باسم الحب..!
حلمي الأسمر
جو 24 : كنت كتبت مقالا عن استبداد الحب، وما زلت أعود إليه بين حين وآخر، وفي كل مرة أجد فيه متسعا من البوح الممنوع، أو المقموع، لا فرق في أثر الاستبداد، سواء جاء من حاكم أو حبيب أو صاحب عمل، أو سائق تاكسي، فالاستبداد هو نفسه، خاصة حينما يحرمك من حاجاتك الأساسية، التي لا تتحقق إنسانيتك إلا بها!
يقول المفكر خالص جلبي، في محاضرة له، أن وراء كل استبداد سياسي استبداد ديني، وأقول، إن ثمة استبدادا من نوع آخر نمارسه في حياتنا المعاصرة كثيرا ما يهدد أي علاقة بين رجل وامرأة، وهو استبداد الحب!
فباسم الحب، نخنق بعضنا بعضا، ونكتم أنفاس بعض، ونضيق الواسع، ونخسف الضيق، وباسمه نطارد «المحبوب» فنحسب عليه أنفاسه، ونرصد حركة حدقات عينيه، ونتعقب ما يخطه قلمه، أو ما تخطو قدماه، و «نفرض» عليه أتاوة حب، أو ضريبة ناتجة عن «تفسير» متعسف للحب، باعتباره «حق انتفاع حصري» بالطرف الآخر، يبيح ما يخطر وما لا يخطر بالبال من شروط، تجعل منه أشبه ما يكون بـ «القن» أو «المُسْتـَرَق» الذي لا يملك من أمره شيئا، خارج إطار أوامر وتوجيهات «سيده» أو «سيدته» باعتباري لا أخص بالحديث ذكرا أو أنثى، فالاستبداد «لا جنس له» وقد يمارسه هذا الطرف بكفاءة وإبداع ذاك الطرف!
ما يسوء المرء هنا أن يتم تبرير هذا الاستبداد الاجتماعي بما يعطيه الاستبداد السياسي من «حق» قهر البشر بتغطية من الاستبداد الديني، حتى أنك لا تعود تعرف أي الاستبدادات تستبد بك، بل أيها يغذي الآخر، وأيها يؤثر فيه، فلا يعود يهمكَ أو يهمكِ من هو الفاعل الرئيس في عملية الاستبداد، ما دامت العملية في أوجها، و»شغالة» بكل كفاءة وفاعلية!
وأحسب أن أخطر أنواع الاستبداد، وأشرسها، هو الاستبداد الذي يحرمك من حاجاتك الأساسية، وفق تدرج هرم عالم النفس الشهير ماسلو، وفق ما يسمى هرم ماسلو، وهي نظرية نفسية وضعها العالم أبراهام ماسلو، وتناقش ترتيب حاجات الإنسان؛ وتتلخص هذه النظرية في الخطوات التالية: يشعر الإنسان باحتياج لأشياء معينة، وهذا الاحتياج يؤثر على سلوكه، فالحاجات غير المشبعة تسبب توتراً لدى الفرد فيسعى للبحث عن إشباع هذه الاحتياجات.
وتتدرج الاحتياجات في هرم يبدأ بالاحتياجات الأساسية اللازمة لبقاء الفرد ثم تتدرج في سلم يعكس مدى أهمية الاحتياجات. الحاجات غير المشبعة لمدد طويلة قد تؤدي إلى إحباط وتوتر حاد قد يسبب آلاماً نفسية، ويؤدي ذلك إلى العديد من الحيل الدفاعية التي تمثل ردود أفعال يحاول الفرد من خلالها أن يحمي نفسه من هذا الإحباط. تتدرج الحاجات حسب أهميتها في شكل هرمي، ويتكون هذا الهرم من: الاحتياجات الفسيولوجية، احتياجات الأمان، الاحتياجات الاجتماعية، الحاجة للتقدير، الحاجة لتحقيق الذات، وسأتوقف فقط عند الحاجات الأهم وهي الأولى، التي تشتمل على الاحتياجات اللازمة للحفاظ على الفرد وهي: الحاجة إلى التنفس، الـطعام، الماء، ضبط التوازن، الجنس، الإخراج، والحاجة إلى النوم، ولنا أن نتخيل حينما يحرمك أي من الاستبدادات المذكورة آنفا (السياسي والديني واستبداد الحب) كل أو جل هذه الحاجات، وماذا يبقى من آدميتك!
