اعلام السلطة في يوم العمال.. رسميّ حتى باحتفاله
جو 24 : أحمد الحراسيس - تنشغل وسائل الإعلام الرسمية هذه الأيام بالاحتفال وتمجيد عمال الأردن، ضمن الاحتفالات الرسمية بيوم العمال العالمي.
تفصيلٌ وتسليطٌ للضوء على المصاعب والمتاعب التي يعانيها العمال، وتمجيد لانجازات "الذين شمّروا عن ذراعهم واشتغلوا وتعبوا من أجل وطننا"، واشادات ومطالبات عديدة بانصافهم، مشهد "مسرحي" اعتاده العمال في مثل هذا الوقت من كل عام في جميع وسائل الإعلام، الخاص منها والرسمي.. لكنه سرعان ما ينتهي باسدال ليل الأول من أيار ستاره على "يوم العمال" ليعود الكادحون إلى واقعهم المرير، ويتفرق كل ذلك الزبد ويبقى ما يبقى من الصحف والمواقع الالكترونية التي لا ترى في العامل والمواطن رأس مالها وأساس وجودها.
ومع تقديره لدور الإعلام في الحراكات العمالية والمطلبية، والذي يمنع تفرّد السلطة ورأس المال بالكادحين، يرى الناشط العمالي محمد السنيد ان الإعلام الخاص والمهني كان دائما سلاح العمال في احتجاجاتهم، إلى جانب الإرادة الصلبة التي تولدت بفعل ظلم أصحاب العمل، مطالبا في ذات السياق وسائل الإعلام بضمّ صحفي مختص بالقضايا العمالية يسلّط الضوء على برامج وأسباب احتجاجات العمال وسبل حلّها.
وعن تعامل الإعلام الرسمي مع القضايا والاحتجاجات العمالية، اعتبر السنيد في حديثه لـJo24 ان الإعلام الرسمي كان في أغلب الأحيان منحازا لأصحاب العمل، سواء كان الاحتجاج في مؤسسة حكومية أو خاصة، معللا ذلك بسيطرة المستثمرين على السلطة ومراكز صنع القرار.
"التزاوج بين الإعلام الرسمي ورأس المال" كان أمرا ملحوظا خلال العام الماضي، وتسبب في أحيان كثيرة بكسر ارادة العمال، وفي هذا الصدد يقول الناشط العمالي محمود أمين الحياري: "ان التحالف القذر بين أصحاب العمل والحكومات أمرٌ معتاد في كل العالم، إلا اننا في الأردن نشهد تزاوجا بين السلطة الرسمية ورأس المال"، وهو ما يضاعف من صعوبة التحديات التي يواجهها عمّال الأردن.
وحول التعاطي السلبي للإعلام مع الاحتجاجات العمالية طيلة العام واحتفائه بهم في الأول من أيار فقط، أوضح الحياري في حديثه لـJo24 ان الإعلام الرسمي كان رسميا حتى في احتفاله بيوم العمال، ولم يكن منصفا لهذه الطبقة البانية، وأما ما تمّ نشره حول العمال فلم يتجاوز "المواد الخبرية" التي لم تعترف بحقوق العمال المختلفة.
وانتقد الحياري "الحملات الشرسة" التي يقودها تحالف رأس المال والسلطة بواسطة وسائل إعلامهم، ضد الاحتجاجات العمالية، وهو ما جعل العام الماضي واحدا من أسوء السنين على الحركة العمالية الأردنية.
عضو اتحاد الشباب الديمقراطي، ذاكر الغرايبة، اعتبر ان الاحتفالات الرسمية بالأول من أيار جاءت من باب التماشي مع الاحتفالات العالمية بالعمال، والحرص الرسمي على اظهار الأردن وكأنه يهتم بالعامل ويقدّره.
ولم يبدِ الغرايبة استغرابه من احتفال الإعلام الرسمي بيوم العمال، معتبرا ان "التناقض بين التصريحات الرسمية والأفعال صار أمرا معتادا ومكشوفا لدى الجميع"، مشددا في ذات السياق على ان "حالة الاستياء من الإعلام الرسمي المعادي لأي حراك عمالي لم يمكن ازالتها بمشهد مسرحي مفضوح".
وأرجع الغرايبة سبب المعاداة الرسمية للإحتجاجات العمالية إلى مخالفة الاعتراف بحقوق العمال مع نهج الدولة الرأسمالي، حيث ان عيد العمال لم ينشأ إلا من التيار المقابل للتيار الرأسمالي، مطالبا في ذات السياق الدولة باثبات عكس ذلك من خلال الاقرار بحقوق العمال ورفع أجورهم ووقف التضييق على حريتهم.
