jo24_banner
jo24_banner

يا عزيزي أبو رُمَّـان من غلـَّـب مصالحه على المصلحة الوطنية؟

زياد ابو غنيمة
جو 24 : بداية أطمئن عزيزي الدكتور محمد أبو رُمـَّان إلى أن مقاله ( هل عندك شكٌ .؟ ) أثلج صدري ولم يُغضبني كما ظن بي ، وبعض الظن إثم ، فقد تعلمت في مدرسة الإخوان المسلمين ( الإرهابية ..؟؟ ) أن لا أغضب إلا على أعداء ديني وأمتي ، يهود ، غربٌ مُتصهينٌ ، عملاء هؤلاء وهؤلاء ، وظني بعزيزي أبو رُمـَّـان ، وهو من باب الظن الحسن ، أنه ليس من هؤلاء ، فكيف أغضب عليه ..؟ ، ولكنني في الحقيقة عاتبٌ عليه ، صحيح أنه أبدع في كشف الغطاء عن : ( النخبة المثقفة والسياسيين الأردنيين من الليبراليين والرفاق والمستقلين ، الذين يحسبون أنفسهم على الخندق الإصلاحي – الديمقراطي لكنهم إرتكبوا خطأً كبيراً بتأييد الانقلاب المصري ، والصمت المخجل على الجرائم التي ارتكبها العسكر بحق المدنيين والأبرياء والمعتصمين ، وما يزال حتى اليوم يُنكّل بطلبة الجامعات الذين استلموا المبادرة في حماية الثورة ) .
ولكن ، بقدر ما أبدع العزيز أبو رُمَّـان في كشف أبواق الإنقلاب الدموي على الساحة الأردنية ، فإنه ظلم الإخوان المسلمبن في مصر باتهامهم بأنهم ( أخطأوا في قراءة المرحلة الانتقالية وتقدير طبيعتها ، بتغليب الاعتبارات الأيديولوجية والتنظيمية على منطق الشراكة الوطنية ، لحماية الثورة والوقوف في وجه المركز الأمني البيروقراطي والثورة المضادة ، ما أعطى المبررات لتلك القوى ، أو سهّل مهمّتها ، لتحقيق الأجندة المحلية والإقليمية المعادية للثورات الديمقراطية العربية بأسرها ) .

لو أن العزيز أبو رُمـَّأن راجع إرشيفه أو قلـَّـب صفحات الجوجل لوقع على حقائق تجعله يكتشف أنه اتهم الإخوان ظلما ، ومن هذه الحقائق :
أولا : في الإستحقاق الصندوقي لانتخاب مجلس الشعب ( 2012 م ) إقترح حزب العدالة والتنمية الإخواني تشكيل قائمة حزبية موحدَّة لخوضها ، وفي 5 / تشرين أول 2011م تشكـَّـل ( التحالف الديمقراطي من أجل مصر ) من أحزاب العدالة والتنمية ، والوفد ، والكرامة الناصري ، وغد الثورة الليبرالي ، والعمل المصري ، والنور ، والعربي الديمقراطي الناصري ، والحضارة ، والإصلاح ، ومصر العربي الاشتراكي ، وأحزاب أخرى ومستقلون ، وبعد إنسحاب أحزاب الوفد والنور والعربي الديمقراطي الناصري استقرَّ التحالف على 11 حزبا ، ورغبة وحرصا من الإخوان على إنجاح هذا التحالف لم يُرشـِّـحوا أحدا منهم في الدوائر التي ترشـَّـح فيها رموز أحزاب ناصرية وليبرالية لضمان نجاحهم ، وهذا ما حصل مع حمدين صباحي ومصطفى بكري ووحيد عبد المجيد ( ثلاثتهم تحوَّلوا بعد الإنقلاب الدموي إلى رؤوس حراب مسمومة في الحرب على الإخوان ) ، أليس يا عزيزي أبو رُمَّـان من الظلم أن يُتهم الإخوان بعد هذا الإنفتاح على الغير بتغليب الاعتبارات الأيديولوجية والتنظيمية على منطق الشراكة الوطنية .؟
ثانيا : عند تشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور المصري إنفتح الإخوان على جميع الأحزاب ، وتنازلوا عن حقهم في أن يحصلوا على العدد الذي تؤهلهم له نسبتهم التي حصلوا عليها في الصندوق الإنتخابي ليفسحوا المجال لآخرين من أحزاب أخرى ، ولكن هؤلاء تعاملوا مع الإخوان بأسلوب سنمَّـار فانسحبوا من اللجنة لتعطيل عملها ، والإرشيف بحقائقه الدامغة بيننا لمن يُشكـِّـك فيما أقول .
ثالثا : خلال تشكيل الحكومة بعد فوز الرئيس الرئيس الإخواني المُنتخب الأستاذ الدكتور محمد مرسي أعلنت أحزاب التيار الناصري والليبرالي والعلماني والطائفي رفضها التجاوب مع كل محاولات الرئيس المُكلف للمشاركة في الحكومة ، بينما يُشكـِّـل وزراء هذه الأحزاب حوالي 70% من وزراء حكومة الإنقلاب الدموي وفي مقدمتهم رئيسها الإشتراكي الببلاوي ، أفبدل أن يُتــَّـهم هؤلاء يا عزيزي أبو رُمـَّان بتغليب الاعتبارات الأيديولوجية والتنظيمية على منطق الشراكة الوطنية يُتهم الإخوان ، أي ظلم هذا .؟
رابعا : كم مرَّة دعا الرئيس مرسي جميع الأحزاب والتيارات والنخب والكنيسة لطاولة الحوار فأصرَّ الجميع على رفض الدعوة ، ولم يلتئم شملهم إلا خلف منصة قائد الإنقلاب وليس حول طاولة حوار ، أفبدل أن يُتهم هؤلاء يا عزيزي أبو رُمـَّان بتغليب الاعتبارات الأيديولوجية والتنظيمية على منطق الشراكة الوطنية يُتهم الإخوان ، أي ظلم هذا .؟
أملي بالعزيز الدكتور محمد أبو رُمَّـان بعد أن يقرأ هذه الحقائق ، وهو يعرفها ، أن يُعزِّز ظني الحسن به فيكتب مقالا لا يعتذر فيه للإخوان ، وإنما لقرائه الذين يثقون به ويحسنون به الظن ، وللحق ، وللحقيقة ، يبرىء الإخوان من تهمة ( تغليب الإعتبارات الأيديولوجية والتنظيمية على منطق الشراكة الوطنية ) ، ويوجِّـهها إلى المُتــَّـهمين الحقيقيين .
الخطأ الذي لا يضير الإخوان أن يعترفوا بارتكابه أن الرئيس الإخواني تعامل مع فلول نظام مبارك ودولته العميقة بالمنهج الإصلاحي وليس بالمنهج الثوري ، وأحسب أنهم لن يقعوا في نفس الخطأ بعد أن يستعيد الشعب المصري العظيم وفي صميمه جماعة الإخوان وكل قوَّاه الوطنية ثورتهم بأقرب مما يتوقع الذين خطفوها وخطفوا كلَّ إستحقاقاتها الصندوقية .
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير