فزّاعة المستوطنات اليهودية ...!!
د. عايدة النجار
أتقن الاستعمار الصهيوني استعمال لفظ “ المستوطنات “ومدلولاتها في كل الأوقات لتصبح أحد “ الرموز “ تستعملها إسرائيل في كل المناسبات وبخاصة في المناورات السياسية والاعلامية، ليس كرمز وكلمة فقط بل “كفزاعة “ تحمل أكثر من وعد ووعيد، وعمل . تقوم اليوم وأثناء زيارة البابا للاراضي المقدسة علنا ودون خوف من أحد بتوسيع البؤر الاستيطانية وتشريعها أو التصريح بلسان( فيغلين) من حزب الليكود المتطرف الحاكم ضرورة البحث عن فرص لبناء” هيكل سليمان “ في القدس المحتلة وهو يعني هدم المسجد الاقصى وبناء ما يزعمون مكانه . ولعل المستوطنات التي بنيت على أراضي القدس المحتلة وبشكل دائري، تعني أكثر، من بيوت لسكنى المستوطنين القادمين من جميع أنحاء العالم على الأرضي العربية الفلسطينية، بل للبقاء في “عاصمتهم الابدية “ كما يخططون .
منذ 1967، عندما احتلت إسرائيل القدس، وهي ماضية على طريق تهويد المدينة وبشتى الطرق . وقد أصبح الاستيطان اليهودي خطرا كبيرا وثقيلا يتمدد ويهدد أمن ووجود الفلسطينيين. أصبح المفهوم والعمل حقيقة واقعة تخلط رموزهم الاستعمارية وتبنيها بشكل، تراه أبديا . يبنون دون خوف من “فزاعاتنا “ ودون خوف أو خجل، أو الشعور بالذنب بتطبيق العنصرية والجرائم الانسانية والهولوكوست الفلسطيني الذي يمارسونه . . تستعمل اسرائيل الرموز في حروبها النفسية والعسكرية المستمرة، في دولة الاحتلال وتظل فزاعاتنا لا قوة لها بالقول أو العمل .
من دلالة ليس في اللغة فحسب، بل أيضا في المضمون والتطبيق، وهذا ما علمته لمواطنيها، كما لوسائل اعلامها التي تعزز المفهوم ليصبح “ شعارا “ وفزّاعة لمن يحاول تسميته بالهولوكوست الفلسطيني الذي تمارسه ضد أصحاب الارض الاصليين . إسرائيل اتقنت عملية “الترميز “، وتمكنت من التأثير على الرأي العام اليهودي، والعالمي بقوة، والا لماذا، تواصل أميركا مساعداتها المادية لبناء المستوطنات،. أولماذا لا تقوم الامم المتحدة باتخاذ مواقف أكثر جدية بالنسبة لعدم تطبيق دولة الاحتلال اتفاقياتها، أو فزاعاتها التي تشبه “فزاعتي “ على” بلكونتي “في أم أذينة . ؟الدستور