تقرير: "الكورونا" بين غياب الوعي وتقصير الحكومة.. لا وقاية ولا علاج
جو 24 : تقرير: رقية القلاب
يستذكر أحد المتعافين من فيروس الكورونا معاناته الأليمة مع المرض الذي أودى بحياة نحو 55% من اجمالي الأردنيين المصابين به، بسرد بدايات اكتشاف اصابته بالفيروس، حيث دفعه التعب الجسدي وارتفاع درجة حرارته والالتهاب الرئوي والاسهال لمراجعة طبيب رفض تشخيص الحالة بشكل نهائي إلا بعد اخضاع المريض لفحص خاص.. كان فحص الكورونا..
ويتابع الشاب الذي رفض الكشف عن اسمه، "بعد اجراء الفحص تبين للطبيب اني مصاب بالكورونا.. وتم التعامل معي بطريقة لم أعهدها، حيث نقلت إلى مستشفى حكومي خضعت فيه للعزل والحجر الصحي لمدة عشرة أيام.. لم أكن أرى فيها شخصا غير الكادر الطبي والتمريضي الحذر فقط، إلى ان تماثلت للشفاء، حيث استمر التعامل الخاص وتم اخضاعي لثلاثة فحوصات خاصة أكدت اني لم أعد حاملا للفيروس.."
"لم يقتصر الأمر على ذلك الحد، فقد أجبرت وزارة الصحة عائلتي على اجراءات وقائية أخرى، حيث خضعت العائلة لحجر صحي استمر 14 يوما، تم منعهم فيها من الاختلاط أو الخروج من المنزل حتى انتهت فترة الحضانة المفترضة" يقول الشاب.
ويختتم الشاب المتعافي حديثه عن معاناته مع فيروس الكورونا بـالقول: " في الحقيقة كان الحظ حليفي لتواجد المناعة الكافية لدي لمواجهة هذا الفيروس هذا ما قاله الطبيب المشرف على حالتي والذي حذرني من سلوكيات يجب علي الامتناع عنها عند التعامل مع اﻵخرين -مهما كانت قوة علاقتنا التي تربطنا- وبخاصة السلام بالمصافحة والتقبيل والإبتعاد عن المجاملة التي تسهم بنقل الفيروس".
بينما تؤكد وزارة الصحة الأردنية انها اتخذت الإجراءات الكافية للحد من إنتشار فيروس "الكورونا"، يشكك مواطنون وباحثون أكاديميون بقدرة الحكومة على التصدي والقضاء على هذا الفيروس أوالحد من انتشاره، بخاصة وان عدد الاصابات به بلغ نحو (830) إصابة في مختلف دول العالم، تركزت معظمها في مناطق الشرق الأوسط والمملكة العربية السعودية.
واكتسبت أخبار الفيروس أهمية في وسائل الإعلام نظرا لارتفاع نسبة الوفاة به؛ فقد كشف تقرير منظمة الصحة العالمية ان 315 شخصا من أصل 830 مصابا قد ماتوا نتيجة اصابتهم بالمرض، وهو ما شكّل كابوسا لدى أي شخص يصاب به أو يشتبه باصابته بالفيروس.
وبناء على الحالة السابقة وما شابهها، والاحصائيات الدالة على ارتفاع نسبة الوفاة بالفيروس مقارنة بالنسب العالمية، يجزم كثير من المختصين والأكاديميين ان اجراءات وزارة الصحة في مواجهة كورونا ما زالت غير كافية؛ حيث انها تقتصر على اجراءات علاجية غير متطورة وتقديم النصح والارشاد فقط، متسائلين عن الإجراءات الصحية المتبعة لفحص اللاجئين السوريين الذين يدخلون اراضي المملكة مثلا، وعن فحص المعتمرين الاردنيين العائدين من الديار المقدسة الى ارض الوطن..؟!
