jo24_banner
jo24_banner

لا شرقية ولا غربية في العبدلي

ماهر أبو طير
جو 24 : مسرحية «لا شرقية ولا غربية» التي يتم عرضها في مسرح عمون في العبدلي تستحق المشاهدة، فالمسرحية تتناول قضية الوحدة الوطنية، عبر عائلة الزوج فيها من اربد، والزوجة من اصول فلسطينية، فيما الابن والابنة، منقسمان بين الهوى للاب والام.

المسرحية كتبها زميلنا كامل نصيرات، وبطلها الفنان القدير خليل مصطفى، وقد احتوت على نقد هائل بالاضافة الى تعليقات ساخرة وحادة حول ما يقوله الناس على بعضهم البعض، واراد الكاتب ومخرج العمل زيد خليل ان يقولا للناس، علنا، كل ما يقال سرا، وان يتعمدا التذكير باللص المتنفذ الذي سرق البيت، واثاثه، فيما العائلة منقسمة بسبب خلافاتها وشكوكها.

الترميزات، اعتمدت ثنائيات واضحة، من الحديث عن ثنائية المنسف والملوخية على مائدة واحدة، مرورا باللونين الازرق والاخضر، وصولا الى ناديي الفيصلي والوحدات، نهاية بقصة المانيا الشرقية، والمانيا الغربية، غير ان المسرحية احتوت مبالغة بشأن تعبيرها عن الانقسام في الداخل، لان الانقسام الذي تتحدث عنه المسرحية، قد يكون حكرا على النخب في الاغلب، فيما اغلبية البلد، لا تعرف هذه التقسيمات بمعناها العميق، وقد تعرفها في تعبيرات هنا وهناك، دون ان تكون ترسيما جغرافيا حقيقيا على الارض.

البعض اعتبر المسرحية مغامرة حساسة في هذا التوقيت الذي لا يحتمل التأويل ولا النقد، والبعض الاخر اعتبرها ملامسة سطحية او حتى عميقة لكل ما نواجهه من مشاكل، غير ان ميزة النص، انه يأخذك في النهاية الى ان هذا الوطن يستحق ان يبقى، وان علينا ان لا نفرط به تحت وطأة المهاترات ولا المكاسرات بين اي طرف واخر.

ابدع الممثلون، وهناك وجوه جديدة قدمت عروضا هائلة وخصوصا الابن والابنة، وبعض الممثلين الاخرين، فيما مأخذي على المسرحية، الافراط بالسخرية على الشخصية الوطنية ايا كان منبتها، لان هناك سخرية قد لا يحتملها احد، وقد يعتبرها بمثابة التجريح والغمز واللمز، على حسن نوايا كاتب النص، وطيبة قلبه التي تريد ازالة الامراض والعلل من المجتمع.

تستحق المسرحية ان تتم مشاهدتها، ولو تم حذف مشهد هنا او مشهد هناك، لما تأثرت المسرحية، وقد يتفضل علينا كاتبها باختصار نصف ساعة منها، حتى تبقى خفيفة على القلب، دون انكار ابداعه فيها، وسطوع ممثليها ومبدعيها، والواضح ايضا ان عملا طويلا وتدريبات شاقة اخرجت هذا العمل الذي يجمع بين الحدة واللطف، والقسوة والحنو، والنقد البالغ، والوطنية المتدفقة في الرسالة النهائية.

تبقى قصة المنافسة بين ما يسميه الكاتب «المنسف والملوخية»، ولهذه المنافسة وجه اخر، مشرق وجميل يخلصنا من وهم الحرب والمنافسة، لاننا في اغلب الحالات نشهد مقابل هذه الحالة ثنائية المنسف والكنافة، فلا يكتمل المشهد الا بهما، وهي صيغة عليا، علينا جميعا تعظيمها، وجعلها هي السائدة بمعناها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والوطني.
الدستور
تابعو الأردن 24 على google news