الاسبوع الأول في رمضان.. زغاريد في المواصفات والمقاييس.. و"فيسبوك" يتألق
ملاك العكور- في الاسبوع الاول من شهر رمضان لم يستجد على الصائمين سوى موجة الحر التي رافقت صيامهم ومتابعة مباريات كأس العالم.
وفي رصد ومتابعة لسير الاسبوع الأول حصدنا المشاهد التالية:
** المشهد الأول "تمر ومي ومفرقعات"
لم يتبقَ على ضرب المدفع سوى 14 دقيقة في ذلك اليوم الرمضاني الهادئ، و سائق التاكسي يحتاج في الوضع الطبيعي إلى 25 دقيقة ليصل إلى منزله، و بدى الطائر "السائق" أنه سينزل من مركبته ليسابق الريح ليصل قبل موعد الافطار، لكن داهمته على الاشارة كأس ماء و حبات تمر، قدمها له شاب بابتسامة ملائكية "عجقته" و هدأت من روعه وسربت اليه شعور الندم على قيادته المتهورة.
و ما أن ينتهي ضرب مدفع الافطار، حتى تبدأ مدافع أخرى بالانطلاق!
أصوات الانفجارات تدوي في الأحياء ،سببها مفرقعات تنشر على "بسطات موسمية" لا تبعد كل منها عن الأخرى سوى أمتار معدودة، وببراءة لا تعرف معنى الخطر يتراكض الصبيان لاقتناص فرائسهن من الفتيات لبث الرعب في قلوبهم من أصوات المفرقعات التي غالبا ما يرميها الصبية بالقرب من اقدام "الخويفات".
الطامة الكبرى أن كل أهالي حي يشتكون من هذه الظاهرة، فما أن يجتمع الآباء بعد الصلاة و الأمهات في الجلسات المسائية، حتى يبدأ سيل الشكاوي، و كل منهم يعتقد أن ابنه الملاك الطاهر، "طيب إذا انت بتشكي وانا بشكي.. ابن مين اللي بفقّع؟!".
** المشهد الثاني "المسحراتي".
"يا نايم وحد الدايم".. بهذه العبارة يتوجه ذلك الستيني بعد الثانية ليلاً حاملاً طبلته بين الأحياء و الأزقة طارقاً آذان النيام ليوقظهم، يتراقص حوله فتية الحي مرددين أهازيجا على أنغام تلك الطبلة.
"المسحراتي" مهنة صارعت تقدم الزمن و تسارع ايقاع الحياة العصرية، فهو أحد طقوس الاحتفالات بحلول الشهر الفضيل، و حجر الأساس في التراث الاسلامي.
فعلى الرغم من سهر الناس طوال الليل، و تصاعد النداءات من عشرات المآذن إلا أن ايمانه بواجبه و اعتباره أحد أوجه الطاعات التي يتقرب إلى الله تجعله يمارس عمله برضا و نشاط.
** المشهد الثالث " زغاريد وكسل وفيسبوك"
رغم تقليل الحكومة لساعات الدوام الرسمي، إلا ان السواد الأعظم من موظفي الدوائر الحكومية يعتبر "العمل" في رمضان أمرا غير مقبول، حتى أن بعضهم طالب بإجازة خلال الشهر أسوة ببعض الدول المجاورة. فتراه وكأنه ممتنع عن الطعام لأيام عديدة، لكن ما ان تدق ساعة المغادرة حتى تعود مظاهر الحياة للموظفين و تشعر بأن الفرحة ستخرج من عينه.
المشهد بدا جليا في مؤسسة المواصفات والمقاييس التي بادر أحد موظفيها باطلاق "الزغاريد" عند تمام الساعة 3، المدير العام للمؤسسة حيدر الزبن لم يرق له أمر الزغاريد في المؤسسة وأخرج رأسه من الشباك يبحث عن مصدر الزغاريد.!
الحق معهم بالاستعجال في مغادرة مكان العمل حيث "كل اشي اجى مع بعضو"، بدءاً من ساعات الصيام التي تصل إلى 15 ساعة في أجواء "بتفقع" من الحر، وصولاً إلى السهر لمتابعة مباريات كأس العالم.
الزعيم "فيسبوك" الذي تربع على عرش شبكات التواصل الاجتماعي، بعد أن عاد لوهجه جراء خطف الواتساب الزعامة لفترة وجيزة ، فانصب حديث الناس على الفيسبوك على ثلاث قضايا صباحاً عن فلسطين و الانتفاضة، وبعد الافطار ينشغل الناس بباب الحارة و عودة أبوعصام الذي غاب عن المسلسل بعد الجزء الثاني، لكن شيئاً من "نفسه" كان يحوم في أحداث المسلسل، لتأتي الفترة المسائية التي تجعلك تكتشف أن بداخل كل أردني يسكن "محلل رياضي و حكم" صغير أحياه مونديال كأس العالم.
** المشهد الرابع" بنزين ونار"
أما الدكتور عبدالله النسور استغل "دوخة" الناس من ارتفاع درجات الحرارة ليرفع أسعار المحروقات في أول أيام الشهر الفضيل، إلا ان عائلتين اثنتين تحديداً ذاقتا ويلاً لم يشعر به البقية، فقد توفي في الشونة الجنوبية شابان يعملان في شركة محروقات خلال قيامهما بتفقد خزان البنزين التابع للمحطة تمهيداً لتعديل التعرفة على حسب التسعيرة الجديدة للمحروقات لشهر تموز.
تعديل "المحطات" لأسعار المحروقات في معظم الأوقات يتم بأعلى درجات المهنية والحرفية والشفافية،والشابان كانا يعملان لتلك الغاية فإنا لله وإنا إليه راجعون.