شكرا يا بردويل!
حلمي الأسمر
نقول، هذه الحركة المستضعفة في الأرض، المحشورة في 362 كيلومتراً مربعاً، لم تزل لديها القوة لتهدد إسرائيل، وتتكلم معها بلغة غير ما ألفت من غيرها، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» صلاح البردويل قال أخيرا «إن الاحتلال يريد جر قطاع غزّة لحرب جديدة، ويحاول استفزاز فصائل المقاومة في القطاع لمواجهة عسكرية مقبلة» وبناء عليه، يحذّر القيادي الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة عدوانها وتصعيدها العسكري ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، ويقول إن «المقاومة على أتمّ الجاهزية للرّد على الخروقات الإسرائيلية المتكرّرة». أكثر من ذلك، يقول البردويل إن «المعادلة العسكرية في قطاع غزّة والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي قد تتغيّر، وأن المقاومة بفصائلها المختلفة تملك الآن ما يمكن أن يفاجئ الاحتلال بأيّ عملية عسكرية مقبلة على القطاع». ويمضي إلى القول إنَّ «إسرائيل» تريد خلط الأوراق في المنطقة، عبر تصعيدها العسكري، وإفساد للتهدئة المعلنة في القطاع، وهي «تجرّ المنطقة للحرب وخلط الأوراق والمقاومة – وهنا بيت القصيد - سترد بكل قوّة وحزم».
شكرا يا بردويل، وشكرا يا غزة، والحمد لله أن ثمة في الأمة من بقي يتحدث مثل هذه اللغة، في زمن استنوقت الجمال!
نعلم أن إسرائيل ليست أقوى من غزة وحماس والبردويل فقط، بل ربما من مجموع الدول العربية، ومع ذلك نحترم كلام البردويل، ونفرح به ونسر، لأنه يعيد لنا ولو بعضا من التوازن، واحترام الذات، وهو يعيد لنا شيئا من الكرامة والاعتزاز بالنفس!
شكرا يا بردويل...
(الدستور)