الحكومة شدت على بطون الناس حتى قطعت خواصرهم
جلالة القائد الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظك الله ورعاك أبارك لك بأعياد الوطن، فكل عام والوطن وجلالتكم والمواطنون بالف خير .
وﻷننا مخلصون وقد أقسمنا على ذلك قسما عظيما وقبل وحتى بدون القسم نحن والله مخلصون لله وللوطن وللقائد ، فلابد ان نقول كلمة الحق وملخصها أن غالبية المواطنين يعانون فقرا أو ضنكا أو حاجة أو فاقة أو ضيق حال أو ظلما ، فقد عم الغلاء وساد الشقاء وانتشرت سريعا أمراض اجتماعية صارت تفتك ببنية مجتمعنا الطيب من غش وخداع ونصب واحتيال وسرقات وخاوات وبلطجة وعنف مجتمعي طال حتى مؤسساتنا التعليمية وجامعاتنا وخلّف ثارات و أحقادا واحتقانات ومشكلات معقدة وانتشرت الرشاوى في كثير من مؤسسات الدولة وكثرت أعداد الراشين والمرتشين حتى أصبح إنجاز المعاملة أو الحصول على خدمة لا يتم إلا بالرشوة ، وعظم الفساد وتدنت الأخلاق وزاد فعل المنكرات والموبقات وفتكت المخدرات بكثير من شبابنا وازداد خطرها مع زيادة انتشارها وسهولة الحصول عليها وتدنى مستوى التعليم وانحدر التحصيل وبخاصة في مدارس الذكور الحكومية وسحب بساط التربية والتأديب من تحت أقدام المعلم وضعف تأهيله وهمش دوره ووهنت عزيمته،وأهمل صغار الموظفين وتآكلت رواتب المتقاعدين المدنيين والعسكريين وزادت أعداد المتعطلين عن الشغل وأرهقت البطالة شبابنا وعمت الفوضى سوق العمل وخسر كثير من شبابنا وظائفهم وأعمالهم أمام كثرة الوافدين الذين ينافسون أبناءنا على الفرص الشحيحة ، حيث اصبح الحصول على وظيفة او فرصة عمل معجزة.
وتنكرت الحكومة للشعب وشدت على بطون الناس حتى قطعت خواصرهم، فرفعت الأسعار وزادت الضرائب وضيقت الخناق ولم تكلف نفسها عناء إيجاد حلول لمشاكل الوطن الاقتصادية والاجتماعية فاستسهلت حل الوصول إلى المواطنين المسالمين والمحافظين على أمن الوطن واستقراره (ولزتهم على الطور) مرارا لكنهم صبروا ولا زالوا صابرين ،ومدت يدها الطويلة السوداء البشعة الجشعة في جيوبهم الى ان وصلت الى المناطق المحرمة بعد ان استباحت كراماتهم بما يسمى بالدعم، فيما الفاسدون والناهبون والسارقون لخيرات الوطن يتبرطعون ويتنعمون بالمال العام المسروق والمنهوب، وجبنت الحكومة وخشيت من تقديمهم أي رأس فاسدة لقضاء عادل......
ياجلالة الملك اننا نسمع معاناة الناس وآهاتهم وآلامهم وأوجاعهم وأنينهم ومتاعبهم كل يوم وهم ينشدون خلاصا من أوضاعهم المتردية وعدالة اجتماعية في المواطنة والتعيين والتوظيف والتشغيل والتعليم والعلاج والتمثيل السياسي والخدمات المقدمة لمناطقهم وفي مختلف مناحي الحياة بعيدا عن أمراض الواسطة والمحسوبية والشللية والجهوية والمناطقية والإقليمية التي رسختها الحكومات الفاسدة، ويطلبون خلاصا من الظلم والفقر والحاجة ويأملون حاضرا محترما مختلفا ومستقبلا زاهرا سعيدا وحياة كريمة وتعليما منخفض التكاليف وسهلا وميسورا ﻷبنائهم وعلاجا للجميع، وينظرون اليكم يا قائدنا كمخلص لهم مما يعانون لانهم يحبونكم ويخلصون لعرشكم المفدى ،فاجعلها يا جلالة الملك ثورة بيضاء تغير وتستبدل بها كل مسؤول فشل و أخفق في عمله الموكل به ولم يقم بواجبه حق القيام وجر العناء والهم والغم والعذابات للناس وصنع المشكلات وأزم الأوضاع ولم ينحاز إلى جانب الوطن ويقف بصف المواطن، تعيد بها ومن خلالها الأمور إلى نصابها الصحيح وتفرج كروب البلد، لتدخل المملكة مرحلة جديدة من الحياة الكريمة تكرس نهجا إصلاحيا حقيقيا وحياة ديمقراطية وحزبية من خلال قوانين إصلاحية عصرية بأفق رحب واضح المعالم وبطانة صالحة و حكومة صادقة رحيمة و رجال عدول أمناء أقوياء مختارين ناصحين مخلصين ليسوا من اصحاب سوابق المسؤولية الفاشلين ولا من اقطاب ورواد صالونات المناصب والمكاسب ولا من الطغم الفاسدة، يأخذون بتوجيهاتكم السديدة والرشيدة البلد إلى بر الأمان وإلى مستقبل واعد زاهر ﻷبنائنا واحفادنا بإذن الله تعالى، وهذا غاية ما نتمنى ونرجو تحقيقه.
وسلام ربي وحفظه ورحمته وبركاته عليكم ، والله من وراء القصد.
المخلص النائب د. عساف الشوبكي