لماذا استدرج المالكي داعش ورجالها؟!
ماهر أبو طير
جو 24 : كلها تحليلات تعاكس بعضها البعض،فالذين كانوا يقولون ان داعش من صناعة ايران ومحورها عادوا ليحللون لنا اخطار داعش على بغداد الرسمية، والانقلاب من تحليل الى تحليل، مدرسة تعتمد على ان القارئ او المستمع سرعان ما ينسى الفكرة الاولى.
لا نريد ان نقع في ذات الخطأ، لكننا نقول ان السيناريو الارجح وراء كل ما يجري يتعلق بالمخاطر التي يواجهها المالكي،وهو الذي استدرج داعش،الى سيناريو في غاية الذكاء،الى هذا المشهد،لكونه يحقق عدة غايات معا له ولمحوره.
علينا ان نتذكر معلومة واحدة فقط،فالجيش العراقي ترك معداته واسلحته وفتح البوابات عمليا لانتصارات داعش،وهذا نصر مزيف لداعش، لان فيه استدراجا،ولم يأت نتيجة عمليات عسكرية، كما يطبل كثيرون، يتسمون بالسطحية.
كل الكلام عن «مقاتلي النظام السابق» ،ومن معهم من داعش وعشائر، كلام يعبر عن استعجال، واعادة بيع للوهم على العراقيين والعرب.
عودة الى قصتنا فالارجح ان المالكي فتح البوابات عامدا بترتيب امني وعسكري لداعش ومن معها، لعدة اسباب،واول الاسباب اعادة توحيد المعسكر العراقي الشيعي الى جانبه وهو معسكر يشهد تشظيات، ورؤية داعش، ستزيل كل خصومات المالكي، وتوحد المعسكر الشيعي معه، بما يصب لصالح رئاسته لمرة ثالثة.
هو ايضا يثير رعب الاكراد الذين يفكرون تارة بالانفصال، ويقاومون عودة المالكي رئيسا، واذا يدخل الدواعش الى الموصل ويقتربون من بغداد، ويدخلون بعض كركوك، واغلبها معاقل كردية،فهو هنا يعيد انتاج الخطر، ويوحد الاكراد معه ضد داعش، ويخفض فعليا قدرة الاكراد على معاداته، فليس الاوان اوان معاداة له،وهذا يفسر رؤيتنا لاحقا للاكراد يقاتلون مع الشرطة العراقية ضد الدواعش.
ثالث الاهداف استدعاء موقف عالمي لصالح بغداد الرسمية، ضد السنة عموما، وضد التطرف والارهاب، وهو استدعاء يصب اقليميا لصالح دمشق الرسمية في معركتها ضد داعش وجبهة النصرة، وغيرها من تنظيمات، ويراد ان يقال للعالم ان بديل المعسكر السياسي الممتد من ايران الى دمشق مرورا ببغداد، تنظيمات من طراز داعش.
بقية مقال ماهر ابو طير
المنشور على الصفحة الاخيرة
من الاهداف المهمة توحيد المرجعيات الدينية الشيعية مع المالكي،وهاهو السيستاني يدعو للتطوع والنفير في الجيش العراقي ضد داعش،وارتداد الامر يمتد الى موقف طهران،التي لا يمكن اليوم، الا ان تصب بكل قوتها لصالح المالكي، فداعش ليست بعيدة عن حدودها.
خامس الاهداف يتعلق بالعامل الاقليمي فالدول العربية المجاورة للعراق،وعلى الرغم من مداخلاتها السرية في غرب العراق، للاطاحة بالمالكي، ستقف مذعورة اليوم، فهي تعرف ان امداد سنة العراق غربا بالدعم للتمرد على بغداد المركزية يلتقي في التوقيت مع اطلالة داعش المتشددة والسنية، وهذا يعني اعادة خلط للاوراق بذكاء حاد.
المالكي يريد ان يقول هنا:حسنا تلعبون معي في غرب العراق،اليكم داعش ورجالها من حولكم وحواليكم،وهذا سيؤدي في المحصلة الى خفض او رفع الدعم الاقليمي للتمرد في غرب العراق،ويقول ايضا انكم امددتم داعش في سورية بالسلاح والمال، وهاهي تعود اليكم!.
هذه مجرد وجهة نظر،قد تصح ولا تصح،والايام ستثبتها او تثبت عكسها، وبدلا من الانشغال بسر نشأة داعش،علينا ان نتذكر انها في كل الاحوال، مصنوعة او غير مصنوعة، فقد تم استدراجها الى المشهد العراقي لغايات داخلية، كما تم توظيفها في المشهد السوري، والغاية النهائية توظيفها في كل الاقليم، لغايات متعددة.
لا يمكن ان نصدق ان الجيش العراقي المبني على اساس مذهبي، يقوم برمي سلاحه ومعداته ويهرب مسلما الموصل وما حولها، فالقصة كلها مرتبة، لغايات محسوبة بدقة.
كل ما يؤلمك في النهاية امر واحد فقط، البشر الذين يموتون كل يوم، ويذهبون فرقا في الحسابات، قتلى وجرحى ومشردين،من العراق الى سورية،مرورا بكل مكان.
البشر لا قيمة لهم، مجرد حطب في موقد الصراعات، والكل يدفع الثمن، من العراقي في الجيش الذي يظن ان حربه ضد داعش تدخله الجنة، وصولا الى الداعشي الذي يظن ان بقتله للعراقي الشيعي يدخل الجنة ايضا.
أمة بأكملها تنتحر، يوميا، ويسيل دمها،والكل يظن انه يحجز مقعده في الجنة،نهاية المطاف،والخراب فوق رؤوس الجميع.
الدستور
لا نريد ان نقع في ذات الخطأ، لكننا نقول ان السيناريو الارجح وراء كل ما يجري يتعلق بالمخاطر التي يواجهها المالكي،وهو الذي استدرج داعش،الى سيناريو في غاية الذكاء،الى هذا المشهد،لكونه يحقق عدة غايات معا له ولمحوره.
علينا ان نتذكر معلومة واحدة فقط،فالجيش العراقي ترك معداته واسلحته وفتح البوابات عمليا لانتصارات داعش،وهذا نصر مزيف لداعش، لان فيه استدراجا،ولم يأت نتيجة عمليات عسكرية، كما يطبل كثيرون، يتسمون بالسطحية.
كل الكلام عن «مقاتلي النظام السابق» ،ومن معهم من داعش وعشائر، كلام يعبر عن استعجال، واعادة بيع للوهم على العراقيين والعرب.
عودة الى قصتنا فالارجح ان المالكي فتح البوابات عامدا بترتيب امني وعسكري لداعش ومن معها، لعدة اسباب،واول الاسباب اعادة توحيد المعسكر العراقي الشيعي الى جانبه وهو معسكر يشهد تشظيات، ورؤية داعش، ستزيل كل خصومات المالكي، وتوحد المعسكر الشيعي معه، بما يصب لصالح رئاسته لمرة ثالثة.
هو ايضا يثير رعب الاكراد الذين يفكرون تارة بالانفصال، ويقاومون عودة المالكي رئيسا، واذا يدخل الدواعش الى الموصل ويقتربون من بغداد، ويدخلون بعض كركوك، واغلبها معاقل كردية،فهو هنا يعيد انتاج الخطر، ويوحد الاكراد معه ضد داعش، ويخفض فعليا قدرة الاكراد على معاداته، فليس الاوان اوان معاداة له،وهذا يفسر رؤيتنا لاحقا للاكراد يقاتلون مع الشرطة العراقية ضد الدواعش.
ثالث الاهداف استدعاء موقف عالمي لصالح بغداد الرسمية، ضد السنة عموما، وضد التطرف والارهاب، وهو استدعاء يصب اقليميا لصالح دمشق الرسمية في معركتها ضد داعش وجبهة النصرة، وغيرها من تنظيمات، ويراد ان يقال للعالم ان بديل المعسكر السياسي الممتد من ايران الى دمشق مرورا ببغداد، تنظيمات من طراز داعش.
بقية مقال ماهر ابو طير
المنشور على الصفحة الاخيرة
من الاهداف المهمة توحيد المرجعيات الدينية الشيعية مع المالكي،وهاهو السيستاني يدعو للتطوع والنفير في الجيش العراقي ضد داعش،وارتداد الامر يمتد الى موقف طهران،التي لا يمكن اليوم، الا ان تصب بكل قوتها لصالح المالكي، فداعش ليست بعيدة عن حدودها.
خامس الاهداف يتعلق بالعامل الاقليمي فالدول العربية المجاورة للعراق،وعلى الرغم من مداخلاتها السرية في غرب العراق، للاطاحة بالمالكي، ستقف مذعورة اليوم، فهي تعرف ان امداد سنة العراق غربا بالدعم للتمرد على بغداد المركزية يلتقي في التوقيت مع اطلالة داعش المتشددة والسنية، وهذا يعني اعادة خلط للاوراق بذكاء حاد.
المالكي يريد ان يقول هنا:حسنا تلعبون معي في غرب العراق،اليكم داعش ورجالها من حولكم وحواليكم،وهذا سيؤدي في المحصلة الى خفض او رفع الدعم الاقليمي للتمرد في غرب العراق،ويقول ايضا انكم امددتم داعش في سورية بالسلاح والمال، وهاهي تعود اليكم!.
هذه مجرد وجهة نظر،قد تصح ولا تصح،والايام ستثبتها او تثبت عكسها، وبدلا من الانشغال بسر نشأة داعش،علينا ان نتذكر انها في كل الاحوال، مصنوعة او غير مصنوعة، فقد تم استدراجها الى المشهد العراقي لغايات داخلية، كما تم توظيفها في المشهد السوري، والغاية النهائية توظيفها في كل الاقليم، لغايات متعددة.
لا يمكن ان نصدق ان الجيش العراقي المبني على اساس مذهبي، يقوم برمي سلاحه ومعداته ويهرب مسلما الموصل وما حولها، فالقصة كلها مرتبة، لغايات محسوبة بدقة.
كل ما يؤلمك في النهاية امر واحد فقط، البشر الذين يموتون كل يوم، ويذهبون فرقا في الحسابات، قتلى وجرحى ومشردين،من العراق الى سورية،مرورا بكل مكان.
البشر لا قيمة لهم، مجرد حطب في موقد الصراعات، والكل يدفع الثمن، من العراقي في الجيش الذي يظن ان حربه ضد داعش تدخله الجنة، وصولا الى الداعشي الذي يظن ان بقتله للعراقي الشيعي يدخل الجنة ايضا.
أمة بأكملها تنتحر، يوميا، ويسيل دمها،والكل يظن انه يحجز مقعده في الجنة،نهاية المطاف،والخراب فوق رؤوس الجميع.
الدستور