الوزير والناطق الصامت !
وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد حسين المومني اقل وزراء الاعلام تصريحا وتواصلا واتصالا وظهورا اعلاميا.
لا نعرف سبب هذا الموقف ، الا ان هناك من ربط دوافع التزامه الصمت بحرصه على عدم الارتباط بهذه الحقبة -حقبة عبدالله النسور - ، لا يريد ان يرتبط اسمه بالرئيس لضمان وجوده السياسي لسنوات قادمة وهو الشاب الذي ما زال طامحا بالمزيد والمزيد ، فلا يرغب بالظهور الاعلامي حتى لا يذكره احد .
وهناك ايضا من قال بان سبب تواريه عن الاضواء هو الخوف والخشية من ارتكاب الاخطاء والانجرار لسجالات ومناوشات مع وسائل الاعلام لا يريدها ولا قبل له بها، فيصمم في كل مرة يرد بها على هاتفه ان لا تفصح وسيلة الاعلام - المحظية - عن ذكر المصدر وتكتفي بالاشارة ل" مصدر مأذون او مصدر رسمي مطلع "...
وسواء أكان دافع صمته طموحه المشروع او خوفه المبرر، فلا يجوز ان يظل حبيس هذه النوازع والمشاعر على نحو يضر فيها باجهزة الدولة وصورتها وثقة الناس بها في هذه الحقبة الحرجة، وكذلك يضر بالاعلام ومهنيته ودقته.
في الامس نشرت صحيفة "الغد" خبرا مفاده ان الاردن ينفي تسلمه رسائل من جون كيري لاعداد قوائم بخيارات اللاجئين الفلسطينيين في الاردن . ورغم اهمية هذا الخبر وحساسيته وارتباطه بحاضر ومستقبل الدولة والناس ، ولكونه موضوع جدل محتدم بين النخب السياسية في الاردن ،رغم كل هذا لم تتكبد الصحيفة عناء البحث عن مصدر رسمي لا يخشى من التصريح والاعلان عن الموقف الحكومي من هذه التسريبات الخطيرة.
لماذا تقبل صحيفة الغد الاعتماد في تغطياتها على مسؤولين لديهم حساباتهم الخاصة التي تمنعهم من التصريح ومواجهة الموقف والرأي العام ؟ كيف يمكن اقناع الناس بهذه التصريحات التي لا صاحب لها ولا مرجعية ؟ كيف يمكن اقناع الناس بدقة المعلومة وصحتها وهي بلا صفة ولا يتحمل مسؤوليتها احد بعينه ؟ هل تتحمل الصحيفة مسؤولية الخطأ ؟ هل يصمت الناطق الرسمي في هذه ايضا ؟
في حقبة النسور لا تستبعد ان تلد العنزة جزورا...