تحدّيات المسيحيين العرب؟!!
جو 24 : يشارك هذه الأيام عدد من قيادات الطائفة المسيحية بالأردن في مؤتمر حول التحديات التي تواجه المسيحيين العرب، والمخاطر التي يواجهون في المنطقة وسط هذه الظروف السياسية والاقتصادية التي تمرّ بها البلاد.
وعلى هامش المؤتمر، علّق الأب رفعت بدر عبر اذاعة بي بي سي، على أحوال المسيحيين العرب بالاشارة إلى ارتفاع أعداد النازحين والمهاجرين منهم إلى الدول الغربية، مشددا على ان تخطي تلك الصعوبات التي يواجهون يكون بالحوار الداخلي بعيدا عن أي تدخل غربي.
وبحسب الأب رفعت بدر، فإن التدخل الغربي في البلاد العربية قد لا يكون خالصا وفي مصلحة العرب، كما ان العلاقة المتجذرة بين المسلمين والمسيحيين العرب تساعد على حل أي مشكلات يمكن ان تواجه أيا من الطائفتين.
وبعيدا عن المداخلة المتميزة للأب رفعت بدر، فالجميع يعلم ان المواطن العربي "المسيحي والمسلم" يواجه تحديات وظروفا صعبة، بسبب الحالة الاقتصادية والسياسية والأمنية السيئة التي خلفتها بعض الأنظمة العربية الفاسدة. ففشل تلك الأنظمة وسياساتها لم يميّز بين طائفة وأخرى؛ فارتفعت الأسعار على العربي "مسلما ومسيحيا"، وزادت معدلات البطالة في صفوف العرب "مسلمين ومسيحيين"، وتضخم عجز الموازنات على الجميع..
وأما ارتفاع نسبة المهاجرين من المسيحيين العرب مقارنة بها لدى المسلمين، فلم تكن بسبب طائفتهم التي ينتمون إليها أو اضطهاد مفترض، إنما لصعوبة الأحوال التي يعيشها المواطن العربي من مختلف الطوائف والملل، وربما كان الفيصل في رفع نسبة المسيحيين المهاجرين مقارنة بالمسلمين هو سهولة حصول المسيحي على الفيزا من سفارات بعض الدول التي تفرّق في المعاملة؛ وربما لو كان المجال مفتوحا للمواطن العربي فإنه لن يبقى في بلاده التي لا تؤمن له العيش الآمن أو الكريم.
وركّز متداخلون آخرون في حديثهم خلال المؤتمر على الإسلام السياسي، وسيطرة هذا التيار على الحكم في عدد من دول الربيع العربي، حيث اعتبروه خطرا على الوجود المسيحي، كما اعتبروا تراجع حكم تيار الإسلام السياسي يطمئنهم ويحدّ من نسب النزوح والهجرة المسيحية!
ربما لم يكن المتداخلون بقدر المسؤولية والاعتدال الذي أظهره الأب رفعت؛ فالأنظمة الحاكمة والظروف المعيشية التي تؤمنها لأبنائها لا تفرّق بين ملّة وأخرى، والفقر والبطالة والغلاء لا يصيب فئة ويترك الأخرى، بل يأتي على الجميع، سواء كان الحاكم تيار الإسلام السياسي أو اليساري أو العلماني أو أي نظام.
بدت الصورة في المؤتمر وكأن جهات ما تحاول العبث في المعادلة الأردنية وتشويه موازينها أكثر؛ فالبعض في مداخلاتهم تحدثوا عن الإسلام السياسي وكأنه أمر عقدي، وليس تيارا سياسيا، رغم ان الحديث عن العقيدة الإسلامية في هذا المجال غير مصيب، فالإسلام كان دائما الحاضن لأبناء الديانات جميعا، ولم يستعدِ أحدا في أي يوم، بخاصة أبناء الطائفة المسيحية إحدى المكونات الأصيلة للمجتمع العربي عموما.
مؤتمر حول التحديات التي يعيشها المسيحيين العرب وتطرّق غريب "للإسلام السياسي" الذي يعاني هجوما رسميا كاسحا، في ظل ظروف سياسية واقتصادية وأمنية صعبة على الجميع، تظهر المشهد وكأن جهات ما تسعى لإعادة تثبيت ركائزها بخلق الفرقة وتعزيز أسبابها.. ولكن وعودة على ما جاء به الأب رفعت بدر، فإن حلّ المشكلات التي تعانيها أي طائفة يكون داخليا؛ "فالعلاقة المتجذرة بين المسلمين والمسيحيين يمكن البناء عليها بسهولة لمواجهة أي تحدٍ.
نذكر جميعا كيف اعتمدت عدة أنظمة عربية في بسط سيطرتها وتثبيت ركائز حكمها في دولها، على وجود خلافات واختلافات بين مكونات شعوبها، والعمل على تغذية أسباب الفرقة حتى لا يبقى لتلك الشعوب خيار إلا بقاء تلك الأنظمة موجودة، على اعتبار انها "تحفظ حقوقهم" وتمنع تعدي أي مكوّن على آخر.
وفي دولة مصر الشقيقة كان المثال واضحا، فقد أثبتت الوثائق المنشورة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، إن تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية لم يكن بترتيب "المجموعات الاسلامية" كما حاولت السلطات المصرية الترويج له، بل كان بأمر وتوجيه مباشر من وزير الداخلية آنذاك، حبيب العادلي؛ بهدف توسيع الخلاف "الاسلامي - المسيحي" واسكات أصوات الأقباط التي كانت قد تعالت قبل أشهر قليلة من ثورة 25 يناير، التي انتهت بخلع الرئيس السابق حسني مبارك، وتعرية كافة القيادات الأمنية والاعلامية التي ظلت تعمل لحماية النظام المخلوع.
