المبادرة والانقلاب على النسور (2)
لم يكد حبر صحف ورقية يجفّ على ما نقلته من تصريحات واشارات قادمة من منسّق المبادرة النيابية، مصطفى الحمارنة، حول توتر العلاقة بين المبادرة والحكومة، حتى ظهر أحد أعضائها لينفي كل تلك الأحاديث الاعلامية حول انقلاب المبادرة على رئيس الحكومة عبدالله النسور.
عضو المبادرة، عاطف قعوار، اعتبر في تصريحات لصحيفة الرأي ان ما نسبته وسائل الإعلام للمنسق العام للمبادرة كان مبالغا فيه ويبتعد عن الدقة، ولم يكن الأمر -بحسب قعوار- يخرج عن "العتب".. ولم يخرج قعوار في تصريحات وتلميحاته تلك، عن النهج الرسمي في محاولات تشويه صورة وسائل الإعلام، واظهارها بصورةٍ وكأنها تعيش على الاشاعات والتدليس.. وذلك لا يعتبر أمرا طارئا على الأردنيين والصحفيين تحديدا؛ فقد اعتدنا ان أي مشكلة أو عجز تعانيه الحكومة فإن شماعة الإعلام تكون حاضرة بقوة لتعليق الأخطاء عليها.
انكار تصريحات الحمارنة المنقولة على لسانه عبر وسائل اعلام مطبوعة والكترونية، يؤكد ما أشرنا إليه سابقا في ان الأمر لا يخرج من اطار "المناكفة السياسية" بين منسّق المبادرة ورئيس الوزراء، والتي ربما تكون قد جاءت اثر رفض الرئيس الاستجابة لمطلب ما للحمارنة.
وفي كلّ تلك "المناكفة"، كان لافتا محاولات الحمارنة للظهور بمظهر الآمر الناهي الذي لا رأي بعد رأيه ولا قول؛ فقد كانت الاشارت والتصريحات المنقولة على لسانه تقول ان قرار المبادرة بانهاء حالة التشارك مع الحكومة سيتبلور بشكل واضح بعد ابلاغ رئيس وأعضاء المبادرة بما وصل إليه الرجل من قناعة!
انقلاب الحمارنة على النسور؟