نقابة للاساتذة الجامعيين
"كلمة حق يراد بها باطل" هكذا علّق رئيس الجامعة الأردنية الدكتور اخليف الطراونة عندما سئل عن فكرة تأسيس نقابة لأساتذة الجامعات. فبالنسبة للدكتور الطروانة لا حاجة لاستحداث اجسام جديدة.
طبعا لم تكن اجابة رئيس الجامعة مفاجئة، فنحن جميعا نعرف ان تعيين رؤساء الجامعات الرسمية يأتي نتيجة لتوافقات بين مراكز القوى وليس لها علاقة بكفاءة الرئيس ومؤهلاته وإنما لاعتبارات معنية أهمها درجة امتثال الرئيس للرأي الرسمي في كافة القضايا.
وبهذه الاجابة يخفق رئيس الجامعة الدكتور اخليف الطراونة في فهم دوافع ومبررات المطالبة بنقابة للاساتذة الجامعيين فهو لم يسبق ان تعرض لمعاملة سيئة وتمييزية من قبل مدارئه ومسؤوليه ودليل ذلك تطوره ونموه الوظيفي المتسارع. يا سعادة الدكتور اخليف هناك أساتذة كثر من اعضاء هيئة التدريس (وبخاصة من اصحاب الكفاءات الحقيقية الذي يستهدفون لمواقفهم السياسية واصرارهم على استقلالهم الاكاديمي) ترى أن البنى الادارية القائمة غير قادرة على حماية مصالحهم والدفاع عن حقوقهم المستباحة وأن رؤساء الجامعة إنما يمثلون مصالح ورؤى لا تستقيم مع مصالحهم، وهناك اساتذة جامعيون (بعضهم تم تطفيشه) عانى الامرين من تعسف وعرفية بعض رؤساء الجامعات الذين يدينون لتعيينهم لمراكز قوى لها اجندات خاصة في الجامعات الاردنية.
رأينا كيف تمكن اتحاد الاكاديميين البريطانيين من فرض موقف سياسي مؤثر بعد اعلانهم مقاطعة الجامعات الاسرائيلية، ورأينا كيف يقوم اتحاد الاكاديميين بتنظيم شؤون المهنة ولا تترك لنزوات رؤساء ومجالس عمداء معينين. اما في جامعاتنا الرسمية، فمجلس العمداء يعين ويتحكم الرئيس بمن يدخل المجلس ومن يخرج منه الا في حالات معينة عندما يفرض بعض الاساتذه عمداء على الرئيس، لكن الاهم من كل ذلك شاهدنا كيف يتحول مجلس العمداء في اكثر من جامعة رسمية الى مكان لمكافأة البعض في ترقيات لا يستحقونها وفي الوقت ذاته يحرم من الترقية من هم أكثر كفاءة. ورأينا حالات عديدة يلجأ فيها اصحاب الحق للمحاكم وعادة ما تخسر الجامعة كل قضاياها في محكمة العدل العليا التي تستهدف المبدعين.
نقول لرئيس الجامعة، ان اقامة نقابة للأكاديميين الاردنيين هو حق وسيحصلون عليه، وعليك أن تتذكر أن كل الذي سبقوك ووقفوا بوجه الاكاديميين ورفضوا تبني مطالبهم العادلة ذهبوا ولا يذكرهم احد، فلا تكن واحدا من هؤلاء ...