اللاجئ السوري المقيم في مخيم الزعتري منذ نحو عامين، وائل، أكد أنه لم ير إجراءات طبية وصحية إحترازية، منذ دخولة المخيم، بإستثناء مطعوم واحد تم إعطاؤه إياه في بداية دخولة ضمن حملة اعطاء المطاعيم للاجئين السوريين في المملكة.
فيما يجزم احد موظفي مطار الملكة علياء, عدم وجود اي تجهيزات في المطار بخصوص فيروس الكورونا، مشيراً إلى أنه لم يلحظ اي اجراءات يخضع لها القادمون للمملكة من السياح او المعتمرين, بعكس ما كان المطار يشهده سابقا من اجراءات مسبقة لمواجهة فيروس انفلونزا الطيور "H5N1"، حيث تم وضع جهاز يعمل على مسح الخريطة الحرارية للاشخاص القادمين للمملكة, ويتابع: "رغم ان الجهاز لم يستخدم بجدية إلا لأيام معدودة، لكن كانت اشارة على الاهتمام بمنع دخول الفيروس للأردن". وبحسب قوله فإن "العيادة الطبية للمطار لا تحتوي على الاجهزة الطبية اللازمة، حيث أنها عاجزة عن معالجة الرضوض والكسور التي يتعرض لها عمال المطار أنفسهم".
وفي هذا الصدد يقول مدير ادارة الرعاية الصحية الاولية في وزارة الصحة د. بشير القصير، ان مرض الكورونا هو أحد امراض "السارس" الصدرية، متلازمة الامراض التنفسية الشديدة ،وينتمي الى عائلة الفيروسات التاجية وليس ميكروبا، واطلق عليه بـ "الكورونا" لأن شكله كـ "التاج.
وبين د. القصير ان اول اصابة بالفيروس في العالم كانت في الاردن عام 2012 بين الكوادر الطبية في احدى المستشفيات في الزرقاء، مشيراً إلى أنه لم يتم اكتشاف اي لقاح لهذا الفيروس بالذات، ولا يوجد اي علاج نوعي مهم، وبالتالي العلاجات التي تعطى هي مضادات حيوية من اجل عدم حدوث مضاعفات ميكروبية على الالتهاب الفيروسي للجهاز التنفسي عند المريض وتعطى ايضاً معالجات عرضية للحالة، وهي معالجات لاعراض المرض مثل (السعال وسيلان الانف والم الحلق وارتفاع درجات الحرارة).
ويؤكد د. القصير عدم وجود أي مطعوم أو علاج للفيروس حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس معدي وسريع الانتقال من إنسان الى آخر، "حتى ان الاصابات التي حصلت في المملكة كانت معظمها بين الكوادر الطبية".
وحول الاجراءات المتبعة لمعالجة حالة الاصابة بالكورونا ، يقول د. القصير انه يتم رصد الحالات وتشخيصها وعزلها حتى لا تنتقل العدوى ، كما يتم اتباع وسائل ضبط العدوى داخل المستشفى، حيث يتم التركيز على المعتمرين من خلال توجيه الندوات وتوزيع بروشورات عليهم ، مؤكدا في ذات السياق على عدم اخضاعهم لأية فحوصات عند رجوعهم الى المملكة.
وعن آخر احصائيات الاصابة بالمرض في المملكة، بين الدكتور القصير انه تم تسجيل (11) حالة منذ عام 2012 ، حتى الآن توفي منها ( 6 )، حيث تم اجراء ما لا يقل عن (1600) عينة في التحري عن وجود الفيروسات كان مشتبه بأنها حاملة للفيروس لم تظهر ايجابية ، إلا ( 11) عينة، والبقية كانت سلبية.
