احداث العراق..بين مخاوف دول الجوار وتصريحات اوباما
محمود الشمايلة - قضية "داعش" في العراق واحتلالها للعديد من المدن والمحافظات اثار استغراب الكثير من دول العالم وفي مقدمتها القوى العالمية العسكرية الكبرى اميركا التي لا يخفى للجميع انها حاليا في مرحلة الصدمة مما يحصل وهول المفاجأة من سرعة تطور الاحداث .
ولا يخفى عن الجميع حاليا موقف اوروبا الغائب تماما عن الاحداث والاكتفاء بمطالبة تركيا بعقد اجتماع عاجل لحلف "الناتو" في موقف هزيل جدا لا يرتقي الى مستوى الاحداث الدائرة في العراق.
*اميركا وتخبط القرارات
الضوء الاكبر مسلط على اميركا بصفتها المسؤول الاول بما يجري هناك فأصابع الاتهام موجهه اليها منذ 2003 انها سبب الخراب والدمار بادعائها للديمقراطية التي لم تجلب معها الا الدمار والخراب.
ومنذ اليوم الاول لاحتلال "داعش" مدينة الموصل بدأت قرارات اميركا وتصريحات خارجيتها قرارات متخبطة غير مستقرة على رأي وكأنها في صدمة لا تمكنها من فهم الموقف او حقيقة ما يحصل.
الرئيس الامريكي باراك اوباما خرج اخيرا ليلة الجمعة ليعلن "عدم ارسال قوات عسكرية الى العراق" مكتفيا بتحميل قوات المالكي ما يحصل ويخرج نفسه من مسؤولية يتحملها هو ونظامه من سنوات احتلال العراق والانسحاب منها وتركها عشه غير عصية على الاعتداء.
لكن القارئ والمحلل لتصريحات اوباما يرى انه يلمح بأن "داعش" لن تترك لها الساحة تصول وتجول بها كما تشاء، حيث شدد بقوله 'يجب أن نتأكد أن داعش لن يبسط سيطرته في العراق'، وأوضح أنه طلب من فريق الأمن القومي بحث خيارات دعم العراق، مؤكداً أنه لا يمكن لواشنطن أن تقوم بمهام الأمن نيابة عن العراقيين، مبيناً أنهم سيبذلون جهدهم، 'لكن العراق دولة ذات سيادة ويجب أن تحل مشكلتها'، بحسب قوله،كل هذه التصريحات لأوباما تدل على ان تدخل اميركا سواء بري او جوي "قاب قوسين او ادنى" .
*"داعش" ام ثورة شعبية
العديد من المحللين سواء العسكريين او السياسيين اثاروا الكثير من التساؤلات هل ما يحصل في العراق "انه فعلا من صنيع "داعش" ام انها ثورة شعبية؟" لكن ما يجري على الساحة يثبت الى حد ما انها ثورة شعبية فعلية.
وذلك واضح من خلال ما تم تسريبه من فيديوهات تؤكد ان سكان تلك المدن يؤيدون دخول "داعش" الى مدنهم، ولا نبتعد كثيرا عن تسلّم "داعش" للمدن بكل سهوله دون ادنى مقاومة حيث عملت قوات الامن العراقية على خلع ملابسها العسكرية وتسليم سلاحها و رضاهم بالأمر الواقع.
*قوة "داعش" وعتادها
لم يظهر لغاية الان قوة "داعش" او عتادها الذي تحارب به هل هو حقا سلاح العقيدة كما يدعون؟ ام انها اسلحة خفية لا يعلمها غيرهم؟ حيث بات الجميع متأكد ان لا احد يعلم سلاح "داعش" الذي لا يميزه عن غيره من التنظيمات المسلحة حسب المعطيات الموجودة على الساحة لا بالمفخخات او الاسلحة الخفيفة.
الحقيقة تقول ان "داعش" لا يملك حاليا ذلك السلاح المرعب والمخيف كي يجعلها تسيطر بتلك السرعة على اكبر المدن العراقية وتغتنم من الاموال والعتاد ما يجعلها اغنى تنظيم مسلح بالعالم، ولا يغب ايضا المخاوف من زحفها نحو العاصمة بغداد بعملية باتت محسومة ايضا باحتلال بغداد كسابقاتها من المحافظات و دون مقاومة.
*مخاوف من ترحيل الازمة
دول جوار العراق لم تبد لغاية اللحظة او تصرح بقلقها او تخوفها مما يحدث هناك ، و رغم تسارع الاحداث وتداخل المعطيات الا ان التصريحات الرسمية ما زالت غائبة تماما ، والاكتفاء بتسريبات مطمئنة لحقيقة ما يجري وان الازمة لن تتعدى حدود ذلك البلد.
المهم في الامر حاليا ان الاكتفاء بالقول ان ما يحصل بالعراق شأن داخلي بالتأكيد هو من اسوأ القرارات والتصريحات ،وحديث اوباما انه شأن داخلي بالتأكيد تصريح مدروس وهناك غاية يريد ان يوصلها لعل اذان تسمع وتستوعب ما يحصل وربما تلميح ان التدخل سيتأخر لحين وصوله لمرحلة لا تريدها الادارة الامريكية.