يأمل عمّال الأردن في يوم عيدهم بأن لا يكون الأول من أيار كما هو الأول من نيسان، مجرّد كذبة تذرّ بها السلطة الرماد في عيون بُناتها.
تفصيلٌ وتسليطٌ للضوء على المصاعب والمتاعب التي يعانيها العمال، وتمجيد لانجازات "الذين شمّروا عن ذراعهم واشتغلوا وتعبوا من أجل وطننا"، واشادات ومطالبات عديدة بانصافهم، مشهد "مسرحي" اعتاده العمال في مثل هذا الوقت من كل عام في جميع وسائل الإعلام، الخاص منها والرسمي.. لكنه سرعان ما ينتهي باسدال ليل الأول من أيار ستاره على "يوم العمال" ليعود الكادحون إلى واقعهم المرير، ويتفرق كل ذلك الزبد ويبقى ما يبقى من الصحف والمواقع الالكترونية التي لا ترى في العامل والمواطن رأس مالها وأساس وجودها.
ومع تقديره لدور الإعلام في الحراكات العمالية والمطلبية، والذي يمنع تفرّد السلطة ورأس المال بالكادحين، يرى الناشط العمالي محمد السنيد ان الإعلام الخاص والمهني كان دائما سلاح العمال في احتجاجاتهم، إلى جانب الإرادة الصلبة التي تولدت بفعل ظلم أصحاب العمل، مطالبا في ذات السياق وسائل الإعلام بضمّ صحفي مختص بالقضايا العمالية يسلّط الضوء على برامج وأسباب احتجاجات العمال وسبل حلّها.
وعن تعامل الإعلام الرسمي مع القضايا والاحتجاجات العمالية، اعتبر السنيد في حديثه لـJo24 ان الإعلام الرسمي كان في أغلب الأحيان منحازا لأصحاب العمل، سواء كان الاحتجاج في مؤسسة حكومية أو خاصة، معللا ذلك بسيطرة المستثمرين على السلطة ومراكز صنع القرار.
"التزاوج بين الإعلام الرسمي ورأس المال" كان أمرا ملحوظا خلال العام الماضي، وتسبب في أحيان كثيرة بكسر ارادة العمال، وفي هذا الصدد يقول الناشط العمالي محمود أمين الحياري: "ان التحالف القذر بين أصحاب العمل والحكومات أمرٌ معتاد في كل العالم، إلا اننا في الأردن نشهد تزاوجا بين السلطة الرسمية ورأس المال"، وهو ما يضاعف من صعوبة التحديات التي يواجهها عمّال الأردن.
وحول التعاطي السلبي للإعلام مع الاحتجاجات العمالية طيلة العام واحتفائه بهم في الأول من أيار فقط، أوضح الحياري في حديثه لـJo24 ان الإعلام الرسمي كان رسميا حتى في احتفاله بيوم العمال، ولم يكن منصفا لهذه الطبقة البانية، وأما ما تمّ نشره حول العمال فلم يتجاوز "المواد الخبرية" التي لم تعترف بحقوق العمال المختلفة.
وانتقد الحياري "الحملات الشرسة" التي يقودها تحالف رأس المال والسلطة بواسطة وسائل إعلامهم، ضد الاحتجاجات العمالية، وهو ما جعل العام الماضي واحدا من أسوء السنين على الحركة العمالية الأردنية.
عضو اتحاد الشباب الديمقراطي، ذاكر الغرايبة، اعتبر ان الاحتفالات الرسمية بالأول من أيار جاءت من باب التماشي مع الاحتفالات العالمية بالعمال، والحرص الرسمي على اظهار الأردن وكأنه يهتم بالعامل ويقدّره.
ولم يبدِ الغرايبة استغرابه من احتفال الإعلام الرسمي بيوم العمال، معتبرا ان "التناقض بين التصريحات الرسمية والأفعال صار أمرا معتادا ومكشوفا لدى الجميع"، مشددا في ذات السياق على ان "حالة الاستياء من الإعلام الرسمي المعادي لأي حراك عمالي لم يمكن ازالتها بمشهد مسرحي مفضوح".
وأرجع الغرايبة سبب المعاداة الرسمية للإحتجاجات العمالية إلى مخالفة الاعتراف بحقوق العمال مع نهج الدولة الرأسمالي، حيث ان عيد العمال لم ينشأ إلا من التيار المقابل للتيار الرأسمالي، مطالبا في ذات السياق الدولة باثبات عكس ذلك من خلال الاقرار بحقوق العمال ورفع أجورهم ووقف التضييق على حريتهم.
يأمل عمّال الأردن في يوم عيدهم بأن لا يكون الأول من أيار كما هو الأول من نيسان، مجرّد كذبة تذرّ بها السلطة الرماد في عيون بُناتها.