د. البراري يفصّل تاريخ ومستقبل العلاقة "الأردنية - الاسرائيلية".. صور
أحمد الحراسيس - أكد الكاتب والمحلل السياسي، د. حسن البراري، ان الأردن أسقط بعد عام 1967 الخيار العسكري في تعاطيه مع "اسرائيل"، واعتمد الحلول الدبلوماسية في مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية.
وأضاف الخبير في الدراسات الاسرائيلية، خلال ندوة أقامها، مساء السبت، مقهى عمان السياسي حول تاريخ ومستقبل العلاقة الأردنية الاسرائيلية، وأدارها عبدالله الشامي بحضور نخبة من الشباب المثقف، ان الأردن بقرار فك الارتباط الاداري والقانوني مع الضفة الغربية عام 1988 أسقط من خيارات الاسرائيليين أن يكون حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، حيث أصبحت منظمة التحرير الفلسطينية الشريك الأقرب لهم، مشيرا في ذات السياق إلى ان الملك حسين أُجبر على ذلك القرار بعد تنامي الأصوات الفلسطينية التي اعتبرت الأردن هدفا لها إلى جانب "اسرائيل"، ورفض القوى الفلسطينية لفكرة ضم الضفة الغربية للأردن.
واعتبر د. البراري ان مقارنة سياسة الأردن مع الجانب الاسرائيلي، في عهد الملك حسين والملك عبدالله الثاني أمرا غير موضوعي، مشيرا إلى ان كلا منهما ينتمي إلى مدرسة مختلفة في السياسة؛ فالراحل الحسين ينتمي إلى النهج الذي لا يرى بإقامة الدولة الفلسطينية حلّا للقضية، بينما ينتمي الملك عبدالله إلى المدرسة التي تقول بأن حلّ القضية يكون باقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، وان ذلك ما يصب في المصلحة الأردنية.
وأشار البراري إلى ان المتابع للتعاطي الرسمي مع القضية الفلسطينية، يلحظ انكفاء الملك عبدالله الثاني عن التدخل في القضية الفلسطينية أو التعاطي مع اسرائيل، بعكس ما كان الملك حسين، مسجّلا في ذات السياق بعض المواقف المشهودة للملك الراحل؛ ومنها موقفه من محاولة اغتيال خالد مشعل، وموقفه من قضية الاعتداء على المياه.
وعن اتفاقية وادي عربة، قال د. البراري، "من خلال فهمي لسياسة الملك حسين، فإنه كان يعلي من شأن السلام مع اسرائيل، حيث كان يرى في ذلك حماية واعترافا اسرائيليا بالحدود الأردنية، اضافة إلى ان ذلك مكّنه من الوصول والتأثير بشكل أكبر في مراكز صنع القرار الأمريكية، بخاصة في ظل العزلة السياسية التي فرضتها دول عربية على الأردن مطلع التسعينات"، مؤكدا على ان ذلك -ورغم مخالفته للمزاج العام الأردني- كان خيار الملك "بعد ان جرّب التحالف مع كثير من دول المنطقة".
وأضاف، إن الأردن بعد عام 1967 أسقط الخيار العسكري تماما من حساباته، حيث كان الحسين حريصا على عدم توريط الأردن بأي معركة، حتى انه في عام 1973 انتظر مؤشرات الهجوم المصري السوري على اسرائيل، وفضّل عدم التورط فيها بعد ان رأى الهزائم التي لحقت بهم خلال أقل من أربعة أيام، مشيرا إلى ان القرار في وقتها كان حكيما، حيث ان الأردن لو تدخل بالجيش الذي كان يمر بمرحلة الترميم -بعد 67- ربما كان الأردن اليوم يفاوض الاسرائيليين على اعادة عمان للسيادة الأردنية.
واجابة على سؤال حول الأوضاع فيما لو كان الملك حسين موجودا اليوم من القضية الفلسطينية، قال د. البراري: "في ظل الانقسامات التي يعانيها الفلسطينيون، بين فتح وحماس، والانقسامات داخل المنظمة الواحدة، فإن الأفكار الاسرائيلية التي ترى في الأردن جزءا من الحل، سيكون لها معنى أكبر إذا ما تم اتباع سياسة الملك حسين"، مشددا في ذات السياق على ان النظرة والحل الأمثل في وقت ما لا يكون كذلك في وقت اخر.
وقال د. البراري ان نظرة شرائح عديدة من "المجتمع الاسرائيلي" للأردن تغيرت عبر العقود، مشددا في ذات السياق على ان رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق، شارون، كان يفكر في عام 1970 بضرورة اسقاط النظام في الأردن، فيما لا يزال نشيد الليكود "للنهر ضفتان شرقية وغربية".
وعن وصفي التل، أشاد د. البراري برئيس الوزراء الأسبق، مشيرا في ذات السياق إلى ان الاسرائيليين كانوا يرون فيه طامحا لزيادة قوة بلاده.
وتحدث د. البراري باستفاضة وتفاصيل حول علاقة الملك الراحل الحسين مع الجانب الاسرائيلي، والمحادثات السرية بين الجانب الأردني والاسرائيلي على مرّ التاريخ، كما فصّل الكاتب الدوري في Jo24، رؤية الاسرائيليين لانتفاضات الربيع العربي وعلاقتهم وتعاملهم مع كل منها، بخاصة مصر وسوريا والأردن، وعلاقة السعودية وقطر.
..
..
..
..
..
..
..
..
.