وجه الشبه بين القمة العربية ومجلس النواب الأردني
منار حافظ - مع انطلاق أعمال القمة العربية الخامسة والعشرين في دولة الكويت تتوارد إلى الأذهان مقارنة سريعة بينها وبين جلسات مجلس النواب الأردني التي تعقد لحل عدد من القضايا والأزمات.
وفي الوقت الذي تتخذ به دول مجلس التعاون الخليجي تحالفات فيما بينها وفق اصطفافاتهم السياسية والمصالح التي تربطهم بدول الخارج تأتي القمة العربية للحديث عن الإتفاق والوفاق تارة ومناقشة الخلافات تارة أخرى بصورة قد تبدو غير معلنة ليكون الحل أن لا يكون هناك حل.
وأما مجلس النواب الأردني فقد اتفق رغم كل الخلافات على توحيد صفه وراء الحكومة الأردنية ومنحها الثقة بغض النظر عن الجدال الذي يثار قبل كل جلسة.
في القمة العربية يجتمع الزعماء العرب للبحث في حل القضية الفلسطينية والأزمة السورية والحرب العراقية وغيرها من مصائب الأمة، ويكون حل الصراعات مهما كانت الأولويات والضرورات والمحظورات عبر التبرعات، ويصبح المجلس مزادا علنيا للدول العربية الغنية بالنفط والمال لتمنح جزءا يسيرا من أموالها للدول الفقيرة والمعوزة!
ومجلس النواب الأردني يمثل كذلك مزادا علنيا ولكن بالوعد والوعيد قبيل أي جلسة تصويت ، وتعلو الأصوات المطالبة بالحق والحقيقة.. ثم يكون الحل بأن يتم التصويت على عكس كل ماقيل، حتى بات الشارع الأردني على يقين بأن كل مايقال سيتم تطبيق عكسه في المجلس الموقر.
وحين يجتمع زعماء الأمة العربية في قمتهم التي يرتقبونها وحدهم يظل السؤال الحاضر بين الشعوب: كيف تمثلوننا وأنتم لا تمثلوننا .. وتتحدثون باسمنا وأنتم لا تتحدثون بألسنتنا .. وتنصبون أنفسكم حكاما علينا وأنتم لستم إلا حكاما على مصالحكم؟؟؟
ذات الأسئلة تحضر لذهن الشارع الأردني عندما يرى النواب يتحدثون وكأنهم الشعب وينسون عند مصالحهم بلسان من يتحدثون .. وينصبون أنفسهم قضاة للحق وفي اللحظة الحاسمة يصبح الزيف سيد الموقف.. ويتكلمون وكأنهم يعرفون ثم يدرك الجميع أنهم لا يعلمون عن الأردنيين شيئا.
ويتلاقف الزعماء في القمة العربية الكلمات فيما بينهم مخمورة غير واضحة ولا زالت الدماء السورية تنزف ،والقدس محتلة ،والعراق ضائعة ،والصومال جائعة والسودان مقسمة ومصر تائهة يعدم فيها الأبرياء ويبرأ المعتدون.
وفي مجلس النواب تخرج الحروف من الحناجر مسرعة وعلى يقين بما يجب أن يقال وما يجب أن لا يفعل، وتضيع حقوق الأردنيين ويتحصل النواب على مصالحهم وتنال الحكومة ما تريد، ويظل حق الأردن ضائعا بين الأصوات المرتفعة.