المسيحيون العرب كما المسلمون العرب.. كلنا في الهمّ شرق..
وعلى هامش المؤتمر، علّق الأب رفعت بدر عبر اذاعة بي بي سي، على أحوال المسيحيين العرب بالاشارة إلى ارتفاع أعداد النازحين والمهاجرين منهم إلى الدول الغربية، مشددا على ان تخطي تلك الصعوبات التي يواجهون يكون بالحوار الداخلي بعيدا عن أي تدخل غربي.
وبحسب الأب رفعت بدر، فإن التدخل الغربي في البلاد العربية قد لا يكون خالصا وفي مصلحة العرب، كما ان العلاقة المتجذرة بين المسلمين والمسيحيين العرب تساعد على حل أي مشكلات يمكن ان تواجه أيا من الطائفتين.
وبعيدا عن المداخلة المتميزة للأب رفعت بدر، فالجميع يعلم ان المواطن العربي "المسيحي والمسلم" يواجه تحديات وظروفا صعبة، بسبب الحالة الاقتصادية والسياسية والأمنية السيئة التي خلفتها بعض الأنظمة العربية الفاسدة. ففشل تلك الأنظمة وسياساتها لم يميّز بين طائفة وأخرى؛ فارتفعت الأسعار على العربي "مسلما ومسيحيا"، وزادت معدلات البطالة في صفوف العرب "مسلمين ومسيحيين"، وتضخم عجز الموازنات على الجميع..
وأما ارتفاع نسبة المهاجرين من المسيحيين العرب مقارنة بها لدى المسلمين، فلم تكن بسبب طائفتهم التي ينتمون إليها أو اضطهاد مفترض، إنما لصعوبة الأحوال التي يعيشها المواطن العربي من مختلف الطوائف والملل، وربما كان الفيصل في رفع نسبة المسيحيين المهاجرين مقارنة بالمسلمين هو سهولة حصول المسيحي على الفيزا من سفارات بعض الدول التي تفرّق في المعاملة؛ وربما لو كان المجال مفتوحا للمواطن العربي فإنه لن يبقى في بلاده التي لا تؤمن له العيش الآمن أو الكريم.
وركّز متداخلون آخرون في حديثهم خلال المؤتمر على الإسلام السياسي، وسيطرة هذا التيار على الحكم في عدد من دول الربيع العربي، حيث اعتبروه خطرا على الوجود المسيحي، كما اعتبروا تراجع حكم تيار الإسلام السياسي يطمئنهم ويحدّ من نسب النزوح والهجرة المسيحية!
ربما لم يكن المتداخلون بقدر المسؤولية والاعتدال الذي أظهره الأب رفعت؛ فالأنظمة الحاكمة والظروف المعيشية التي تؤمنها لأبنائها لا تفرّق بين ملّة وأخرى، والفقر والبطالة والغلاء لا يصيب فئة ويترك الأخرى، بل يأتي على الجميع، سواء كان الحاكم تيار الإسلام السياسي أو اليساري أو العلماني أو أي نظام.
بدت الصورة في المؤتمر وكأن جهات ما تحاول العبث في المعادلة الأردنية وتشويه موازينها أكثر؛ فالبعض في مداخلاتهم تحدثوا عن الإسلام السياسي وكأنه أمر عقدي، وليس تيارا سياسيا، رغم ان الحديث عن العقيدة الإسلامية في هذا المجال غير مصيب، فالإسلام كان دائما الحاضن لأبناء الديانات جميعا، ولم يستعدِ أحدا في أي يوم، بخاصة أبناء الطائفة المسيحية إحدى المكونات الأصيلة للمجتمع العربي عموما.
مؤتمر حول التحديات التي يعيشها المسيحيين العرب وتطرّق غريب "للإسلام السياسي" الذي يعاني هجوما رسميا كاسحا، في ظل ظروف سياسية واقتصادية وأمنية صعبة على الجميع، تظهر المشهد وكأن جهات ما تسعى لإعادة تثبيت ركائزها بخلق الفرقة وتعزيز أسبابها.. ولكن وعودة على ما جاء به الأب رفعت بدر، فإن حلّ المشكلات التي تعانيها أي طائفة يكون داخليا؛ "فالعلاقة المتجذرة بين المسلمين والمسيحيين يمكن البناء عليها بسهولة لمواجهة أي تحدٍ.
نذكر جميعا كيف اعتمدت عدة أنظمة عربية في بسط سيطرتها وتثبيت ركائز حكمها في دولها، على وجود خلافات واختلافات بين مكونات شعوبها، والعمل على تغذية أسباب الفرقة حتى لا يبقى لتلك الشعوب خيار إلا بقاء تلك الأنظمة موجودة، على اعتبار انها "تحفظ حقوقهم" وتمنع تعدي أي مكوّن على آخر.
وفي دولة مصر الشقيقة كان المثال واضحا، فقد أثبتت الوثائق المنشورة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، إن تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية لم يكن بترتيب "المجموعات الاسلامية" كما حاولت السلطات المصرية الترويج له، بل كان بأمر وتوجيه مباشر من وزير الداخلية آنذاك، حبيب العادلي؛ بهدف توسيع الخلاف "الاسلامي - المسيحي" واسكات أصوات الأقباط التي كانت قد تعالت قبل أشهر قليلة من ثورة 25 يناير، التي انتهت بخلع الرئيس السابق حسني مبارك، وتعرية كافة القيادات الأمنية والاعلامية التي ظلت تعمل لحماية النظام المخلوع.
المسيحيون العرب كما المسلمون العرب.. كلنا في الهمّ شرق..