سياسيون لـ Jo24: ما يجري في العراق ثورة شعبية
منار حافظ - تتسارع الأحداث في العراق لتعيد ترتيب نفسها من جديد على محافظات ومدن الدولة، بعد سنوات من الإنفلات الأمني أعقبت الغزو الأمريكي للبلاد.
وتقف الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي مذهولة أمام هذه التغيرات المفاجئة بعد أن فقدت السيطرة على عدد من المدن ذات الأغلبية السنية.
وكما جرت عليه العادة لدى الأنظمة العربية فإن الرد يكون عنيفا يودي بحياة الكثير من المدنيين عندما يتعلق الأمر بكرسي الحكم وتصبح التنظيمات الإرهابية هي الشماعة التي يعلقون عليها مبرراتهم في قتل آمال الشعب المتعطش للحرية، الأمر الذي تؤيده العديد من وجهات النظر السياسية.
ورغم أن السياسيين في الغالب الأعم يرفضون الحديث عن القضية العراقية من منطلق طائفي، إلا أنهم يرون فيما يجري واقعا فرضه الغزو الأمريكي والتدخل الإيراني أدى لإقصاء أهل السنة.
ويؤكد سياسيون أردنيون في حديثهم لـ Jo24 بأن العراق تشهد ثورة شعبية نتيجة الإحتقان والظلم الذي تعرض له المواطنون من حكم ديكتاتوري فرض عليهم.
يقول المحلل السياسي د. لبيب قمحاوي: "أن الحالة في العراق معقدة، إلا أن العامل السياسي الذي أدى إلى كل ذلك هو إقصاء المالكي لسنة العراق."
ولفت قمحاوي إلى أنه ضد التسميات الطائفية لكن سنة العراق يعانون من الظلم الواقع عليهم، مبينا أن المالكي دكتاتور جديد وعميل إيراني من الطراز الأول مما دفع بالكثير من شيعة العراق للإبتعاد عنه.
وأشار قمحاوي خلال حديثه لـ Jo24 إلى أن ما يحصل هو نمو تحالف من عدة فرقاء جمعهم العداء للمالكي ليترجم ذلك على الأرض، ويصبح الأمر عملية شعبية بالدرجة الأولى لإعادة التوازن في العراق.
وبين بأن هناك احتمال من اثنين إما إقصاء المالكي وإعادة اللحمة إلى المجتمع العراقي، أو تقسيم العراق.
ويوافقه الرأي القيادي الإسلامي سالم الفلاحات الذي بنى وجهة نظره الإستنتاجية بحسب رسائل وصلته من أبناء الموصل أكدوا فيها بأن ما يجري هو نتجية معاناة أهل السنة من حكومة المالكي التي أبلغتهم حد الإنفجار، وليس متعلقا بعمل تنظيمات إرهابية مستدلين بذلك على سماحهم لعناصر الجيش العراقي بالهرب في حال رغبتهم، وهو ما لاتقبله التنظيمات المتشددة.
ويرى أبناء الثورة العراقية بحسب ما نقله الفلاحات على لسانهم بأن تعليق ما يجري على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" غير صحيح ويهدف إلى تحويل الثورة لجهة غير مرغوبة دوليا حتى يسهل قمعها.
ويعلق الفلاحات بالقول: "ما يجري خطير وحساس ودقيق ولا نستطيع معرفة الحقيقة الكاملة وهناك إمكانية لأن يكون الواقع هو تحرك شعبي رفضا للظلم".
ويتابع : " من المعروف عن تنظيم القاعدة تبنيه لعمليات لا يقوم بها، و "داعش" تتلقى دعما دوليا وعربيا لتشويه صورة التحرر الذاتي للشعوب بحيث أصبح ذلك سياسة راسخة ومؤامرة مدبرة عالميا لتخويف الشعوب وإجبارها للصمت على الدكتاتورية أو القبول بحكم التنظيمات المتشددة".
ويشير الفلاحات إلى أنه ورغم عدم إيمانه بالطائفية إلى أن إقصاء السنة في العراق والتفريق بين السنة والشيعة حقيقة تغذيها أطراف مختلفة، مؤكدا بأن الأمور ستتكشف خلال الأيام القادمة خاصة بعد هرب العديد من عناصر الجيش العراقي كونهم أتوا بالإكراه وسيذهبون حين تلوح لهم الفرصة.
السياسية الأردنية والنائب الأسبق توجان فيصل تعتقد بأن "داعش" كالكيماوي بعد السرطان اضطر عليه أهل العراق للتخلص من ظلم المالكي.
وتلفت فيصل إلى أن حجم داعش والأسلحة التي تمتلكها من الإستحالة أن تمكنها من احتلال محافظتين في ظرف 24 ساعة، مما يعني أن ما يجري هو ثورة شعبية لأبناء العشائر.
وأكدت بأن حكم المالكي الطائفي وجيشه الأشبه بالمليشيات وحصاره للأنبار والمجازر التي ارتكبها ضد أهل الفلوجة والسلب والنهب كلها كانت عامل ضغط لانفجار ثورة ضده.
وتعتقد توجان أن مكونات المجتمع العراقي كلها ترفض سياسة المالكي باعتباره أسوأ الأنظمة العربية وأكثرها ديكاتورية، وما يدور حاليا هو اجتماع للعشائر السنية مع كل من يعادي المالكي ويرغب بدولة مدنية.
وختمت بقولها: " الثورة الشعبية في العراق تسمى سنية وذلك لأن المالكي اختار استعداءهم بطريقة طائفية، وذلك دفع تنظيم "داعش" لاستغلال الفرصة وأدى إلى هلع بين صفوف المدنيين وعناصر جيش المالكي خوفا من البطش وتسبب بموجة الهروب الجماعية".
وتشير المعلومات ذات المصادر العراقية إلى أن نسبة المقاتلين ضد نظام المالكي من تنظيم "داعش" هي فقط 5%، حيث يحضرالمجلس العسكري للبعثيين السابقين بقوة وكان له وللفصائل الأخرى التابعة للعشائر والمجالس العسكرية المشكلة حديثا الدور الأكبر في السيطرة على عدد من المدن العراقية، وما يحدث في العراق هو رد فعل على ما تعرض له السنة من اضطهاد.
ويعقب الباحث السياسي خالد وليد محمود بالقول:" ما يحدث في العراق ليس مؤامرة (إيرانية – عراقية) كما يشيع البعض، وللعشائريين والعسكريين القدامى الدور الأبرز كون المنطقة مهيأة لهذه الأحداث".
وأكد محمود بأن ما يجري في العراق هو رد فعل على ما تعرض له السنة خلال الأعوام الماضية من إقصاء، وجد "داعش" لنفسه حاضنة فيه.
وفي حين ينظر رؤساء العالم على أن ما يحدث في العراق هو خطر يهدد استقرار المنطقة، فإن العراقيين يرون ظلم وديكتاتورية حكومة المالكي أشد خطرا على حياتهم وحريتهم.