"سرايا عابدين".. أخطاء تاريخية تفقد بريق حقبة مميزة
ملاك العكور - في كل موسم رمضاني جديد، تشعل بعض المسلسلات المعروضة خلال الشهر الفضيل جدلاً واسعاً، يعرضها للكثير من الانتقادات والتعليقات على مضمونها، خاصة عندما تحتوي على مشاهد وألفاظ قد يراها البعض لا تتلاءم و حرمة الشهر الكريم.
فقد أشعلت الحلقات الست من مسلسل"سرايا عابدين" انتقاداً كبيراً من قبل المشاهدين الذين أكدوا تسلل تأثير أحداث المسلسل التركي "حريم السلطان" إليه، رغم نفي القائمين عليه استنساخهم للمسلسل التركي.
المسلسل "سرايا عابدين" يحاكي حياة الخديوي إسماعيل وحياته الإجتماعية بعد تسلمه العرش، يُعتبَر المسلسل أضخم دراما تاريخية عربية بكلفة إجمالية بلغت 20 مليون دولار أميركي، شارك فيه أكثر من 250 فناناً عربياً وعلى الرغم من الأزياء الراقية، و الديكورات الفخمة، والموسيقى التي أضفت رونقاً ملوكياً إلا أن تلك المحاولات التي قدمها فريق العمل لشد انتباه المشاهدين لم تنجح، فرتابة الأحداث و عدم تطورها و انحصارها بزواج الخديوي ونساءه أفقدت المتابع متعة المشاهدة، إضافة إلى وجود بعض الأخطاء التاريخية التي لاحظها تاريخيون و مشاهدون عاديون أولها ورود شعار المملكة المصرية (أول دولة مصرية حديثة) في بداية الحلقة الثانية التي تدور أحداثها عام 1860، في حين أنّ التاريخ يقول إنّ هذا الشعار صمِّم عام 1922. كذلك، في الحلقة الثانية شهدت عزف "فالس الدانوب الأزرق" الذي خرج إلى النور عام 1867 أي بعد سبع سنوات من الأحداث التي يراها المشاهد على الشاشة.و ساعة الكوارتز التي لم تخترع إلا عام 1927، لكنها ظهرت في المسلسل.
ولم يكن إسماعيل خلال الاحتفال بعيد ميلاده الثلاثين عام 1860 قد حصل على لقب خديوي، وكان لا يزال والي، حيث حصل على لقب خديوي عام 1866-1867، وعندما حصل على اللقب بعد سبع سنوات كان يقال عنه "عظمة الخديوي" أو "جناب الخديوي" وليس "جلالة الخديوي" لأن لقب "جلالة" مرتبط بالمملكة المصرية وظهر بعد عام 1922.
الأمير فؤاد الذي أصبح فيما بعد الملك فؤاد الأول مولود عام 1868، لكنه يظهر في المسلسل قبل تاريخ ميلاده بثماني سنوات.
بدأت أحداث المسلسل بتجهيز القصر لعيد ميلاد الخديوي إسماعيل الثلاثين بقصر عابدين، وهو ما يعنى أن هذا الاحتفال كان فى عام 1860، أى قبل إنشاء قصر عابدين الذى اكتمل بناؤه فى عام 1872، وأصبح مركزا للحكم .
كما انتقد المشاهدون بعض مشاهد الجرأة التي قللت جداً من قيمة المسلسل التاريخية، فقد عرف عن القصور العثمانية عدم اختلاط الرجال بالنساء إلا قليلاً.