بلتاجي ..كمنجة زغلول وبيانو تفّاحتين.. آخ يا بلد !!
جو 24 : كتب تامر خرمه
الكارثة: نتيجة حتميّة تفرض نفسها على المشهد كلّما انبرى مسؤول أردني للدفاع عن قرار جديد عبر تصريح صحفي.
التصريح: ورقة تمنحها لك الجهات المعنيّة للاعتراف بحقوقك قبل انتزاعها منك. وفي رواية أخرى التصريح: هو كلّ ما يصدر عن مسؤولي هذا البلد من قول صادم للعقل والمنطق.
المنطق: هو كلّ ما عليك التخلّي عنه خلال محاولة الدفاع عن قرار حكوميّ أو موقف رسميّ.
رجل برز إلى صدارة المشهد الأردني ببزّة عمّال الوطن، محاولاً تصوير ذاته على أنّها المثال الحيّ للمسؤول المتفاني في حمل أمانته وتحقيق مصالح الناس، قبل انتهاء ذلك المشهد الاستعراضي الصاخب، الذي لم ينجح خلاله الممثّلون في إقناع الجمهور بحقيقة الشخصيّات المتقمّصة، وعلى أيّة حال اسدل الستار على ذلك المشهد لتهبط خشبة المسرح إلى أرض الواقع.
والآن ماذا لدينا ؟
ذات المشهد القديم المتكرّر لصورة المسؤول الأردني النمطيّة، التي تكشف حقيقة التخبّط الرسمي من خلال محاولات الدفاع الغريبة عن توجّهات الحكومة، فكلّما حاول أحد المسؤولين التذاكي والترويج لقرار منتظر، "زاد الطينة بلّة" بعبارات غريبة اتفق على تسميتها بالتصريحات الصحفيّة.
عقل بلتاجي، اسما علم مفردان يدلّان على شخصيّة أمين عمان، ولأولّهما دلالة أخرى هي "التفكير".
هذا العلم –الذي طال انتظاره أثناء صراع الجهات المعنيّة لتعيين أمين للعاصمة عمّان وفرضه على الناس دون انتخابات- قرّر العودة إلى صدارة المشهد المحلّي بعدما ملّ الانتظار بعيداً عن الأضواء، فقد كان لحلمته الدعائية السابقة أثر طيّب في نفسه، فالشهرة هي أكثر أنواع الفاكهة غواية، وكما يقول الكاتب الانكليزي لورانس
)D.H. Lawrence(:
"الطريقة الوحيدة لتجنّب الغواية هي الاستسلام لها".
أمين عمّان حبّذ الاستسلام لغواية الشهرة، وبدافع العودة تحت الأضواء، قرّر استخدام مفرداته "المميّزة" للترويج لتوجّهات الحكومة بمنع النارجيلة في المقاهي. وما كان من الرجل إلاّ أن كرّر نمط التصريحات الصادمة التي عوّدنا عليها المسؤولون في هذا البلد الرازح تحت وطأة الغرابة.
في الحقيقة لقد نجح البلتاجي في تبوّء مقعد بارز تحت الأضواء، فتصريحاته أثارت اهتمام الجميع، لغرابتها التي فاقت غرابة كافّة المسؤولين على كثرتها.
الرجل يحاول إقناع الناس بتحويل المقاهي إلى مراكز لتحفيظ القرآن أو تعليم الموسيقى !! يا لروعة المشهد الفكاهي الاستفزازي الصادم الفاضح الغريب المقيت.. وبكلمة واحدة: المعيب.. الذي يرسمه أمين عمّان عبر تصريحات عجز عنها الأوائل !!
تخيّل عزيزي المواطن صورة نجلك في المستقبل القريب.. طفل يحمل القرآن ويتّجه إلى المقهى كيّ يتعلّم حفظه وتأويله وتفسيره وتلاوته !! كيف يخرج هذا الكلام من شخص سبعيني؟!! الأصل انه بخبرته الواسعة يعرف الفرق بين دور تحفيظ القرآن والمقاهي..
ترى.. ما هي آليّة التفكير التي اتّبعها عقل بلتاجي لاختراع تلك المفردات التي صاغها في سياق قد يفشل كلّ الفقهاء الدستوريّين والخبراء القانونيّين في استثنائه من حالات "الإساءة إلى الأديان" ؟!
وما هو الرابط العجيب الذي اكتشفه الرجل بين القرآن والموسيقى والنارجيلة ؟!
وهل ينبغي على المقاهي التي لا تقدّم النارجيلة وتكتفي بتقديم اللاتيه والكابتشينو -مثلا- أن تقوم بتعليم الزبائن نوتة بحيرة البجع ؟!
كثيرة هي المقاهي التي حصلت على تراخيصها ودفعت الأموال من أجل الاستثمار في هذا المجال، ومن غير المعقول أن يطالب كلّ من أصحابها الآن بالتحوّل بقدرة قادر إلى مايسترو عمّاني يقود زبائنه إلى العزف على الأوتار الرسميّة الصاخبة.
رجاء حارّ يجدر توجيهه إلى كافّة المسؤولين في هذا البلد: توقّفوا عن الإدلاء بالتصريحات.. صوموا عن الكلام تجنّباً للفضائح.. فما هكذا تورد الإبل يا سادتنا الكرام..
