المقاومة في أزمة، وهم كذلك!
حلمي الأسمر
جو 24 : قهر بلا حدود، ونزف ذهني وعاطفي، ومع كل هذا، ثمة شعور غريب بالزهو، يتسلل إليك من بين كل هذه الآلام، صواريخ؟ بلى، صواريخ! تسوقهم أمامها كقطيع الغنم بالملايين، هربا إلى «الغرف الآمنة»! إنها كما قال لي صديقي رشاد أبو داود، نقلة وتغير تاريخي، له ما بعده!
لم تصب أحدا؟ من قال هذا؟ أولا، لا يتم نشر شيء في فلسطين المحتلة إلا بعد المرور على الرقابة العسكرية، وثانيا، هناك تعتيم كامل على أي أضرار تحدثها الصواريخ، حفاظا على «الجبهة الداخلية» و «تماسكها، والأهم حتى لا يفرح مطلقو الصواريخ بأي إنجاز، لذا تُحجب الأخبار، وراء ستار حديدي، ومع هذا، هل يتصور أحد، أن المحاصرين، هم الأحرار القادرين على إلحاق الأذى الحقيقي، بعدو متغطرس، يعامل العرب كلهم، حتى حلفاءه منهم، باحتقار وتعال؟
يبدو حتى الآن كأنهم متماسكون، وملتفون وراء قيادتهم، ولكنهم يكذبون، تفلت من شمعون شيفر في يديعوت أمس عبارة، مختنقة، يعترف فيها، رغم أنفه، وانف قادته و»شعبه» بأن «جميع الحيل الدعائية في الايام الاخيرة التي تحدثت عن اقتراحات لنزع سلاح القطاع أو هدنة لعشر سنين، فان اكثرها لا اساس له. ومعنى ذلك أنه يجب علينا أن نستعد للجولة التالية من القتال لأنه لا يبدو أننا سننجح، في الإطار الحالي على الاقل، في احراز شيء ما يتجاوز استعادة تفاهمات عمود السحاب. ما زالت حماس تملك مخزونات صواريخ كبيرة. وبقيت قدراتها الهجومية على حالها برغم أنها تضررت تضررا شديدا في ايام القتال العشرة. ومع ذلك فلا شك في أنها معزولة استراتيجيا وأنها في ازمة!»
حسنا، حماس في أزمة، وفتح، والضفة الغربية، والأمة العربية كلها، أيضا، والأزمة الكبرى هي في «إسرائيل» فقد تمنوا أن يروا «الراية البيضاء» تلوح في سماء القطاع، وظلوا يحلمون بها، ولكنها لم تظهر، ولن تظهر، للمرة المليون يخطىء اليهود في تقدير الموقف، الفدائي لا يرفع الراية البيضاء، التي رأوها في معاركهم أمام جيوش نظامية، الفدائي ينتصر أو يستشهد، هم معذورون في وهمهم، لأنهم لم يقرأوا لا تاريخ القسام ولا عمر المختار، وكلاهما قالها: نموت أو ننتصر، نصر أو استشهاد، وحتى لو قرأوا ولعلهم فعلوا، فهم لا يمتلكون أداة الاستقبال المناسبة التي تجعلهم «يفهمون» ما قرأوا، فهم «أحرص الناس على حياة» مهما كانت هذه الحياة!
كم نتألم، وكم تزورنا الكوابيس، وكم تطاردنا وجوه الأطفال البريئة، وعيونهم المنطفئة، كم تقهرني حبات «الحلو» التي توزعها ختيارة فلسطينية «حلوان» استشهاد ابنها أو حفيدها، وحتى صديقي الصحفي الغزاوي محمد عثمان، يستفزني حينما يحول صورته على الفيسبوك إلى أيقونة مكتوب عليها: شهيد برسم الانتظار، كل هذا يستفزني، ولكنني لا أنسى أن المقاومة، المحاصرة عربيا ويهوديا ودوليا، برا وبحرا وجوا، صنعت معجزة، وهددتهم في عقر «دارنا» فلا ديار لهم، والدار التي يسكنوها هي لي، داري، وستظل كذلك، أما هم فلا مكان لهم، وليعودوا من حيث أتوا، وكل شي بوقته «حلو»!