وحول الترتيب التاريخي للاصابات في المملكة، بين ان اول حالة ظهرت في الزرقاء عام 2012 وكان وقتها يتواجد (3 ) مستشفيات مسؤولة عن هذا المرض في الوسط والشمال والجنوب، ولم تظهر سوى حالتين في 2012، ولم تظهر اية حالة في عام 2013، وفي عام 2014، بدأت ظهور حالات ، اثر مراجعة شخصين من السعودية في مستشفى خاص في الزرقاء، مشيراً إلى أنه أنه يوجد هناك ( 830 ) حالة عالميا منها (600 ) في المملكة العربية السعودية ،واعداد الوفيات عالميا وصل تقريبا الى (315) حالة . و قال الدكتور القصير أنه لا يتم للاجئين السوريين اجراء آي فحوصات حول فيروس الكورونا ، إلا في حالة ظهور اعراض الفيروس على احدهم .
غير أن مدير مديرية شؤون اللاجئين السوريين العميد وضاح الحمود، أكد انه يتم استقبال اللاجئين من قبل القوات المسلحة، ويجرى لهم مسح طبي وصحي شامل، وفي حالة بروز أي مرض معدي مع احدهم يتم عزله صحياً عن باقي اللاجئين في المخيم، ويتم التعامل معه من قبل وزارة الصحة والموظفين المعنيين، لإعطائه المطاعيم بمشاركة الصليب الاحمر الدولي ومنظمة الهجرة الدولية ومنظمة صحية محلية تسمى مركز العون الصحي الاردني.
وحذر مدير صحة المفرق د. ضيف الله الحسبان في الوقت الحالي الذي يشهد متابعة جماهيرية لمنازلات كأس العالم، وبخاصة في المقاهي التي تعج بالشباب المتابعين للمنازلات الكروية، إذ أن وبحسب قوله " أن مساحة المقهى لاتتجاوز سعتها (30 ) شخصاً، وبالواقع فإن عدد المشاهدين يرنو إلى (100 ) شخص، ما يؤدي إلى خطورة في انتشار الأمراض وبخاصة المعدية ومنها مرض الكورونا الذي بات يسبب قلقاً لكافة الجهات.
ويؤكد أمام أحد المساجد، طارق معتصم الصباغ، على ضرورة توعية المواطنين حول أهمية المرض والطرق الكفيلة للوقاية منه ، وذلك عن طريق تناول هكذا مواضيع في الخطب والدروس الدينية ، وبخاصة أننا نعيش أياما مباركة من شهر رمضان، الذي يكثر فيه المصلون.
وفي الوقت الذي يقرّ به بعدم وجود علاجات لهذا الفيروس لغاية الآن، يشدد المدرس الجامعي د. ابراهيم المومني على ضرورة ان تركز الحكومة على طرق الوقاية، وفرض رقابة على لحوم الجمال المخصصة للأكل، منوهاً الى ان آخر دراسة بينت ان 47% من الجمال بالسعوديه مصابة بهذا المرض، كما ان الحكومة لم تتطرق لاي تدابير وقائية أخرى كاستخدام الكمامات وحث المواطنين على ذلك كون ان هذا المرض ينتقل من خلال التنفس.
ويؤكد المدرس الجامعي د. اياد مغايرة أنه لم يشعر بأن الحكومة أخذت تدابير كافية للوقاية من هذا الفيروس، مشيراً إلى أنه كان يجب وضع وحدة فحص على كل معبر حدودي مع السعودية تحديداً.
ولم تجد المدرسة الجامعية د. خلود القلاب آي اجراء احترازي وقائي حقيقي تم اتخاذه بشكل جدي من قبل الحكومة لمواجهة الفيروس والحد من انتشاره ، عدا عن الاعداد الهائلة التي تدخل الاردن سواء من اللاجئين السوريين او بعض الخليجيين لقضاء العطلة الصيفية في الاردن دون خضوعهم لأي فحوصات طبية حول هذا الفيروس الخطير، "ثمة غياب واضح تماماً للجانب التوعوي" أكدت القلاب.
