حزبيون: الأردن لن يتماشى مع السعودية بـ "حظر" الاخوان
منار حافظ - تداعت الأحداث السياسية في الوطن العربي سراعا بعد أن قررت كل من المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة سحب سفرائها من قطر.
وردت قطر بأن خلافها مع دول مجلس التعاون الخليجي ليس له علاقة بالخليج وإنما سببه الرئيسي هو دورها وسياستها المتعلقة بالأزمة في سوريا ومصر، مشددة على تمسكها بقراراتها ومعلنة أنها لن تتخلى عن جماعة الإخوان المسلمين.
وبعد أيام قليلة قررت المملكة العربية السعودية أن تعلن بشكل رسمي حظر جماعة الإخوان المسلمين وتصنفها على أنها تنظيم "إرهابي" الأمر الذي فاجأ العديد من القوى السياسية الإسلامية منها وغير الإسلامية في الوقت الذي تحتاج فيه المنطقة إلى الحوار للخروج من أزماتها لا إلى مزيد من قمع الحريات.
وحول هذه الأزمة يعقب الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي "الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن" حمزة منصور بالقول: "الجماعة ليست دخيلة على الوطن العربي وهي جزء أصيل منه وبقيت على الدوام ملتزمة بسياسة راشدة ولم يجرب عليها يوما أنها مارست الإرهاب".
وأضاف في حديثه لـ Jo24 : "الأردن أعقل من أن يتم جره لمثل هذه الممارسات ولن يقوم بحظر جماعة الإخوان المسلمين".
وأكد منصور أنه فيما يتعلق بأداء مناسك الحج والعمرة لا يجوز للسلطات السعودية العمل على حرمان أي شخص ينتمي للجماعة من أدائها، كون زيارة الكعبة أمر ديني لا علاقة له بالسياسة.
إلا أن الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي د. سعيد ذياب يخالف منصور الرأي، فبوجهة نظره أن جماعة الإخوان المسلمين مارست العنف في مصر وعليها أن تلجأ إلى الأساليب السلمية حتى تجنب نفسها والحالة العربية مزيدا من الإقتتال الداخلي.
وبين في تصريحاته لـ Jo24 بأن حزبه لا يعتقد بضرورة اعتبار الجماعة منظمة إرهابية ، وأن قرار السعودية كان غير موفق ولكنه يرفض إدانته.
ويعتقد ذياب بأن القرار السعودي ليس من شأنه المساهمة في حل مشكلات المنطقة خاصة وأن الوطن العربي في حالة احتراب داخلي لا يمكن مواجهته إلا بالحوار.
وطالب ذياب "الإخوان المسلمين" بتحول في وجهة نظرهم وذلك حماية لهم وحماية للحالة العربية الراهنة خصوصا في مصر، معتبرا أن التدخل العسكري فيها كان ضروريا،على حد قوله.
وأدان رئيس التيار القومي التقدمي م. خالد رمضان حظر المملكة العربية السعودية لجماعة الإخوان المسلمين وتصنيفها على أنها تنظيم "إرهابي".
وعلق رمضان لـ Jo24 بالقول: "لست متفاجئا من القرار السعودي فأصل الخراب والدمار وراءه دائما نفطهم وقراراتهم".. وتابع :"أكثر ما يؤلم أن ملوك النفط والغاز يتوقعون استمرار الحرب في سوريا مدة 10 سنوات وأبشرهم بأن الخراب سيصل إلى دولهم."
وأضاف : "حظر جماعة الإخوان المسلمين يقع في إطار برنامج قديم للسعودية توظف أموالها وإمكاناتها الضخمة ضد مصالح الشعوب رغم أنها كانت خلال عشرات السنين الماضية هي الرافعة المالية والتنظيمية لكل تنظيمات الإسلام السياسي، وأن الخلافات الحالية بين دول الخليج حول هذه التنظيمات بسبب كيفية إدارة واقتسام المنطقة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية ، والشعوب العربية وحدها من تدفع الثمن".
وأشار رمضان إلى أن التيار يرفض بشدة القرارات التي تحظر أي تنظيم يستند على قوى الشعب ، لافتا إلى أن القرارات التي تتخذها السعودية سواء السابقة منها أو الحالية هي ضد الشعوب .. إضافة إلى أنها ودول الخليج تخضع منذ 100 عام للسياسة الأمريكية.
وأكد رمضان بأن الموقف الأردني حيال الجماعة لن يكون مشابها للموقف السعودي؛ لأن "الإخوان المسلمين" عضو أساسي ومن المركز الذي حكم المملكة الأردنية منذ عام 1946 سواء بالمشاركة أو المعارضة، حسب رأيه.
وأوضح الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي الأردني أكرم الحمصي أن الأردن لن يحظر حزب جبهة العمل الإسلامي كونها حزب مرخص ومعروف على الساحة السياسية.
وبين لـ Jo24 رفض حزبه لأي محاولة هيمنة سواء من السلطات السعودية أو غيرها على الحريات العامة، معتبرا أنه من الضروري تواجد جميع الأحزاب والأشخاص على الساحة.
وأدان الحمصي باسم حزبه القرار السعودي بحظر جماعة الإخوان المسلمين وتصنيفها على أنها "إرهابية"، مؤكدا على ضرورة حفظ الحرية السياسية في أية دولة.