المزارعون في "دابوق"
يبدو ان الحكومة الاردنية ومجلس النواب "السلطة الاعلى" يقفان عاجزين أمام حل قضية مزارعي وادي الاردن الذين نصبوا فجر الاحد خيمة عزاء بالقرب من القصور الملكية في دابوق.
تقصير الحكومة وتخاذل مجلس النواب في انصاف شريحة انهكتها السياسات الاقتصادية وهددت مستقبلها ومستقبل ابنائها دفع تلك الشريحة للجوء الى التعبير عن غضبها واستيائها باعتصامات رمت خلالها قطاف ثمارهم على الارض.
ان يقوم المزارع برمي ثماره التي زرعها بيده وانتظرها تنمو امام عينيه تعتبر رسالة واضحة للحكومة بانه وصل الى مرحلة من اليأس كتلك التي يقتل بها الاب ابنه لعجزه عن اعالته.
الحكومة واجهت غضب المزارعين وانتفاضتهم بهراوات الدرك التي انهالت عليهم في مشهد يدل على انها ليست عاجزة عن ايجاد حل فحسب بل انها لا تمتلك الوسيلة الناجعة في حل معضلة المزارع الاردني.
مشهد المزارعين وهم يتعرضون للاعتداء من قبل قوات الدرك اثار استياء العامة واثبت ان لسان حال الحكومة يقول "لا حل لدينا سوى هذه الهراوة".
العجز عن ايجاد حلول مع الحكومة دفع المزارعين للتوجه الى بيت الشعب الذي يعتبر السلطة الاعلى في الدول الديمقراطية الا ان هذا الملجأ لم يكن ملاذا امنا للمزارعين وسقطت قضيتهم عند اعتاب ابوابه.
الحكومة الاردنية في تعنتها واستمرارية نهجها في التعاطي مع القضايا العامة بوتيرة اللامبالاة تدفعنا للمطالبة بأن تتخلى عن دورها بشكل رسمي وتعلن عجزها عن القيام وبناء مخيمات لاصحاب الحاجة والطلب من الامم المتحدة تحمل مسؤليتهم.
القصور الملكية في دابوق وجهة اخيرة قبل التصعيد حسب المزارعين حيث بنوا خيمة عزاء المزارع الاردني بالقرب منها عل قضيتهم تجد صدى لدى ملك حكومته فقدت بوصلتها ،وعلّ صرختهم تصل بعدما انقطعت بهم السبل.