ولم تر الموظفة ريم الداوود أي تدابير وقائية قامت بها وزارة الصحة للتصدي من انتشار الفيروس والحد من مخاوف إنتشاره، موجهة الإتهام إلى وسائل الإعلام التي لم يكن لها دور فاعل بالتوعية من مخاطر المرض واعراضه وطرق علاجه بحسب قولها.
وتصر الموظفة في القطاع العام فتحية النزال على أن الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها ليست كما يجب، مؤكدة أنه ثمة تقصير واضح من قبل الجهات الطبية والصحية، ما يعتبر اشارة على عدم اكتراث الحكومة بصحة المواطن، مطالبة في ذات السياق بالتزام الشفافية والإبتعاد عن سياسات التعتيم، والانتباه بشكل جدي إلى صحة المواطن بوضع القيمة التوعوية والوقائية للحفاظ على صحة المواطن كهدف رئيس.
ويشير الطالب الجامعي جلال خالد ، إلى وجود تعتيم إعلامي جراء إنعدام تصريح المسؤولين حول كيفية إتخاذ الإجراءات الوقائية والتدابير اللازمة للتقليل من مخاوف المواطنين، مؤكداً عدم رضاه عن تعامل المختصين والمسؤولين في مجال الطب والصحة مع هذا الفيروس. وقال "من حق المواطن أن يعلم بما يجري حول الفيروس وانتشاره، لأخذ الحيطة والحذر"، داعياً القطاع الطبي العام والخاص لاتخاذ الإجراءات الإحترازية والوقائية لحماية المرضى والمراجعين كزيادة نسبة التعقيم داخل اقسامها، وعزل المصابين في غرف علاجية خاصة ".
يذكر ان منظمة الصحة العالمية دعت في نشرتها الأخيرة، كافة العاملين بالقطاع الطبي والصحي في العالم لمواجهة هذا الفيروس واتخاذ كافة السبل والاجراءات الوقائية والعلاجية الكفيلة بالحد من انتشاره، بخاصة وان الفيروس امتاز بسهولة انتقاله من المريض إلى المحيطين به عبر طرق مختلفة.
يستذكر أحد المتعافين من فيروس الكورونا معاناته الأليمة مع المرض الذي أودى بحياة نحو 55% من اجمالي الأردنيين المصابين به، بسرد بدايات اكتشاف اصابته بالفيروس، حيث دفعه التعب الجسدي وارتفاع درجة حرارته والالتهاب الرئوي والاسهال لمراجعة طبيب رفض تشخيص الحالة بشكل نهائي إلا بعد اخضاع المريض لفحص خاص.. كان فحص الكورونا..
ويتابع الشاب الذي رفض الكشف عن اسمه، "بعد اجراء الفحص تبين للطبيب اني مصاب بالكورونا.. وتم التعامل معي بطريقة لم أعهدها، حيث نقلت إلى مستشفى حكومي خضعت فيه للعزل والحجر الصحي لمدة عشرة أيام.. لم أكن أرى فيها شخصا غير الكادر الطبي والتمريضي الحذر فقط، إلى ان تماثلت للشفاء، حيث استمر التعامل الخاص وتم اخضاعي لثلاثة فحوصات خاصة أكدت اني لم أعد حاملا للفيروس.."
"لم يقتصر الأمر على ذلك الحد، فقد أجبرت وزارة الصحة عائلتي على اجراءات وقائية أخرى، حيث خضعت العائلة لحجر صحي استمر 14 يوما، تم منعهم فيها من الاختلاط أو الخروج من المنزل حتى انتهت فترة الحضانة المفترضة" يقول الشاب.
ويختتم الشاب المتعافي حديثه عن معاناته مع فيروس الكورونا بـالقول: " في الحقيقة كان الحظ حليفي لتواجد المناعة الكافية لدي لمواجهة هذا الفيروس هذا ما قاله الطبيب المشرف على حالتي والذي حذرني من سلوكيات يجب علي الامتناع عنها عند التعامل مع اﻵخرين -مهما كانت قوة علاقتنا التي تربطنا- وبخاصة السلام بالمصافحة والتقبيل والإبتعاد عن المجاملة التي تسهم بنقل الفيروس".
