من يقتل الأمّهات باسم "امن" الوطن ؟!
جو 24 : كتب تامر خرمه- عندما تفقد الرغبة في الحياة، وتختار الموت طوعاً لأنّك فقدت ما كنت تعتبره سبباً جوهريّاً للاستمرار في الوجود على سطح هذا الكوكب، أو لأنّك سئمت الاستمرار بسبب انطلاقك من موقف عدمي أو نظرة عبثيّة للعالم والوجود، فهذه مسألة ﻻ تخصّ أحداً غيرك.. ولكن..
عندما تدفعك السلطة التي تحتكر ثروة بلادك لاختيار الموت رغماً عنك، بعد أن تجرّدك من كلّ وسائل البقاء، عبر سياسات إفقار ممنهجة ومنحازة للطغمة الجاثية على صدور الناس، وقرارات تمعن في جلد الشعب بالجباية المستمرّة والاشتعال الدائم لأسعار مختلف السلع الأساسيّة.. عندها يكون انتحارك وصمة عار على جبين كلّ من يختار الصمت في مواجهة هذه الجريمة، التي أقلّ ما يمكن أن يقال في وصفها هو كلمة اغتيال.. فعندها يكون موتك مأساة وطن، وليست مجرّد مسألة تقتصر على حدود كينونتك.
بالأمس القريب انهت أمّ لخمسة أطفال حياتها، بعد أن فقدت الأمل بتجاوز ضنك العيش، وحالة البؤس التي فرضتها السلطة على فقراء الوطن، فالموت أهون ألف مرّة من مشاهدة أطفالك يتضوّرون جوعاً وأنت عاجز تحت وطأة الديون.
السلطة اغتالت هذه الأم.. بكلّ برود ودونما أيّ اكتراث لعواقب سياساتها الاقتصاديّة على الأمن المجتمعي..
فهل هذا هو "الأمن والأمان" يا أصحاب الكروش المنتفخة.. أيقتصر مفهوم "الأمان" -الذي تتشدّقون به للتذرّع بالاستمرار في سياساتكم الرجعيّة المتخلّفة- على "أمن" الشركات الأجنبيّة التي استعمرت مقدّرات وثروات البلد، أم أنّه يقتصر على أمنكم الشخصي ورصيدكم البنكي، دون أن يكون للفقراء أي نصيب من هذا "الأمن" الزائف ؟!!
الأرقام التي أفصحت عنهاإدارة المعلومات الجنائية في مديرية الأمن العام تكشف قيام 57 مواطن بالانتحار في العام 2012، في حين بلغت حالات الانتحار في العام السابق له 39 حالة، ما يشير إلى تزايد حالات الانتحار في كلّ سنة تقترف فيها السلطة جريمة أخرى بحقّ خبز الناس وأمنهم الاجتماعي.
ترى، ما هو الأردن الذين تريدون للمستقبلّ أن يشهده في ظلّ هذا التعامي البشع عن بؤس الناس وضنك عيشهم الذي تكرّسونه بسياساتكم القاتلة؟! أهو أردن العصابات والجرائم المنظّمة؟! أردن البؤس والجوع والقتل من أجل حفنة دنانير تحول دون موت القاتل جوعاً؟! فهل يمكن لأي عاقل توقّع غير هذا المستقبل في ظلّ الاستمرار بإفقار وتجويع الناس؟!!
الجوع كافر.. هذه هي المسألة.. والحديث عن "أمن" و"استقرار" الأردن بالتزامن مع التغوّل على موائد الفقراء هو محض ترهات لغويّة تجرّدت من كافّة الدﻻﻻت المنطقيّة.
أمّا "أمنكم" الشخصي وأرصدتكم البنكيّة يا تجّار البؤس فلن يكون سوى وهم في حال اخترتم التعنّت والاستمرار في هذه السياسات المجحفة، فأي متابع لمعدّل الجريمة يمكنه أن يدرك بكلّ سهولة ازديادها المستمرّ وتطوّرها من مجرّد حاﻻت فرديّة إلى شكل أكثر تنظيماً يهدّد كلّ هذه المنظومة الزائفة لما قرّرتم تسميته بـ "الأمن والامان".
المضحك المبكي أنّكم مازلتم تراهنون على خوف الناس ارتباطاً بالحرب الدامية في سوريّة.. ولكن هل حقّا تعتقدون أن هذا الخوف سيجد طريقه إلى قلب أم أو أب يقف عاجزاً أمام جوع وبؤس عياله؟!!
وماذا بعد أن تصل موسكو وواشنطن إلى عقد صفقتهما وإنهاء هذه الحرب.. أين تتوقّعون أن تذهب الميليشيات المسلّحة التي لن يكون هنالك أي مبرّر لبقائها خلف حدودنا الشماليّة ؟ّ ترى.. من هو صاحب المصلحة في تهيئة كافّة الظروف لهذه المليشيات وجعل الأردن تربة خصبة لعبثها، عبر سياسات ﻻ تدفع إلاّ باتجاه الفوضى العارمة ؟!
