jo24_banner
jo24_banner

الوطن البديل أم الوطن الأصيل

سالم الفلاحات
جو 24 : لا نريد الحديث عن الوطن البديل فتلك خرافة ووهم ومن أخطر الأمراض الوهم فهو قاتل، فمن الناس من يموت قبل أن يأتيه الموت بعقود متوهماً أنه سيموت الليلة!!

وحتى لا نجرح شعور الوطن البديل نعرض عن الحديث عنه لكن سنتحدث عن الوطن الأصيل ولربما يكون هو المشروع الحقيقي الذي يعمل عليه العدو وأصدقاؤه. لكن لا بأس.

يعتبر (اليهود) في ثقافتهم- أو تثقيفهم الموجّه أن للأردن(النهر) ضفتين، الغربية لهم والشرقية لهم أيضاً، وكما يرددون في أناشيدهم الدائمة- يرون أن أرض إسرائيل بأصغر مساحاتها تتكون من فلسطين بين البحر والنهر غرباً والأرض بين النهر وسكة الحديد الحجازي شرقاً، مرحلياً وأنّ مساحة الغربية منها لا تساوي إلا 20% فقط بينما مساحة الشرقية منها 80%.

لذلك فهم يقولون (مؤقتاً) طبعاً أنهم لا يريدون سوى الـ20% فقط يقيمون عليها دولتهم اليهودية ويريدون من الفلسطينيين والأردنيين والعرب الاعتراف بيهوديتها- وحتى يتحقق الوعد التوراثي(المزعوم) الأول فلا بد من مغادرة كل عربي لفلسطين الغربية- أرضهم!! إلى أرضهم الفسيحة شرق النّهر وليسموها ما شاؤوا.

إن الذين يلطخون المصائب بتخفيف أسمائها أو بإنكارها أصلاً أو استبعاد حصولها أو بقدريتها التي لا يمكن أن ترد- بزعمهم- لا يغيرون من الواقع شيئاً.