الكارثة: نتيجة حتميّة تفرض نفسها على المشهد كلّما انبرى مسؤول أردني للدفاع عن قرار جديد عبر تصريح صحفي.
التصريح: ورقة تمنحها لك الجهات المعنيّة للاعتراف بحقوقك قبل انتزاعها منك. وفي رواية أخرى التصريح: هو كلّ ما يصدر عن مسؤولي هذا البلد من قول صادم للعقل والمنطق.
المنطق: هو كلّ ما عليك التخلّي عنه خلال محاولة الدفاع عن قرار حكوميّ أو موقف رسميّ.
رجل برز إلى صدارة المشهد الأردني ببزّة عمّال الوطن، محاولاً تصوير ذاته على أنّها المثال الحيّ للمسؤول المتفاني في حمل أمانته وتحقيق مصالح الناس، قبل انتهاء ذلك المشهد الاستعراضي الصاخب، الذي لم ينجح خلاله الممثّلون في إقناع الجمهور بحقيقة الشخصيّات المتقمّصة، وعلى أيّة حال اسدل الستار على ذلك المشهد لتهبط خشبة المسرح إلى أرض الواقع.
والآن ماذا لدينا ؟
ذات المشهد القديم المتكرّر لصورة المسؤول الأردني النمطيّة، التي تكشف حقيقة التخبّط الرسمي من خلال محاولات الدفاع الغريبة عن توجّهات الحكومة، فكلّما حاول أحد المسؤولين التذاكي والترويج لقرار منتظر، "زاد الطينة بلّة" بعبارات غريبة اتفق على تسميتها بالتصريحات الصحفيّة.
عقل بلتاجي، اسما علم مفردان يدلّان على شخصيّة أمين عمان، ولأولّهما دلالة أخرى هي "التفكير".
هذا العلم –الذي طال انتظاره أثناء صراع الجهات المعنيّة لتعيين أمين للعاصمة عمّان وفرضه على الناس دون انتخابات- قرّر العودة إلى صدارة المشهد المحلّي بعدما ملّ الانتظار بعيداً عن الأضواء، فقد كان لحلمته الدعائية السابقة أثر طيّب في نفسه، فالشهرة هي أكثر أنواع الفاكهة غواية، وكما يقول الكاتب الانكليزي لورانس
)D.H. Lawrence(:
"الطريقة الوحيدة لتجنّب الغواية هي الاستسلام لها".
أمين عمّان حبّذ الاستسلام لغواية الشهرة، وبدافع العودة تحت الأضواء، قرّر استخدام مفرداته "المميّزة" للترويج لتوجّهات الحكومة بمنع النارجيلة في المقاهي. وما كان من الرجل إلاّ أن كرّر نمط التصريحات الصادمة التي عوّدنا عليها المسؤولون في هذا البلد الرازح تحت وطأة الغرابة.
في الحقيقة لقد نجح البلتاجي في تبوّء مقعد بارز تحت الأضواء، فتصريحاته أثارت اهتمام الجميع، لغرابتها التي فاقت غرابة كافّة المسؤولين على كثرتها.
الرجل يحاول إقناع الناس بتحويل المقاهي إلى مراكز لتحفيظ القرآن أو تعليم الموسيقى !! يا لروعة المشهد الفكاهي الاستفزازي الصادم الفاضح الغريب المقيت.. وبكلمة واحدة: المعيب.. الذي يرسمه أمين عمّان عبر تصريحات عجز عنها الأوائل !!
تخيّل عزيزي المواطن صورة نجلك في المستقبل القريب.. طفل يحمل القرآن ويتّجه إلى المقهى كيّ يتعلّم حفظه وتأويله وتفسيره وتلاوته !! كيف يخرج هذا الكلام من شخص سبعيني؟!! الأصل انه بخبرته الواسعة يعرف الفرق بين دور تحفيظ القرآن والمقاهي..
ترى.. ما هي آليّة التفكير التي اتّبعها عقل بلتاجي لاختراع تلك المفردات التي صاغها في سياق قد يفشل كلّ الفقهاء الدستوريّين والخبراء القانونيّين في استثنائه من حالات "الإساءة إلى الأديان" ؟!
وما هو الرابط العجيب الذي اكتشفه الرجل بين القرآن والموسيقى والنارجيلة ؟!
وهل ينبغي على المقاهي التي لا تقدّم النارجيلة وتكتفي بتقديم اللاتيه والكابتشينو -مثلا- أن تقوم بتعليم الزبائن نوتة بحيرة البجع ؟!
كثيرة هي المقاهي التي حصلت على تراخيصها ودفعت الأموال من أجل الاستثمار في هذا المجال، ومن غير المعقول أن يطالب كلّ من أصحابها الآن بالتحوّل بقدرة قادر إلى مايسترو عمّاني يقود زبائنه إلى العزف على الأوتار الرسميّة الصاخبة.
رجاء حارّ يجدر توجيهه إلى كافّة المسؤولين في هذا البلد: توقّفوا عن الإدلاء بالتصريحات.. صوموا عن الكلام تجنّباً للفضائح.. فما هكذا تورد الإبل يا سادتنا الكرام..