بعد بزوغ الأزمة العراقية.. هل يستقبل الأردن موجة لجوء جديدة ؟!
أمل غباين- كان الاردن ومنذ عام 1948 ملاذا للاجئين الذين غادروا بلادهم بحثا عن بقعة آمنة جراء ما تعرضت اليه بلادهم من قسوة الاحتلال او الحروب والانقسامات.
وشرع الاردن بفتح ابوابه بداية لدخول ما يزيد عن 2 مليون لاجئ فلسطيني بين 1948 و1967 تمكن غالبيتهم من الحصول على الجنسية الاردنية الا انهم يحملون صفة لاجئ حسب تقارير وكالة الغوث الدولية.
أما في نهاية السبعينات لجأ الى ارض المملكة ما بين 50 الى 80 ألف لبناني جراء الحرب الأهلية التي اندلعت في بلادهم.
الثمانينات ايضا لم تخل من موجة لجوء عبرت الاردن حاملة معها ما يزيد عن 700 الف عراقي فروا من بلادهم ابان الحرب العراقية الايرانية والتي اشتعلت نيرانها منذ 1980 وانخمدت في عام 1988 ليرتفع الرقم الى مليون ونصف مليون عراقي بعد حرب الخليج الثانية والغزو الامريكي.
الأزمة السورية ألقت بظلالها هي الاخرى على الاردن وبشكل يشابه الى حد قريب ما جرى ابان النكبة الفسطينية في ال48 حيث شرع الاردن ابوابه لحركة اللجوء السورية وبنى المخيمات في ظل تصريحات حكومية ان امد الازمة السورية لن يطول وان الاردن لا يستطيع منع الحالات الانسانية من دخول اراضيه.
وفي ظل تضارب الاحصائيات والارقام حول اعداد اللاجئين السوريين في الاردن اكدت تقارير الامم المتحدة ان عدد اللاجئين السوريين في الاردن يقارب الـ2 مليون سوري ،فيما أشار الرئيس العام للهلال الاحمر الاردني الدكتور محمد الحديد ان الرقم لم يتعد ال1.5 مليون لاجئ في نهاية عام 2013.
الارقام تشير الى وجود ما يزيد عن 4 مليون لاجئ في الاردن وفي ظل الازمة التي تشهدها العراق اليوم يشق التخوف طريقه من فتح باب اللجوء للفارين من الصراع الذي تشهده تلك البلد التي لم تبرأ جراحها بعد.
التسريبات الحكومية تشير الى وجود قرار قطعي بعدم السماح لموجات اللجوء العراقية في حال تمت، لدخول الاردن خاصة ان الاردن يعاني من حركة اللجوء السورية والتي باتت عبئا كبيرا خاصة بعد نجاح الرئيس السوري في تجديد ولايته وهذا ما يعني ان عددا كبيرا ممن فروا من بلادهم لن يعودوا اليها خشية الانتقام.
معاناة الاردن والاردنيون الاقتصادية والاجتماعية ارتفعت وتيرتها جراء موجات اللجوء المتلاحقة حيث كانت عقبت حركة اللجوء العراقية وتيرة ارتفاع الاسعار ما نجم عنه غياب الطبقة الوسطى وتغيير في بعض العادات والتقاليد الاردنية الاصيلة.
أما موجة اللجوء السوري فقد كانت الشعرة التي "قصمت ظهر البعير" حيث ارتفعت معدلات البطالة بين صفوف الشباب خاصة في مناطق الشمال بالمملكة.
المساعدات الدولية والتي لا تكاد تكفي ربع اعداد اللاجئين حسب تقارير حكومية تتحمل الدولة كلفة الباقين منهم ما ينعكس سلبا على حياة المواطن الاردني، خاصة ان الاردن يعاني من شح الموارد المائية والتي لا تكاد تكفي اهله بالأصل.
فهل يمتلك الاردن امكانية استضافة اعداد لاجئين اخرى وهل سيكون هنالك قرار حكيم بعدم فتح الابواب لحركة لجوء جديدة ام حسابات اخرى ستفرض نفسها على الاردن؟!