jo24_banner
jo24_banner

الحراك الشعبي يختطف زمام المبادرة من النقابات المهنية ويكشف عيوب قياداتها

الحراك الشعبي يختطف زمام المبادرة من النقابات المهنية  ويكشف عيوب قياداتها
جو 24 : امل غباين - تعتبر النقابات أرقى مؤسسات المجتمع المدني في اي دولة ، وذلك لانها تمثل صوت الطبقات العاملة، والمنافحة عن حقوقها ومطالبها المشروعة إن ظلمها النظام السياسي بقرارته او تعرضت الى اي تهديد يمس اعضاءها .

ولم يقتصر عمل النقابات المهنية في الاردن على دعم وحماية المنتسبين لها بل تعدى ذلك إلى العمل السياسي الفّعال، والولوج لمعترك الحياة السياسية، للتصدي لكافة التحديات السياسية التي تمر على الاردن وعلى الامة الاسلامية.

ولطالما كانت النقابات المهنية منذ نشأتها قلعة للحريات العامة وملجأ لكل صاحب حاجة، ولعبت ذات الدور في فترة "العهد العرفي" ،فقد مارست النقابات دورها السياسي، وتصدرت لعقود خلت المشهد السياسي باقتدار.

ورغم انها أول من قرع ناقوس الخطر وحذر من تبعات السياسية التي انتهجها الحكومات المتعاقبة، والتي أوصلت البلاد إلى المرحلة التي نعيشها الآن إلا أن النقابات المهنية شهدت تراجعا ملحوظاً في دورها السياسي في الأونة الاخيرة، حيث فقدت زمام المبادرة وخسرت قيادة الحراك المنادي بالاصلاح لصالح الحراك الشبابي وبعض الأحزاب.

Jo24 أجرت لقاءات مع عدد من النقابين للوقوف على أسباب تراجع أداء النقابات السياسي، ومعرفة دوافع الانشقاقات التي حصلت في الكيان النقابي :


ميسرة ملص: سبب انسحاب النقابات من المشاركة في الحراك الشعبي يرجع إلى تخوفها من سقف الشعارات التي يشهدها الشارع

الناشط السياسي المهندس ميسرة ملص قال إن النقابات المهنية كانت الجبهة الوحيدة التي تواجدت بالساحة السياسية بقوة خاصة في حقبة الأحكام العرفية مستذكرا ما غرمته النقابات جراء مواقفها السياسية، ومنها اقتحام الأجهزة الأمنية لمجمع النقابات المهنية واغلاقه واعتقال نقابيين.

وأرجع ملص اسباب انكفاء النقابات المهنية في الآونة الأخيرة عن العمل في الساحة السياسية الاردنية إلى الجهد المضني الذي تقوم به الدولة لتحجيم دور النقابات، اضافة إلى المصالح الشخصية لبعض قادة العمل النقابي وما يرافقها من ضغوطات واتصالات من الدولة على البعض الآخر، كذلك اسهم البحث عن المصالح الشخصية لصالح مشتركيها في إضعاف دور النقابات لصالح شباب الحراك .

وحول الانقسامات التي عصفت بالنقابات المهنية في الفترة الاخيرة كشف ملص بأن الثورة السورية كانت أهم عوامل الانقسام الذي حدث داخل النقابات مؤخراً، مابين مؤيد ومعارض لنظام الرئيس بشار الأسد ، وظهور مسالة التخوين بين الاطراف المختلفة، ما انعكس على جو العمل النقابي.

وبين ملص أن الهيئات العامة في النقابات كانت تفرز في السابق نقباء يحظون بالحضور، ولهم بصمات واضحة، الا أن الحال الآن قد تغير فأصبح يدخل بعض النقباء وهم على رأس مجالسهم دون ان يشعر بهم احد واصفاً اياهم بـ "نمور من ورق".

وأشار ملص إلى أن سبب انسحاب النقابات من المشاركة في الحراك الشعبي يرجع إلى تخوفها من علو سقف الشعارات التي رفعها الشارع الاردني والتي لم تصل اليه النقابات في يوم من الايام.


فتحي أبو نصار: الضعف في الفكر السياسي لدى القيادات النقابية الجديدة لعب دورا كبيرا في تغيير النهج السياسي للعمل النقابي

من جانبه قال المقرر السابق للجنة الحريات النقابية المحامي فتحي ابو نصار أن النقابات "تسيدت" المشهد السياسي، وباقتدار، و ادارت دفة الحراك في الشارع الاردني لعقود خلت الا انها لم تتجاوب مع مستوى تسارع الأحداث.

واعتبر أبو نصار ان تغيير طبيعة القيادات النقابية لعبت دوراً كبيراً في تغيير النهج السياسي لها، وذلك بسبب طبيعة الخريجين الجدد من الجامعات الأردنية والذين يحملون فكراً سياسياً ضعيفا رافقته زيادة المطالب الحياتية والمجتمعية.

وبين ان النقابات لم تنجح بخلق تيار وسطي في داخلها، ما أدى إلى نوع من الصراع ، جزء منه نشأ عن طبيعة المرحلة سواء أكان هذا الصراع على الصعيد النقابي الداخلي أو الخارجي.

