وتكسرت الموازين

جو 24 : ليس في الأردن رئيس وزراء وطني ناجح مميز وآخر ضعيف فاشل.
ليس في الأردن وزير ناجح أو وزير فاشل.
وما عاد تميز وصفي التل وهزاع المجالي رحمهما الله بذي بَال...!!
فميزان النجاح والإبداع والتميز والرسوب والتقصير غير موجود أصلاً، ولا يصح أن يوجد، فليس هناك مقاييس كفاءة أو اختبار مستوى إنجاز في الدول المتقدمة!! فالبضائع الرخيصة على البسطات تباع «مشايلة» بلا ميزان... ولو كتبت على (..) معالي لكان الوزير العظيم المبجل..
والثقة بالحكومات تعطى بغض النظر عن المجموعة أو الرئيس، وبغض النظر عن البرنامج تخطيطاً أو تنفيذاً، فينعم الجميع بنعمة العصمة الشاملة وعدم إمكانية الوقوع في الخطأ ابتداءً ولا غرابة؛ فهناك من مخلوقات الله من لا يستطيع الخطأ لو أراد أو تعمد «لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون»؛ لذلك فهم ملائكة وفي أرضنا ملائكة وسياسة من نوع آخر.
لو كشف الأردنيون عن مكنونات صدورهم من القصص عن فساد الحكومات على مدى عقود لوجدت ما يصلح لمؤلف كبير سيباع منه مئات آلاف النسخ حتى في وقت كساد الكتب.
ولو قدر لك أن تستمع للاحاديث الخاصة من بعض الشخصيات الأردنية تحت عنوان فواصل للاستراحة، مع كل الحذر من الرواة، لخرجت هائماً على وجهك، ولوجد السياسيون الاصلاحيون اليوم أنهم لا يعرفون شيئاً على كثرة معرفتهم لما جرى وما يجري في بلدهم من مصائب.
وسام الحمار من الدرجة الأولى هل سيلبسه المنعم عليه أم سيعترض؟
ولو قيل لأحدهم صدر مرسوم بتسمية فلان- السيد(دجاجة)، على خدماته المميزة ترى ماذا يقول وهل يمكن أن يرفض؟
ولو علمت أنّ أستاذ العلوم السياسية عين وزيراً للصحة. ولو علمت أن طبيب المسالك البولية عين وزيراً للسياحة.
ولو علمت أن المهندس الزراعي عين وزيراً للتربية والتعليم والتعليم العالي.
ولو علمت أن المخرج السينمائي أصبح وزيراً للتخطيط وللصناعات الحربية.
وإذا نصح ناصح أو سأل سائل أو اعترض معترض لقيل له هذا اختياري وهذه هي المواصفات المطلوبة وهذا فريقي وما شأنكم؟
فماذا تقول بعد ذلك إلا:وعلى الدنيا السلام، وعلى رسولنا الصلاة والسلام:(إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) ولهذا فنحن من سيئٍ إلى أسوأ.


(السبيل)