أحداث سوريا ومصلحة الوطن
من يتابع ما يجري في سوريا من مجازر، وهدم بيوت، وقتل للأطفال والنساء بدون رحمة، وتدمير، وحرق البشر والحجر، يذكرنا بمجزرة دير ياسين من قبل اللعين بيغن وأعوانه تجاه الشعب الفلسطيني المناضل والبطل، ولكن الذي قام بذبح الشعب الفلسطيني وتهجيره هم أعداء الاسلام، والعروبة، والانسانية ألا وهم اليهود، ولقد جاءوا الى فلسطين مُحتلين، ومغتصبين لها بدعم من جميع دول العالم الظالم الغربي والشرقي للتخلص من هذه الفئة المجرمة على حساب الشعب الفلسطيني الجبار والشعوب العربية.
ولكن الذي يحصل في سوريا من جرائم يرتكبها النظام السوري بحق شعبه ووطنه ويُقال أنهم أي الحاكمين من نفس الشعب غير مبرر، وغير مفهوم، وغير مقبول لكل انسان يوجد بداخله رحمة وانسانية، عدا إذا كان مؤمن بالله واليوم الآخر، وهل يعقل إما بشار الأسد رئيس لسوريا مدى الحياة، أو تدمير سوريا وشطب تاريخها الحضاري، والنضالي، ولم تكن عائلة الأسد من اصحاب الحضارة والنضال بل جاءت للحكم على ظهر دبابة وهي عبارة عن عائلة أغتصبت السلطة، وتريد أن تبقى مغتصبة لها مدى الحياة، والدليل قسوة الاجرام بحق الشعب الذي يطالب بالحرية، والمساواة. ولكن أيها الرئيس فلتعلم إذا كان للباطل جولة فللحق جولات، وحينها سوف تضيق عليك الأرض بما رحبت، ولم ينفعك ظلمك لشعبك، ولا من حولك، ولا المحبين لك، والمطبلين لك وهم عبارة عن مأجورين، وتأييد هؤلاء لمن يدفع أكثر سواء كانوا الذين من حولك، أو الذين جندتموهم من خارج سوريا، أما الذين من خارج سوريا فمثلا بضعة أفراد من الأردن وهم يذهبون الى الشام ما بين فترة وأخرى ويعودون بالهدايا والمال من النظام، ويظهروا على الفضائيات الأردنية ويشتموا المعارضة السورية، ومنهم بعض النواب، ولم تأخذهم رئفة، ولا رحمة للذين يُقتلون سواء كانوا أطفال أو نساء ولم يسمعوا عن المجازر التي يرتكبها ولي نعمتهم. ولكن هذا كله بثمنه ولا حول ولا قوة الا بالله حتى وصل الأمر بأحدهم ليقول الأردن حدود سوريا من الجنوب على إحدى المحطات الفضائية، وأنا أقول له صحيح، لكن نسي ذلك المأجور أنه حينما كانت سوريا الكبرى كانت تحت حكم الهاشميين وليس حكم العلويين، حتى وصل الأمر بشتم دول الخليج العربي على القنوات الفضائية، والذي يسمعهم يفكر أن هؤلاء القلة القليلة هم رأي الشارع الأردني. وهنا يجب التوقف عند تصرفات هؤلاء المأجورين ونقول لهم: إذا كنتم وطنيين أردنيين، أين مصلحة الأردن بشتم الآخرين وخاصة دول الخليج العربي؟
لماذا لا تتبعون موقف القيادة الأردنية الحكيمة لهذه الأزمة السورية؟ أليس دول الخليج هي من تقف مع الأردن بالمساعدات نتيجة علاقة سيدنا مع تلك الدول؟ أين وطنيتكم أيها المتاجرون بمصالح الدولة الأردنية؟ وهل إذا ما ساءت العلاقة بين الأردن وسوريا لا سمح الله، حينها أنتم مع من؟ علماً أنني كشخص أقسم أنني لا أعرف بالخليج العربي سوى مكة المكرمة والمدينة المنورة. لماذا لا تتركوا السياسة لأهلها وأصحابها؟ ولماذ لا تراعون مصالح الأردنيين المقيمين بالخليج العربي وهم بمئات الآلاف؟ لماذا لا تفكرون سوى بمصالحكم الشخصية؟ لذا فإنني أطلب من الله والحكومة الأردنية أن تضع حد لهؤلاء المتاجرون، وتجبرهم على عدم التعرض للدول العربية، سواء كانت مؤيدة للنظام السوري أو المعارضة له،ولو بمنعهم عن طريق القوة، أليس مصلحة الأردن فوق كل الاعتبارات والمصالح الشخصية لمين ما كان؟ وإذا لزم الأمر فليذهبوا الى من ينعم عليهم بالهدايا، والمال، ويبقوا هناك الى أن يأتي الله أمراً كان مقضيا، ولتبقى مصلحة الأردن أولاً.