بينما تؤكد وزارة الصحة الأردنية انها اتخذت الإجراءات الكافية للحد من إنتشار فيروس "الكورونا"، يشكك مواطنون وباحثون أكاديميون بقدرة الحكومة على التصدي والقضاء على هذا الفيروس أوالحد من انتشاره، بخاصة وان عدد الاصابات به بلغ نحو (830) إصابة في مختلف دول العالم، تركزت معظمها في مناطق الشرق الأوسط والمملكة العربية السعودية.
واكتسبت أخبار الفيروس أهمية في وسائل الإعلام نظرا لارتفاع نسبة الوفاة به؛ فقد كشف تقرير منظمة الصحة العالمية ان 315 شخصا من أصل 830 مصابا قد ماتوا نتيجة اصابتهم بالمرض، وهو ما شكّل كابوسا لدى أي شخص يصاب به أو يشتبه باصابته بالفيروس.
وبناء على الحالة السابقة وما شابهها، والاحصائيات الدالة على ارتفاع نسبة الوفاة بالفيروس مقارنة بالنسب العالمية، يجزم كثير من المختصين والأكاديميين ان اجراءات وزارة الصحة في مواجهة كورونا ما زالت غير كافية؛ حيث انها تقتصر على اجراءات علاجية غير متطورة وتقديم النصح والارشاد فقط، متسائلين عن الإجراءات الصحية المتبعة لفحص اللاجئين السوريين الذين يدخلون اراضي المملكة مثلا، وعن فحص المعتمرين الاردنيين العائدين من الديار المقدسة الى ارض الوطن..؟!
اللاجئ السوري المقيم في مخيم الزعتري منذ نحو عامين، وائل، أكد أنه لم ير إجراءات طبية وصحية إحترازية، منذ دخولة المخيم، بإستثناء مطعوم واحد تم إعطاؤه إياه في بداية دخولة ضمن حملة اعطاء المطاعيم للاجئين السوريين في المملكة.
فيما يجزم احد موظفي مطار الملكة علياء, عدم وجود اي تجهيزات في المطار بخصوص فيروس الكورونا، مشيراً إلى أنه لم يلحظ اي اجراءات يخضع لها القادمون للمملكة من السياح او المعتمرين, بعكس ما كان المطار يشهده سابقا من اجراءات مسبقة لمواجهة فيروس انفلونزا الطيور "H5N1"، حيث تم وضع جهاز يعمل على مسح الخريطة الحرارية للاشخاص القادمين للمملكة, ويتابع: "رغم ان الجهاز لم يستخدم بجدية إلا لأيام معدودة، لكن كانت اشارة على الاهتمام بمنع دخول الفيروس للأردن". وبحسب قوله فإن "العيادة الطبية للمطار لا تحتوي على الاجهزة الطبية اللازمة، حيث أنها عاجزة عن معالجة الرضوض والكسور التي يتعرض لها عمال المطار أنفسهم".
وفي هذا الصدد يقول مدير ادارة الرعاية الصحية الاولية في وزارة الصحة د. بشير القصير، ان مرض الكورونا هو أحد امراض "السارس" الصدرية، متلازمة الامراض التنفسية الشديدة ،وينتمي الى عائلة الفيروسات التاجية وليس ميكروبا، واطلق عليه بـ "الكورونا" لأن شكله كـ "التاج.
