غزة.. حيث الموت أقرب من الحياة والجنة أقرب من الأرض
ملاك العكور- هنا غزة.. أرض عذبت، و أماني دثرت، سواد أسدل ستاره على الأفراح.. هنا غزة.. الموت أقرب من الحياة.. الجنة أقرب من الأرض.. هنا غزة.. يفتعلون "هدنة إنسانية" يحاول الغزيون خلالها انتشال جثث من تحت الأنقاض في مشهد يخلو من أي إنسانية.
نحن الذين نتردد في تقبيل الأطفال في نومهم، و هم بقلبهم الذي تشبع بالإجرام ينكلون بهم في وعيهم، نهشوا ما نهشوا من طفولتهم.
أعيادنا ما عادت يحددها هلال و لا قمر و لا أي مؤشر، أعيادنا ستحددها المقاومة من الآن فصاعداً، عند إعلانها لكسر شوكة اسرائيل، فقد استأصل الحزن فينا أدنى تباشير الفرح بالعيد.
فما عاد للفرح متسع في أفئدتنا ،و أفئدة الأهالي ملتهبة على أبنائهم، فقد ارتقى حتى فجر اليوم الواحد والعشرين من العدوان الغاشم 1050 شهيداً، وأصيب أكثر من 6000 جريح.
لكن خارطة سعاداتنا ستغير معالمها، بداية من وصف كبير المحللين في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، "ناحوم برنياع"، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، بأنه يجلب "الحظ النحس" لرئيس حكومة الاحتلال، "بنيامين نتنياهو".
وأشار المحلل إلى أن نتنياهو كان قد أمر الموساد، خلال ولايته الأولى في العام 1997، باغتيال مشعل لكنه فشل في تحقيق ذلك، لأن المحاولة جرت في الأردن، واضطر إلى إعادة مشعل إلى الحياة، ولذلك فإن "مشعل هو حظه النحس".
وقال "برنياع": "إن الجميع، وخاصة في إسرائيل، وفي مقدمتهم نتنياهو، ينتظر ما سيقرر مشعل بشأن اقتراح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لوقف إطلاق النار، والجانب الإسرائيلي ينتظر ذلك رغم أن قسما من وزراء إسرائيل ما زالوا يعتقدون أنه ينبغي مواصلة الحرب على غزة من أجل تدمير الأنفاق".
معلمها الثاني شهادات لجنود الاحتلال عن ليالي الرعب التي عاشوها في غزة، علهم يتجرعون شيئاً من علقم ذاقه الفلسطنيون على مدار 66عاماً، فقد نشرت صحيفة "هآرتس" في موقعها على الشبكة أقوالا لجنود إسرائيليين يشاركون في العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ 18 يوما.
ويكشف حديث الجنود عن ليالي الرعب التي يعيشها جنود الاحتلال المرابطين على حدود غزة، وما يواجهونه من خوف من الموت او الأسر على يد عناصر المقاومة الفلسطينية في القطاع، كما يتضح من خلال حديث الجنود كثافة النيران التي تواجههم أثناء القتال، كما يشير أحدهم إلى حجم الدمار الهائل للمباني، والذي يصفه بـ"الدمار الجنوني"، ورغم ذلك تظل المقاومة الفلسطينية قادرة على مواصلة إطلاق النار وإطلاق الصواريخ.
وقال الجندي "ش" من سلاح الهندسة: "إن كل ما يستطيع تخيله هو أن يكون إطلاق النار من الدبابات التي إلى جانبه، وليس صاروخا مضادا للدبابات"، ويضيف أن "إطلاق النار باتجاه الجيش الإسرائيلي يتواصل بكثافة، وأنه يرى أيضا رد الجيش، وعندها يدرك أنه تحت النار، وأنه كل الوقت هناك خطر وإطلاق نار باتجاه قوات الجيش إلى جانبه من نيران خفيفة".
كما أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء السبت عن مقتل 3 جنود آخرين في عمليات في قطاع غزة الليلة الماضية، وبذلك يرتفع عدد الجنود الذين اعترفت قوات الاحتلال بمقتلهم اليوم إلى 7، وعدد القتلى بين الجنود منذ بدء الحملة البرية إلى 41 ضابطاً وجندياً بالإضافة لعشرات الجنود الجرحى معظمهم وصفت إصاباتهم بالخطيرة من بينهم قائد فرقة في سلاح المظليين بجيش الاحتلال الذي وصفت حالته بالحرجة.