الدستور
لم تصب أحدا؟ من قال هذا؟ أولا، لا يتم نشر شيء في فلسطين المحتلة إلا بعد المرور على الرقابة العسكرية، وثانيا، هناك تعتيم كامل على أي أضرار تحدثها الصواريخ، حفاظا على «الجبهة الداخلية» و «تماسكها، والأهم حتى لا يفرح مطلقو الصواريخ بأي إنجاز، لذا تُحجب الأخبار، وراء ستار حديدي، ومع هذا، هل يتصور أحد، أن المحاصرين، هم الأحرار القادرين على إلحاق الأذى الحقيقي، بعدو متغطرس، يعامل العرب كلهم، حتى حلفاءه منهم، باحتقار وتعال؟
يبدو حتى الآن كأنهم متماسكون، وملتفون وراء قيادتهم، ولكنهم يكذبون، تفلت من شمعون شيفر في يديعوت أمس عبارة، مختنقة، يعترف فيها، رغم أنفه، وانف قادته و»شعبه» بأن «جميع الحيل الدعائية في الايام الاخيرة التي تحدثت عن اقتراحات لنزع سلاح القطاع أو هدنة لعشر سنين، فان اكثرها لا اساس له. ومعنى ذلك أنه يجب علينا أن نستعد للجولة التالية من القتال لأنه لا يبدو أننا سننجح، في الإطار الحالي على الاقل، في احراز شيء ما يتجاوز استعادة تفاهمات عمود السحاب. ما زالت حماس تملك مخزونات صواريخ كبيرة. وبقيت قدراتها الهجومية على حالها برغم أنها تضررت تضررا شديدا في ايام القتال العشرة. ومع ذلك فلا شك في أنها معزولة استراتيجيا وأنها في ازمة!»
حسنا، حماس في أزمة، وفتح، والضفة الغربية، والأمة العربية كلها، أيضا، والأزمة الكبرى هي في «إسرائيل» فقد تمنوا أن يروا «الراية البيضاء» تلوح في سماء القطاع، وظلوا يحلمون بها، ولكنها لم تظهر، ولن تظهر، للمرة المليون يخطىء اليهود في تقدير الموقف، الفدائي لا يرفع الراية البيضاء، التي رأوها في معاركهم أمام جيوش نظامية، الفدائي ينتصر أو يستشهد، هم معذورون في وهمهم، لأنهم لم يقرأوا لا تاريخ القسام ولا عمر المختار، وكلاهما قالها: نموت أو ننتصر، نصر أو استشهاد، وحتى لو قرأوا ولعلهم فعلوا، فهم لا يمتلكون أداة الاستقبال المناسبة التي تجعلهم «يفهمون» ما قرأوا، فهم «أحرص الناس على حياة» مهما كانت هذه الحياة!
كم نتألم، وكم تزورنا الكوابيس، وكم تطاردنا وجوه الأطفال البريئة، وعيونهم المنطفئة، كم تقهرني حبات «الحلو» التي توزعها ختيارة فلسطينية «حلوان» استشهاد ابنها أو حفيدها، وحتى صديقي الصحفي الغزاوي محمد عثمان، يستفزني حينما يحول صورته على الفيسبوك إلى أيقونة مكتوب عليها: شهيد برسم الانتظار، كل هذا يستفزني، ولكنني لا أنسى أن المقاومة، المحاصرة عربيا ويهوديا ودوليا، برا وبحرا وجوا، صنعت معجزة، وهددتهم في عقر «دارنا» فلا ديار لهم، والدار التي يسكنوها هي لي، داري، وستظل كذلك، أما هم فلا مكان لهم، وليعودوا من حيث أتوا، وكل شي بوقته «حلو»!
الدستور