وأشار إلى أن الحكومة عملت على استقطاب النقابات التي حاولت الاخيرة دفع الحكومة لتلبية مصالحها في خطوة جعلت مجمع النقابات أقل مواجهة معها مؤكداً ان هذا الامر آني وسينتهي بأسرع وقت.

نضال مرقة: توزير النقباء وتقليد آخرين لمناصب حكومية كانت ضربة قاصمة للنقابات

اما عضو سر نقابة الأطباء الدكتور نضال مرقة فبين أن جزء كبيرا من النقابات يتماهى مع الحكومة أما الجزء الآخر اصطف لجانب التحالفات لتحقيق نوع من المصلحة الذاتية بعيداً عن الانسجام السياسي والفكري.

ولفت ان القضية السورية لعبت دوراً بارزاً في انكفاء النقابات عن العمل السياسي.

وألقى مرقة باللائمة على الحكومة لعملها على اضعاف الدور النقابي سياسياً باستخدام كافة الاساليب مشيراً إلى انها حققت جزأً من هدفها بحرف النقابات عن خط سيرها الذي انتهجته منذ نشأتها لدرجة انها أوجدت لها عيون وأذرع فيها.

ونهوه بان صوت النقابات انخفض لدرجة انها لم تعد تتمكن من إبداء رأيها أو الخوض في قضايا جوهرية، مضيفا أن "توزير" النقباء وتقليد آخرين لمناصب حكومية كانت ضربة قاصمة للنقابات إذ اصبح الأمر مطمعاً لنقباء ضيقي الأفق مطالباً بان يكون هنالك قرار نقابي يمنع "توزير" النقابيين أو تعينهم في مناصب حكومية.

عادل طراونة: الحراك الشعبي العربي استدعى النقابات لوقفة ترقب لاعادة صياغة موقفها

من ناحيته أرجع عضو مجلس نقابة المحامين عادل الطراونة الوضع الحالي للنقابات إلى ثورة الحراك الشعبي العربي والذي حسب وجهة نظره استدعى النقابات لوقفة ترقب لاعادة صياغة موقفها حسب الاولويات.

وأكد انه لا يعلم ان كانت هنالك صفقات بين النقابات والسلطة فيما يتعلق ببعض المهن منزهاً النقابات من الانزلاق في مثل هذا الأمر خاصة نقابة المحامين التي اكد على استقلاليتها وعدم تبعيتها لاية مرجعية سوى القانون والحق والعدالة.

وحول الانقسام النقابي في عديد من القضايا ومنها القضية السورية قال ان عدم اتفاق النقابات على أمر لا يتعلق بالثوابت الوطنية امر صحي.

باسم الكسواني: القيادات النقابية الحالية تميل لقيادة الدفة المهنية على حساب الهم الوطني وقضايا الأمة العربية

رئيس القائمة البيضاء بنقابة الأطباء الدكتور باسم الكسواني أكد ان القيادات النقابية بدأت تُخلى مواقعها لما اسماه "بالهم الوطني" لصالح الأحزاب السياسية والحراك الشعبي.

وذكر ان النقباء السابقين كانوا قادة سياسيين، ولهم تأثير في المجتمع بينما القيادات الحالية تميل لقيادة الدفة المهنية على حساب الهم الوطني وقضايا الأمة العربية.

وأشار إلى أن النقابات كانت تقود الحراك وتطرح المشاريع الوطنية للإصلاح ، وتحولت الآن إلى الاهتمام بالقضايا المهنية وقللت من التفاعل السياسي لتصبح جزءً من الحراك بعد ان حملت رايته لعقود.

وتابع ان العلاقة بين النقابات والدولة تعززت في السنوات الأخيرة بعد أن ارتأت بعض القيادات المهنية أن تتقرب من السلطة بهدف نيل مكاسب مهنية.

وأشار إلى أن بعض القيادات النقابية تسعى لإزاحة الهم الوطني عن أكتاف النقابات وتلقيها بملعب الاحزاب.

فؤاد حبش: نريد اصلاحا نقابيا

عضو مجلس نقابة الصيادلة فؤاد حبش عبر عن عدم رضاه لما آلت إليه أوضاع النقابات في الجانب السياسي، مطالباً باصلاح نقابي أسوة بمطالب الاصلاح السياسي.

ويرى حبش أن اتساع رقعة الهيئات العامة للنقابات من الاسباب التي جعلت المطالب المهنية تتغلب على المطالب السياسية.
وتابع ان المستجدات الاخيرة على المنطقة ومنها القضية السورية عملت على توسيع الاختلاف في المواقف بين اعضاء النقابات.

ولم ينزه حبش الدولة من تهمة تدخلها بالعمل النقابي قائلاً انها تنبهت لقضية معارضة النقابات لها، فقامت بتقوية نفسها من خلال بعض النقابيين لتصبح تلك القيادات النقابية يد ولسان الدولة في مجمع النقابات المهنية.
تابعو الأردن 24 على google news