موت أمّ تراكمت عليها الديون بسبب انحيازكم السافر ضد الناس هو شاهد واحد على الجريمة التي تقترفونها بحق هذا البلد، وفي النهاية فلن يكون بعد الفقر "ذنب" !!
عندما تدفعك السلطة التي تحتكر ثروة بلادك لاختيار الموت رغماً عنك، بعد أن تجرّدك من كلّ وسائل البقاء، عبر سياسات إفقار ممنهجة ومنحازة للطغمة الجاثية على صدور الناس، وقرارات تمعن في جلد الشعب بالجباية المستمرّة والاشتعال الدائم لأسعار مختلف السلع الأساسيّة.. عندها يكون انتحارك وصمة عار على جبين كلّ من يختار الصمت في مواجهة هذه الجريمة، التي أقلّ ما يمكن أن يقال في وصفها هو كلمة اغتيال.. فعندها يكون موتك مأساة وطن، وليست مجرّد مسألة تقتصر على حدود كينونتك.
بالأمس القريب انهت أمّ لخمسة أطفال حياتها، بعد أن فقدت الأمل بتجاوز ضنك العيش، وحالة البؤس التي فرضتها السلطة على فقراء الوطن، فالموت أهون ألف مرّة من مشاهدة أطفالك يتضوّرون جوعاً وأنت عاجز تحت وطأة الديون.
السلطة اغتالت هذه الأم.. بكلّ برود ودونما أيّ اكتراث لعواقب سياساتها الاقتصاديّة على الأمن المجتمعي..
فهل هذا هو "الأمن والأمان" يا أصحاب الكروش المنتفخة.. أيقتصر مفهوم "الأمان" -الذي تتشدّقون به للتذرّع بالاستمرار في سياساتكم الرجعيّة المتخلّفة- على "أمن" الشركات الأجنبيّة التي استعمرت مقدّرات وثروات البلد، أم أنّه يقتصر على أمنكم الشخصي ورصيدكم البنكي، دون أن يكون للفقراء أي نصيب من هذا "الأمن" الزائف ؟!!
الأرقام التي أفصحت عنهاإدارة المعلومات الجنائية في مديرية الأمن العام تكشف قيام 57 مواطن بالانتحار في العام 2012، في حين بلغت حالات الانتحار في العام السابق له 39 حالة، ما يشير إلى تزايد حالات الانتحار في كلّ سنة تقترف فيها السلطة جريمة أخرى بحقّ خبز الناس وأمنهم الاجتماعي.
ترى، ما هو الأردن الذين تريدون للمستقبلّ أن يشهده في ظلّ هذا التعامي البشع عن بؤس الناس وضنك عيشهم الذي تكرّسونه بسياساتكم القاتلة؟! أهو أردن العصابات والجرائم المنظّمة؟! أردن البؤس والجوع والقتل من أجل حفنة دنانير تحول دون موت القاتل جوعاً؟! فهل يمكن لأي عاقل توقّع غير هذا المستقبل في ظلّ الاستمرار بإفقار وتجويع الناس؟!!
الجوع كافر.. هذه هي المسألة.. والحديث عن "أمن" و"استقرار" الأردن بالتزامن مع التغوّل على موائد الفقراء هو محض ترهات لغويّة تجرّدت من كافّة الدﻻﻻت المنطقيّة.
أمّا "أمنكم" الشخصي وأرصدتكم البنكيّة يا تجّار البؤس فلن يكون سوى وهم في حال اخترتم التعنّت والاستمرار في هذه السياسات المجحفة، فأي متابع لمعدّل الجريمة يمكنه أن يدرك بكلّ سهولة ازديادها المستمرّ وتطوّرها من مجرّد حاﻻت فرديّة إلى شكل أكثر تنظيماً يهدّد كلّ هذه المنظومة الزائفة لما قرّرتم تسميته بـ "الأمن والامان".
المضحك المبكي أنّكم مازلتم تراهنون على خوف الناس ارتباطاً بالحرب الدامية في سوريّة.. ولكن هل حقّا تعتقدون أن هذا الخوف سيجد طريقه إلى قلب أم أو أب يقف عاجزاً أمام جوع وبؤس عياله؟!!
وماذا بعد أن تصل موسكو وواشنطن إلى عقد صفقتهما وإنهاء هذه الحرب.. أين تتوقّعون أن تذهب الميليشيات المسلّحة التي لن يكون هنالك أي مبرّر لبقائها خلف حدودنا الشماليّة ؟ّ ترى.. من هو صاحب المصلحة في تهيئة كافّة الظروف لهذه المليشيات وجعل الأردن تربة خصبة لعبثها، عبر سياسات ﻻ تدفع إلاّ باتجاه الفوضى العارمة ؟!
موت أمّ تراكمت عليها الديون بسبب انحيازكم السافر ضد الناس هو شاهد واحد على الجريمة التي تقترفونها بحق هذا البلد، وفي النهاية فلن يكون بعد الفقر "ذنب" !!