليس ضمن الأطر التي أجبر الفنان الأردني على أن يكون فيها مثل العمل البدوي كنوع من التخصيص وسلعة فنية وحيدة.

هذا الطرح يقودنا للتساؤل عما يريده المشاهد العربي في ظل المرحلة الحالية والتحولات الجارية التي أثرت بالتأكيد في الفضاء الفني؟

- أعتقد أن المشاهد العربي يبحث عن ذاته من خلال دعوات التحرر والارتكان إلى ما كانت تؤطره فيه الأنظمة التي حكمته أثناء عقود طويلة، كما يبحث عن نوع من الحرية التي افتقدها دائما في محاولة لمواكبة ما يجري في العالم خارج إطار الأنظمة السياسية الموجودة.

فهو يريد دراما تبحث في حياته المعيشية دون تزويق أو تزييف كونه عانى كثيرا من أعمال درامية كانت بعيدة عن حياته، كما يريد دراما تكون مرآة حقيقية تنقل معاناته وطبيعة حياته ويجد فيها أملا حقيقيا يتوق إليه.

خضت تجربة مسرحية مهمة على الخشبة الأردنية وخارجها، كيف تقيم حال المسرح الأردني والعربي عموما في ظل المنحى التجاري الذي يسيطر عليه واكتفائه بالموسمي، ولماذا اختفت العروض اليومية؟


- المسرح كأفرع الثقافة الأخرى، ونتيجة تغول وزارات الثقافة في وطننا العربي ومحاولتها الاستئثار بالإنتاج المسرحي عن طريق دعم المهرجانات التي أفرغت من مضامينها فرضت على المشتغلين بالمسرح -ولا أقول المبدعين- موازنات مالية على من يقدم عملا بما لا يتجاوز خمسة عروض، ومن بعدها ينتهي العمل المسرحي وكأنه لم يكن، مما ساهم في سعي المشتغلين إلى اللهاث وراء وزارات الثقافة للحصول على فرصة الإنتاج.

فإذا انساق العمل الإبداعي وراء الارتزاق فإنه -حسب وجهة نظري- يفقد دهشته وإبداعه ويموت، وهذا ما تمارسه للأسف مؤسسات الثقافة في الوطن العربي.

وفي الأردن تقوم وزارة الثقافة بالتعاون مع نقابة الفنانين بإقامة العديد من المهرجانات تحت مسميات محترفين وشباب وهواة، وكلها ضمن تعليمات محددة، الغاية الظاهرة منها تفعيل الوسط الثقافي والمسرحي، والباطنة باعتقادي خنقه ووضعه ضمن مسار محدد يتماشى مع السياسات المطلوبة لتغييب كل ما هو ثقافي وإبداعي.

البعض يقول باختفاء الرقابة على الإبداع، فهل ترى فعلا تراجعا لحدة الرقابة على الإبداع ومساحة أكبر لحرية التعبير؟

- رغم الادعاء بأن الرقابة غير موجودة فإنها موجودة وبشكل سافر من خلال التعليمات التي من دون الالتزام بها لن تستطيع المشاركة ضمن مهرجان أو شراء عروض، وهذه التعليمات تحدد بالضبط توجهات ونوعية الأعمال.

وأود القول إن وجود التعليمات ذات الخلفيات المعتمدة على أجندات من وضعوها تحتم إظهار نوعية معينة من الأعمال الفنية أو المشتغلين.

في مجال الدراما تحضر المسلسلات والأعمال التركية بشكل كبير، وهي تغزو الشاشات العربية، هل يعود ذلك إلى فراغ كبير في التجربة الدرامية العربية، أم إلى تفوق هذه الأعمال؟

- من وجهة نظري كفنان أقول إنها مصنوعة بشكل جيد وتصور في أماكن غاية في الجمال، ومضامينها يتمناها المشاهدون التواقون للجمال والحرية والحديث الواضح عن القضايا المسكوت عنها في مجتمعاتنا في ظل القهر الذي تعيش فيه، إضافة إلى رومانسيتها المفقودة في أغلب الأعمال العربية، ولهذا كله تشهد إقبالا ومتابعة.

بعد مشوارك الفني الطويل في المسرح والسينما والدراما وتحقيق العديد من الإنجازات، هل تشعر بالرضا عما قدمته في مسيرتك، وعلى وضعك كفنان؟

- أستطيع القول إنه بالنسبة إلى الجهد والمحاولات لأخذ الموقع المناسب ضمن الحركة الفنية الأردنية كنت أتمنى أن يكون المناخ أكثر إنصافا قياسا بالجهود التي بذلتها وحاولت وما زلت لنيل ما أعتقد أنني أستحقه، لكن لسبب أو لآخر لم يتم.

وفي بعض الحالات أشعر بالتهميش وسرقة الإنجازات بتغييبها أو التعتيم عليها، وهذا وضع عانى منه كثيرون غيري ممن ساهموا وبذلوا جهدا واضحا في إنهاض وتنشيط الحركة الفنية بالأردن.

كنت أتمنى أن أقوم بدور الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في الأعمال التلفزيونية التي قدمت، خاصة أنني قدمت شخصية إبراهيم طوقان في المسلسل الذي حمل اسمه وأخرجه موفق الصلاح.

إضافة إلى التمثيل لك توجهات أدبية واضحة من خلال كتابة القصة القصيرة والشعر، ما هي هواجسك في نتاجك الأدبي؟

- أصدرت عددا من القصص القصيرة "أول الوجع"، ونصوصا شعرية "في الخريف.. من الربيع.. شبابيك حياة" اعتمدت فيها مفردة الاغتراب والرحيل والحياة التي واجهتني أثناء مشواري الفني كما الحديث عن الوطن والوالدين والحبيبة والقدس بكل ما تعنيه كمسقط رأسي وقضيتي.

واحتلت القدس معظم إنتاجي الأدبي بحاراتها وياسمينها ومقبرتها التي ضمت رفات والدي وأحبائي وخطواتي الأولى في الحياة والعلم، والحب الأول الذي ارتسم حوله كل ما أنجزته، واستحضار الحب الأول الذي لا يموت، إنما يتكرر في كل حالة حب أخرى.

يذكر أن القباني شارك في عشرات الأعمال الفنية، أبرزها "إبراهيم طوقان" و"قلاوون" و"حتى لآخر جندي" و"أبو حيان التوحيدي" و"هبوب الريح" و"رياح الليل" و"الأسباط.. الحسن والحسين"، وآخرها كان مسلسل "خيبر" الذي عرض في رمضان الماضي.
(الجزيرة)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير