مهرجان جرش.. الواقع!
جو 24 : ثلاثة أيام قبل انطلاق فعاليات مهرجان جرش "الثقافي"، تواصل خلالها اللجنة العليا للمهرجان استعراض ما تعتقد انها ايجابيات وحقائق يغيبها معشر الاعلاميين عن الجماهير.
وبعد اطلالات اعلامية عديدة لرئيس اللجنة عقل بلتاجي، ومدير عام المهرجان محمد أبو سماقة، أشاروا خلالها إلى ذنب عظيم يبدو الاعلام قد ارتكبه بحق المهرجان الذي تم تصويره على انه "غنائي" وليس "ثقافي"، أطلّ علينا اليوم أحد أعضاء اللجنة العليا لتحميل الاعلام ذلك الذنب، قائلا بأن "تغييب بعض وسائل الإعلام وتركيزها على فعاليات المسرح الجنوبي أعطى انطباعا مغايرا لما تمثله الفعاليات الجرشية من حضور بمنتجاتها"، كما أشار اخر الى ان الناس يقرأون المهرجان بصورة خاطئة ويعتقدون انه غنائي رغم ان نسبة الفعاليات الغنائية لا تشكل أكثر من 2% من مجموع فعاليات المهرجان.
ويبدو صاحبنا بذلك يطلب من وسائل الاعلام تزييف الواقع والحقائق الدالة على ان المهرجان "غنائي" بالدرجة الأولى؛ كما تشير تصرفات اللجنة العليا نفسها والتي تجتهد بترويج الفعاليات الغنائية على ما سواها. وباطلالة سريعة على الموقع الالكتروني الرسمي للمهرجان، يلحظ الزائر ان صور نجوم الغناء العرب والمحليين يتصدرون مشهد الصفحة الافتتاحية لبرنامج المهرجان -كما في الصورة- في حين باقي الفعاليات الثقافية موجودة في الصفحات الداخلية فقط، وأما اليوم الذي تصدرته صورة فعالية فرقة فلكلورية فكان بسبب عدم وجود فعاليات غنائية كما باقي الأيام.
كان الأولى برئيس اللجنة العليا وعضوها ومدير المهرجان ان يغيّروا واقع المهرجان ويفعّلوا المرجوّ منه حقا، وليس الطلب من وسائل الاعلام ان تغيّر تلك الصورة الحقيقية،وليتأكدوا بأن تغييرهم للواقع كفيل بتغيير الصورة..
الحقيقة ان مثل هذه المشاهد لم تعد مستغربة، بل ان المستغرب أصبح عدم تحميل المسؤولين فشلهم لوسائل الإعلام! نعم فوسائل الاعلام بنظر رئيس هيئة مكافحة الفساد احدى أسباب تراجع الأردن على مؤشر مدركات الفساد، وصورة مجلس النواب "المشوّهة" سببها وسائل الإعلام وليس المشاجرات والمناوشات المعتادة تحت القبة، والاحتجاجات التي تنقلها وسائل الاعلام -وتُجلد لأجلها- سببها الصحفيون أنفسهم وليست السياسات الرسمية التي أفقرت الأردن والأردنيين، ولمَ لا يكون بائع الفوسفات أو شركة أمنية أو سبب خسائر الملكية الأردنية هي وسائل الإعلام التي لا تتستر على تلك الملفات؟!
وبعد اطلالات اعلامية عديدة لرئيس اللجنة عقل بلتاجي، ومدير عام المهرجان محمد أبو سماقة، أشاروا خلالها إلى ذنب عظيم يبدو الاعلام قد ارتكبه بحق المهرجان الذي تم تصويره على انه "غنائي" وليس "ثقافي"، أطلّ علينا اليوم أحد أعضاء اللجنة العليا لتحميل الاعلام ذلك الذنب، قائلا بأن "تغييب بعض وسائل الإعلام وتركيزها على فعاليات المسرح الجنوبي أعطى انطباعا مغايرا لما تمثله الفعاليات الجرشية من حضور بمنتجاتها"، كما أشار اخر الى ان الناس يقرأون المهرجان بصورة خاطئة ويعتقدون انه غنائي رغم ان نسبة الفعاليات الغنائية لا تشكل أكثر من 2% من مجموع فعاليات المهرجان.
ويبدو صاحبنا بذلك يطلب من وسائل الاعلام تزييف الواقع والحقائق الدالة على ان المهرجان "غنائي" بالدرجة الأولى؛ كما تشير تصرفات اللجنة العليا نفسها والتي تجتهد بترويج الفعاليات الغنائية على ما سواها. وباطلالة سريعة على الموقع الالكتروني الرسمي للمهرجان، يلحظ الزائر ان صور نجوم الغناء العرب والمحليين يتصدرون مشهد الصفحة الافتتاحية لبرنامج المهرجان -كما في الصورة- في حين باقي الفعاليات الثقافية موجودة في الصفحات الداخلية فقط، وأما اليوم الذي تصدرته صورة فعالية فرقة فلكلورية فكان بسبب عدم وجود فعاليات غنائية كما باقي الأيام.
كان الأولى برئيس اللجنة العليا وعضوها ومدير المهرجان ان يغيّروا واقع المهرجان ويفعّلوا المرجوّ منه حقا، وليس الطلب من وسائل الاعلام ان تغيّر تلك الصورة الحقيقية،وليتأكدوا بأن تغييرهم للواقع كفيل بتغيير الصورة..
الحقيقة ان مثل هذه المشاهد لم تعد مستغربة، بل ان المستغرب أصبح عدم تحميل المسؤولين فشلهم لوسائل الإعلام! نعم فوسائل الاعلام بنظر رئيس هيئة مكافحة الفساد احدى أسباب تراجع الأردن على مؤشر مدركات الفساد، وصورة مجلس النواب "المشوّهة" سببها وسائل الإعلام وليس المشاجرات والمناوشات المعتادة تحت القبة، والاحتجاجات التي تنقلها وسائل الاعلام -وتُجلد لأجلها- سببها الصحفيون أنفسهم وليست السياسات الرسمية التي أفقرت الأردن والأردنيين، ولمَ لا يكون بائع الفوسفات أو شركة أمنية أو سبب خسائر الملكية الأردنية هي وسائل الإعلام التي لا تتستر على تلك الملفات؟!