وبين د. القصير ان اول اصابة بالفيروس في العالم كانت في الاردن عام 2012 بين الكوادر الطبية في احدى المستشفيات في الزرقاء، مشيراً إلى أنه لم يتم اكتشاف اي لقاح لهذا الفيروس بالذات، ولا يوجد اي علاج نوعي مهم، وبالتالي العلاجات التي تعطى هي مضادات حيوية من اجل عدم حدوث مضاعفات ميكروبية على الالتهاب الفيروسي للجهاز التنفسي عند المريض وتعطى ايضاً معالجات عرضية للحالة، وهي معالجات لاعراض المرض مثل (السعال وسيلان الانف والم الحلق وارتفاع درجات الحرارة).
ويؤكد د. القصير عدم وجود أي مطعوم أو علاج للفيروس حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس معدي وسريع الانتقال من إنسان الى آخر، "حتى ان الاصابات التي حصلت في المملكة كانت معظمها بين الكوادر الطبية".
وحول الاجراءات المتبعة لمعالجة حالة الاصابة بالكورونا ، يقول د. القصير انه يتم رصد الحالات وتشخيصها وعزلها حتى لا تنتقل العدوى ، كما يتم اتباع وسائل ضبط العدوى داخل المستشفى، حيث يتم التركيز على المعتمرين من خلال توجيه الندوات وتوزيع بروشورات عليهم ، مؤكدا في ذات السياق على عدم اخضاعهم لأية فحوصات عند رجوعهم الى المملكة.
وعن آخر احصائيات الاصابة بالمرض في المملكة، بين الدكتور القصير انه تم تسجيل (11) حالة منذ عام 2012 ، حتى الآن توفي منها ( 6 )، حيث تم اجراء ما لا يقل عن (1600) عينة في التحري عن وجود الفيروسات كان مشتبه بأنها حاملة للفيروس لم تظهر ايجابية ، إلا ( 11) عينة، والبقية كانت سلبية.
وحول الترتيب التاريخي للاصابات في المملكة، بين ان اول حالة ظهرت في الزرقاء عام 2012 وكان وقتها يتواجد (3 ) مستشفيات مسؤولة عن هذا المرض في الوسط والشمال والجنوب، ولم تظهر سوى حالتين في 2012، ولم تظهر اية حالة في عام 2013، وفي عام 2014، بدأت ظهور حالات ، اثر مراجعة شخصين من السعودية في مستشفى خاص في الزرقاء، مشيراً إلى أنه أنه يوجد هناك ( 830 ) حالة عالميا منها (600 ) في المملكة العربية السعودية ،واعداد الوفيات عالميا وصل تقريبا الى (315) حالة . و قال الدكتور القصير أنه لا يتم للاجئين السوريين اجراء آي فحوصات حول فيروس الكورونا ، إلا في حالة ظهور اعراض الفيروس على احدهم .
غير أن مدير مديرية شؤون اللاجئين السوريين العميد وضاح الحمود، أكد انه يتم استقبال اللاجئين من قبل القوات المسلحة، ويجرى لهم مسح طبي وصحي شامل، وفي حالة بروز أي مرض معدي مع احدهم يتم عزله صحياً عن باقي اللاجئين في المخيم، ويتم التعامل معه من قبل وزارة الصحة والموظفين المعنيين، لإعطائه المطاعيم بمشاركة الصليب الاحمر الدولي ومنظمة الهجرة الدولية ومنظمة صحية محلية تسمى مركز العون الصحي الاردني.
وحذر مدير صحة المفرق د. ضيف الله الحسبان في الوقت الحالي الذي يشهد متابعة جماهيرية لمنازلات كأس العالم، وبخاصة في المقاهي التي تعج بالشباب المتابعين للمنازلات الكروية، إذ أن وبحسب قوله " أن مساحة المقهى لاتتجاوز سعتها (30 ) شخصاً، وبالواقع فإن عدد المشاهدين يرنو إلى (100 ) شخص، ما يؤدي إلى خطورة في انتشار الأمراض وبخاصة المعدية ومنها مرض الكورونا الذي بات يسبب قلقاً لكافة الجهات.