(الدستور)
يقول المفكر خالص جلبي، في محاضرة له، أن وراء كل استبداد سياسي استبداد ديني، وأقول، إن ثمة استبدادا من نوع آخر نمارسه في حياتنا المعاصرة كثيرا ما يهدد أي علاقة بين رجل وامرأة، وهو استبداد الحب!
فباسم الحب، نخنق بعضنا بعضا، ونكتم أنفاس بعض، ونضيق الواسع، ونخسف الضيق، وباسمه نطارد «المحبوب» فنحسب عليه أنفاسه، ونرصد حركة حدقات عينيه، ونتعقب ما يخطه قلمه، أو ما تخطو قدماه، و «نفرض» عليه أتاوة حب، أو ضريبة ناتجة عن «تفسير» متعسف للحب، باعتباره «حق انتفاع حصري» بالطرف الآخر، يبيح ما يخطر وما لا يخطر بالبال من شروط، تجعل منه أشبه ما يكون بـ «القن» أو «المُسْتـَرَق» الذي لا يملك من أمره شيئا، خارج إطار أوامر وتوجيهات «سيده» أو «سيدته» باعتباري لا أخص بالحديث ذكرا أو أنثى، فالاستبداد «لا جنس له» وقد يمارسه هذا الطرف بكفاءة وإبداع ذاك الطرف!
ما يسوء المرء هنا أن يتم تبرير هذا الاستبداد الاجتماعي بما يعطيه الاستبداد السياسي من «حق» قهر البشر بتغطية من الاستبداد الديني، حتى أنك لا تعود تعرف أي الاستبدادات تستبد بك، بل أيها يغذي الآخر، وأيها يؤثر فيه، فلا يعود يهمكَ أو يهمكِ من هو الفاعل الرئيس في عملية الاستبداد، ما دامت العملية في أوجها، و»شغالة» بكل كفاءة وفاعلية!
وأحسب أن أخطر أنواع الاستبداد، وأشرسها، هو الاستبداد الذي يحرمك من حاجاتك الأساسية، وفق تدرج هرم عالم النفس الشهير ماسلو، وفق ما يسمى هرم ماسلو، وهي نظرية نفسية وضعها العالم أبراهام ماسلو، وتناقش ترتيب حاجات الإنسان؛ وتتلخص هذه النظرية في الخطوات التالية: يشعر الإنسان باحتياج لأشياء معينة، وهذا الاحتياج يؤثر على سلوكه، فالحاجات غير المشبعة تسبب توتراً لدى الفرد فيسعى للبحث عن إشباع هذه الاحتياجات.
وتتدرج الاحتياجات في هرم يبدأ بالاحتياجات الأساسية اللازمة لبقاء الفرد ثم تتدرج في سلم يعكس مدى أهمية الاحتياجات. الحاجات غير المشبعة لمدد طويلة قد تؤدي إلى إحباط وتوتر حاد قد يسبب آلاماً نفسية، ويؤدي ذلك إلى العديد من الحيل الدفاعية التي تمثل ردود أفعال يحاول الفرد من خلالها أن يحمي نفسه من هذا الإحباط. تتدرج الحاجات حسب أهميتها في شكل هرمي، ويتكون هذا الهرم من: الاحتياجات الفسيولوجية، احتياجات الأمان، الاحتياجات الاجتماعية، الحاجة للتقدير، الحاجة لتحقيق الذات، وسأتوقف فقط عند الحاجات الأهم وهي الأولى، التي تشتمل على الاحتياجات اللازمة للحفاظ على الفرد وهي: الحاجة إلى التنفس، الـطعام، الماء، ضبط التوازن، الجنس، الإخراج، والحاجة إلى النوم، ولنا أن نتخيل حينما يحرمك أي من الاستبدادات المذكورة آنفا (السياسي والديني واستبداد الحب) كل أو جل هذه الحاجات، وماذا يبقى من آدميتك!
(الدستور)