أليست أقوال الأشخاص وبخاصة القادة تؤخذ جملة متكاملة ولا يقتصر فيها على جملة واحدة قالوها؟ حتى وإن تحدثوا عن السلام غير المفهوم!!
ماذا قال ويقول قادة العدو الصهيوني منذ مؤتمر بال في سويسرا عام 1897.
عتبت قولدامئير على الملك حسين لأنه تحدث في خطابه 21/3/1972 عن تحرير كامل الأرض...
ماذا قال الانجليز عن الدولة الأردنية الهاشمية شرق الأردن في بدايات القرن الماضي.
اليس طرح المملكة الأردنية الفلسطينية الهاشمية هو اتحاد فدرالي بين كيانين سياسيين لدولتين أردنية وفلسطينية وليست جناحي مملكة متحدة شرق النهر وغربه.
في 1970 طلب الملك حسين من السفارة البريطانية التدخل عندما دخلت قوات سورية الحدود الشمالية للأردن، لكن البريطانيين لم يكونوا راغبين بالتدخل بذلك لعدة أسباب منها أن الأردن ليست دولة قابلة للبقاء، لذا قرروا تحويل الطلب للأمريكان فيما لو أرادوا توصيله لدولة العدو الإسرائيلي، وهنا طلبت أمريكا من إسرائيل التدخل من خلال الطائرات لسبب واحد فقط هو خوفاً من تفاهم روسي فلسطيني سوري وليس غير.
ذكر شارون أكثر من مرة أن العائق أمام الوطن البديل هو العائلة الهاشمية.
وقالوا: إنّ طمس الكيان السياسي الأردني هو الآلية المباشرة لتحقيق الوطن البديل(الأصيل).
كما أنّ المقاومة ممارسة وفكراً وثقافة هي العائق الأكبر أمام المشروع ومما يؤسف له التعاون العربي مع(إسرائيل وأمريكا) لتصفية المقاومة في فلسطين ودعم السلطة مع السكوت على الاستيطان والتهجير والجدار والتعاون الأمني بينها وبين الاحتلال وتنفيذ خطة دايتون التي أعادت هيكلة جهاز الأمن الفلسطيني.
إذا كانت الأطماع الإسرائيلية منذ أن كانت فكرة في كتاب وبعد إقامة الدولة المحتلة بهذه الآمال من النيل إلى الفرات إذا كان الموقف الأمريكي كما هو على الأرض حقيقة والذي يتساوق مع المشروع الصهيوني بحجة الواقعية منفذاً للرغبة الصهيونية.
وإذا كان الوعد البريطاني بإقامة دولة يهودية في فلسطين(يهودية).
وإن كان من يتحدث باسم الفلسطينيين لا يمانع بالانصياع للمشروع الصهيوني وإن تحّفظ فبمواربة شكلية.
وإن كان العرب على هذه الحال.
وإن كان الموقف العربي من المقاومة منسجماً مع الدعاية الصهيونية بحجة محاربة الإرهاب والتطرف ولا يخرج الموقف الأردني عن ذلك. وإن كانت الدول العربية المركزية مدمرة او مغيّبة أو منشغلة بنفسها.
وإذا كان المشروع الصهيوني قائما في حده الأدنى مؤقتاً على أن فلسطين كلها يهودية.
فهل ينفع الإنكار والتجاهل والإعراض والاستنكار لكل من يحذر من المؤامرة.
ولو قلبت صفحات التاريخ المكتوبة واطلعت على الوثائق البريطانية التي أُفرِج عنها والتي تتحدث عنا، ونحن رقود نيام لوجدت عجباً!!
في كتب متداولة عندنا اليوم تباع جهاراً نهاراً على الأرصفة.
إنهم يعتبرون أن الأردن لهم ولا بد للفلسطينيين من مغادرة فلسطين الغربية وهم- لانسانيتهم وحسن أخلاقهم- يتنازلون عن أرضهم الشرقية كلها للفلسطينيين لإقامة دولتهم الأصلية وليس البديل عن أرضهم فقط ليس حباً ولا إنسانية إنما لطي ملف فلسطين إلى الأبد، وكأن ليس في الأردن دولة أودعت اتفاقية وادي عربة لدى الأمم المتحدة!!
ولأن المجال لا يتسع لمزيد من التفصيل والمقال يخاطب الشريحة المثقفة المسيسة المبصرة التي تكفيها الإشارة ومن عنده رد أو معارضة أو تكذيب فليورده مشكوراً.
توصيات لجنة «بيل» البريطانية «1937» والتي قامت «إسرائيل» على أساسها جاء فيها إلغاء الكيان الفلسطيني على الأرض الفلسطينية.
في أيار 2009 ناقش الكنيس الاسرائيلي(مشروع الداد) باعتبار الأردن وطناً للفلسطينيين وأقر المشروع، وملخصة قيام دولتين لشعبين على ضفتي النهر ومنح سكان الضفة الغربية الجنسية الأردنية ومرت الحكومة الأردنية على هذا الموضوع مرور النِّيام المتثائبين!!
كما يقول المؤرخ اليهودي البريطاني الصديق للأردن،(آفي شلايم) في كتابه (أسد الأردن).
في صفحة (27) من الكتاب أن تلك المنطقة (الأردن) كانت مخصصة لأن تستخدم كأرض احتياطية من أجل إعادة توطين العرب عندما تؤسس الدولة القومية لليهود في فلسطين وتصبح حقيقة، ولم يكن القصد تحويل أراضي شرق الأردن إلى دولة عربية مستقلة/ انتهى.
وفي صفحة 123 منه يقول:- أبلغ السفير البريطاني حكومته وجهة نظر وزير الخارجية الامريكي قائلاً: إن الحقيقة القاسية هي عدم وجود مبرر لأن يكون الأردن دولة، ولكن ذلك لم يكن يعني بأن الوقت قد حان لتصفيتها الآن. انتهى.
قال نتنياهو في (2010) بعد زيارة للأردن جئت من الضفة الشرقية لإسرائيل.
إن الوطن البديل ليس قدراً محتوماً ولا يمكن أن يقوم في حال رفض شعبي أردني وفلسطيني وفي ظل رفض رسمي أردني وفلسطيني؛ لأن قوة العدو الصهيوني العسكرية مهما بلغت لن تكون قادرة على ذلك.


(السبيل)
تابعو الأردن 24 على google news