ويؤكد أمام أحد المساجد، طارق معتصم الصباغ، على ضرورة توعية المواطنين حول أهمية المرض والطرق الكفيلة للوقاية منه ، وذلك عن طريق تناول هكذا مواضيع في الخطب والدروس الدينية ، وبخاصة أننا نعيش أياما مباركة من شهر رمضان، الذي يكثر فيه المصلون.
وفي الوقت الذي يقرّ به بعدم وجود علاجات لهذا الفيروس لغاية الآن، يشدد المدرس الجامعي د. ابراهيم المومني على ضرورة ان تركز الحكومة على طرق الوقاية، وفرض رقابة على لحوم الجمال المخصصة للأكل، منوهاً الى ان آخر دراسة بينت ان 47% من الجمال بالسعوديه مصابة بهذا المرض، كما ان الحكومة لم تتطرق لاي تدابير وقائية أخرى كاستخدام الكمامات وحث المواطنين على ذلك كون ان هذا المرض ينتقل من خلال التنفس.
ويؤكد المدرس الجامعي د. اياد مغايرة أنه لم يشعر بأن الحكومة أخذت تدابير كافية للوقاية من هذا الفيروس، مشيراً إلى أنه كان يجب وضع وحدة فحص على كل معبر حدودي مع السعودية تحديداً.
ولم تجد المدرسة الجامعية د. خلود القلاب آي اجراء احترازي وقائي حقيقي تم اتخاذه بشكل جدي من قبل الحكومة لمواجهة الفيروس والحد من انتشاره ، عدا عن الاعداد الهائلة التي تدخل الاردن سواء من اللاجئين السوريين او بعض الخليجيين لقضاء العطلة الصيفية في الاردن دون خضوعهم لأي فحوصات طبية حول هذا الفيروس الخطير، "ثمة غياب واضح تماماً للجانب التوعوي" أكدت القلاب.
ولم تر الموظفة ريم الداوود أي تدابير وقائية قامت بها وزارة الصحة للتصدي من انتشار الفيروس والحد من مخاوف إنتشاره، موجهة الإتهام إلى وسائل الإعلام التي لم يكن لها دور فاعل بالتوعية من مخاطر المرض واعراضه وطرق علاجه بحسب قولها.
وتصر الموظفة في القطاع العام فتحية النزال على أن الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها ليست كما يجب، مؤكدة أنه ثمة تقصير واضح من قبل الجهات الطبية والصحية، ما يعتبر اشارة على عدم اكتراث الحكومة بصحة المواطن، مطالبة في ذات السياق بالتزام الشفافية والإبتعاد عن سياسات التعتيم، والانتباه بشكل جدي إلى صحة المواطن بوضع القيمة التوعوية والوقائية للحفاظ على صحة المواطن كهدف رئيس.
ويشير الطالب الجامعي جلال خالد ، إلى وجود تعتيم إعلامي جراء إنعدام تصريح المسؤولين حول كيفية إتخاذ الإجراءات الوقائية والتدابير اللازمة للتقليل من مخاوف المواطنين، مؤكداً عدم رضاه عن تعامل المختصين والمسؤولين في مجال الطب والصحة مع هذا الفيروس. وقال "من حق المواطن أن يعلم بما يجري حول الفيروس وانتشاره، لأخذ الحيطة والحذر"، داعياً القطاع الطبي العام والخاص لاتخاذ الإجراءات الإحترازية والوقائية لحماية المرضى والمراجعين كزيادة نسبة التعقيم داخل اقسامها، وعزل المصابين في غرف علاجية خاصة ".
يذكر ان منظمة الصحة العالمية دعت في نشرتها الأخيرة، كافة العاملين بالقطاع الطبي والصحي في العالم لمواجهة هذا الفيروس واتخاذ كافة السبل والاجراءات الوقائية والعلاجية الكفيلة بالحد من انتشاره، بخاصة وان الفيروس امتاز بسهولة انتقاله من المريض إلى المحيطين به عبر طرق مختلفة.