حبل الكذب قصير .. إعلان في "الرأي" يعري الحكومة
كتب محرر الشؤون المحلية- للكذب والتزييف حبال قصيرة تتكشف ولو بعد حين، وعند أبسط الأسباب، هذا واقع "مرض النفي" الرسمي المزمن الذي اعتادته حكومتنا الرشيدة بين الفينة والأخرى ظنا منها أن ديدنها في إخفاء الحقائق يقنع الشعب الذي لم يعد يثق او يصدق التصريحات الرسمية ما خلق ذلك فجوة بين الحكومة والشعب وغابت ثقة الاخير في حكومته.
وليس أدل على ما سبق الا إعلان نشرته صحيفة "الرأي" في عددها الصادر اليوم الأحد كشفت بل اكدت فيه وجود قاعدتين جويتين أمريكيتين واحدة في الزرقاء وثانية في الأزرق، الأمر الذي أثار زوبعة من الاستياء جراء تكشف حقيقة كانت الحكومة تنفيها باستمرار وهو تواجد قواعد امريكية على الاراضي الأردنية.
الإعلان الذي نشرته صحيفة رسمية محسوبة على الحكومة، يعد وثيقة للتأكيد على التواجد الامريكي في الاردن، حيث جاء في الاعلان "طلب سيدات للعمل لدى قاعدة امركية جوية في الزرقاء بمهنة "بدكير ومنكير ومساج"!!، كما طلب في الاعلان "موظفون يعملون حلاقين للعمل في القاعدة الجوية الأمريكية في منطقة الأزرق"!!
إعلان "الرأي" أسقط ورقة التوت عن الحكومة التي نفت في وقت سابق أي تواجد لقواعد امريكية على اراضي المملكة حيث جاء النفي على لسان رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور في وقت سابق، رغم تأكيد صحيفتي "واشنطن بوست" و"لوس انجلوس تايمز" على تواجد قواعد استخباراتية امريكية في الاردن، ومع ذلك اصر رئيس الوزراء على نفي تواجد قواعد امريكية على أرض المملكة، حيث أكدت الحكومة "رسميا أنه وجود لقواعد عسكرية لقوات أجنبية على أراضيها"!!
الإعلان جاء ليكشف عن أزمة الثقة بالحكومة المولعة بنفي الحقائق، وإخفائها عن المواطنين، لتتكشف الحقيقة عبر اعلان عابر يطلب موظفين اردنيين للعمل لدى قاعدتين جويتين أمريكيتين في الاردن!!
الصحف الامريكية تنشر بين الوقت والآخر مرة عن "تفاوض مع الاردن لنشر قوات عسكرية امريكية في الاردن، ومرة عن تدريب سري لمقاتلي المعارضة السورية، وأخرى لتواجد الاستخبارات الامريكية للسيطرة على "الارهاب"!!
فصحيفة "واشنطن بوست" قالت في وقت سابق أن وكالة الإستخبارات الأمريكية "سي آي اى" تعمل على "توسيع برنامج تدريب سري لمقاتلي المعارضة السورية" .
وأضافت الصحيفة: أن الـ ' سي آي اى ' أرسلت فرقا شبه عسكرية لقواعد سرية في الأردن بهدف تدريب قوات المعارضة السورية ومضاعفة أعدادهم، حيث يتلقون التدريب والأسلحة قبيل إرسالهم إلى سوريا بهدف القتال.
لتأتي الحكومة نافية "رسميا وجود قواعد عسكرية لقوات أجنبية على أراضيها"؛ حيث نفى رئيس الوزراء د. عبد الله النسور ما أوردته ايضا صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية بشأن قيام عناصر من الاستخبارات الأميركية بتدريب مقاتلين من المعارضة السورية في الأراضي الأردنية.
هل تواصل الحكومة نفيها في ظل نشر اعلان في صحيفة محسوبة عليها، يطلب مواطنين "يخدمون" في قواعد عسكرية امريكية على أراضي المملكة؟!!
