jo24_banner
jo24_banner

بني ارشيد: مقبلون على مرحلة جديدة تنتعش فيها صناعة الإرهاب

بني ارشيد: مقبلون على مرحلة جديدة تنتعش فيها صناعة الإرهاب
جو 24 :

كتب زكي بني ارشيد- بعد أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 وتفجيرات نيويورك الشهيرة نشأت مقاربات ونظريات مرافقة لما وصفته الإدارة الأمريكية بالحرب العالمية ضد الإرهاب، وبمعزل عن الاسئلة الحائرة حول هشاشة المنظومة الأمنية الاميركية القابلة للاختراق او عمّن قام بتلك العملية الكبيرة واللغز الغامض والجدل الذي لا زال قائماً عن دور قوى" خفية في التخطيط لتلك العملية او استدراج القاعدة لتنفيذها فإن توظيف الحدث ونتائجه الكارثية كشفت بسفور عن مخزون هائل من الحقد الاسود والنزعة الثأرية والانتقامية والأنانية "الميكافيلية" التي تتشح بها الإدارة الأمريكية.

بدأت أميركا القرن الجديد بالحرب ضد الإرهاب حسب نظرية "صراع الحضارات" "لصموئيل هنتجتون" " فاحتلت أفغانستان والعراق وسالت أنهار من الدماء وأنتجت رفضاً للاستعلاء الأميركي الموصوف بالتفرد بإدارة اللعبة السياسية الدولية وتسآلت الادارة الاميركية عن سبب الكراهية لما اسمته بالثقافة الاميركية، ونسيت بأن الغطرسة المتمثلة بمنطق الرق السياسي للأمم وفقاً لنبوءة الفيلسوف "فوكوياما" و "نهاية التاريخ" هي السبب المنطقي لرفض الرغبة الاميركية الجامحة لاخضاع الجميع تحت سيطرة الكابوي الاميركي، عانت أميركا من عزلة دولية وسعت جاهدة للتخلص منها فأعلنت حرباً ناعمةً جديدةً لكسب العقول والقلوب واعتبرت ان انظمة الفساد والاستبداد تؤدي إلى دول فاشلة ومناخات من التوتر والإحتقان والإحباط وأن التطرف القمعي والامني الذي تمارسه أنظمة الحكم العربية ينتج عنه تطرف في الإتجاه المعاكس يؤدي الى خلخلة الاستقرار في المنطقة والتأثير في منظومة الامن والسلم الإقليمي والعالمي واجتاحت العالم موجاتٌ غير مسبوقة من العنف الثوري فائضة عن حدود الجغرافيا السياسية، تبنت اميركا على اثرها مقاربة سياسة جديدة عنوانها "دمقرطة المنطقة العربية" بهدف قطع الطريق امام ارادة الشعوب بتغيير المسار التاريخي واستعادة الحرية والانعتاق والتحرر والتحول الديمقراطي الحقيقي,
ولكن الإدارة الأمريكية تفاجأت بنتائج التجارب المخبرية السياسية في الانتخابات المصرية عام 2005 والانتخابات الفلسطينية عام 2006 لأن تلك الانتخابات أفرزت قوى "متناقضة مع المصالح الأميركية والصهيونية فارتدت أميركا على اعقاب وعادت الى سيرتها الاولى بدعم الاستبداد والقمع والتزوير ومنع الشعوب من الحرية والنزاهة والتعبير عن إرادتها، وتجلى ذلك بأسوأ انتخابات اردنية مغمسة بالتزوير عام 2007 بمباركة معلنة من السفارة الأمريكية في عمان.
ملخص القول بأن صمام التدفق القمعي المُزود لحالة الاستبداد في عالمنا العربي موجود في واشنطن وان التحول الديمقراطي يحتاج الى تأشيرة مرور من البيت الابيض واللوبيات المؤثرة في السياسة الخارجية، وان معادلة التغيير المفاجئة التي حصلت بفعل الإرادة الشعبية في الربيع العربي كانت خارج قواعد اللعبة السياسية ونطاق الحسابات الاستراتيجية ومن الطبيعي ان تشكل في حالة استمرارها معادلة جديدة في صياغة الواقع ورسم المستقبل وترتيب الأولويات والمصالح الامر الذي يفسر الثورات المضادة والانقلاب العسكري في مصر وتعسر الثورة السورية ومحاولة اجهاض لأشواق الشعوب بالتحرر.
ملخص القول اننا مقبلون على مرحلة جديدة تنتعش فيها صناعة الارهاب وتوظيفه والمتاجرة بنتائجه فالمناخات الديمقراطية المرافقة للربيع العربي كادت ان تجفف منابع الارهاب وتفشل نظريته، ولكن الموجة الانقلابية الفاعلة بقوة الدعم الاقليمي والدولي اعادت الامور الى مربعها الاول، وتنذر ببركان جديد تتطاير شظاياه في كل الانحاء.
بعد انتهاء حكم بشار الاسد سواءٌ أكان بحلٍ سياسي او ثوري فإن مخزون العنف سيفيض عن دائرة الاقليم ليضرب بقوة وعنف كل الارجاء فهل يدرك اصحاب القرار هذه الحقيقة ؟ وهل التخوف من هذا السيناريو يعالج بسن قوانين لمكافحة الارهاب؟ .
المجرب لا يحتاج الى تجريب، والتجربة تقول بأن الارهاب صناعة المناخ القمعي والامني، وان المقاربات الفكرية والمراجعات السياسية واشاعة اجواء الحرية هي العلاج الناجز لتلك التشوهات، والا فانتظروا وانا معكم من المنتظرين.

 

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير