أيام السينما الفنزويلية.. موروث الواقعية السحرية
تختتم في مقر الهيئة الملكية للأفلام بجبل عمان القديم مساء الثلاثاء فعاليات احتفالية أيام السينما الفنزويلية التي تنظم للعام الثالث بالتعاون بين الهيئة والسفارة الفنزويلية .
تضمنت الفعاليات عروضا لثلاثة أفلام روائية طويلة عبرت عن أحدث الأساليب الجمالية والدرامية التي وصلت إليها صناعة السينما الفنزويلية .
حاكت على غرار كثير من تيارات السينما الدارجة في بلدان أميركا اللاتينية، حيث تناولت جملة من القضايا والموضوعات الإنسانية التي تنهج الواقعية السحرية في بنائها السردي المتين والمتدفق بمفردات من اللغة السينمائية العذبة .
بانت في فيلم (العذراء السوداء) لمحات مستمدة من سرديات أدب أميركا اللاتينية، حين غاص المخرج إغناسيو كاستيللو كوتين
في دقائق وتفاصيل حياة سكان بلدة واقعة على ساحل البحر الكاريبي تقتات على صيد الأسماك قرية لحظة متابعتهم لظهور طيف السيدة العذراء وهي في هيئة فتاة سمراء عندما جعلت النهار يبقى متواصلا وغيبت فيه الليل ظلام وأدت إلى ما هو اشبه بالمعجزات في نواحي البلدة الصغيرة ، وانعكاس ذلك على العلاقات بين الاهالي.
وبعد مرور أشهر على تلك التغييرات الجذرية التي تبدلت فيها احوال الناس تكاتفوا معا ضمن إمكاناياتهم البسيطة في ايجاد نوعا من التغيير العميق التأثير في ذواتهم.
بدت في الفيلم الحائز على جائزة الجمهور في مهرجان محلي العام 2009 ورشح لأربع جوائز منها أفضل مخرج صاعد في مهرجان ساو باولو السينمائي بالبرازيل، تلك الكادرات البديعة التي جرى فيها توظيف جماليات مكونات البيئة الطبيعية للبلدة والتي اقترنت مع ذلك الاداء الجماعي الفطن لاغلبية شخوص الفيلم ونماذجهم الانسانية المتنوعة المرامي والغايات البسيطة في اتون حياتهم اليومية .
ويقدم فيلم (مكان بعيد) لخوسيه رامون توفوا الذي عرض بحضور الممثل ايريك بودلبرت قصة مصور مشهور يعاني من مرض عضال، بدأ يفكر ملياً بحياته، وما فيها من إنجازات وتطلعات حول عمله، لكنه يفكر دوما في التقاط صورة طالما حلم بتصويرها، واتباعا لحدسه الذي يخبره بأن الصورة توجد في مكان بعيد قبل ان يقرر بدء رحلته من تلك البيئة باحثا عن تحقيق حلمه الأثير وهو ما سيعمل على تغيير حياته.
ويسرد فيلم (ساعة الصفر) للمخرج دييغو فيبلاسكو والذي ظفر أكثر من جائزة محلية ودولية منها جائزة أفضل فيلم من أميركا اللاتينية، قصة قاتل مأجور يأخذ جميع موظفي عيادة خاصة رهائن ومع مجيء أفراد الشرطة وبصحبتهم رجال الإعلام تأخذ شخصية المجرم بالتحول في ذهن الناس من قاتل شرس إلى بطل كونه يسعى إلى إنقاذ قصة حب في أتون أحداث وشخصيات متناقضة إلى أن يكتشف المجرم العالم من منظار جديد.
ركزت الاحتفالية على افكار رحبة وهي تستكشف احلام وتطلعات شرائح انسانية في لجة واقع مزدحم بالمشكلات والعلاقات المتشابكة، جرى تحقيقها في ميزانيات ضئيلة لكنها ثرية بمفردات الصور والموسيقى وتدفق شحنات الايقاعات ولئن شابها احيانا عثرات الاداء التمثيلي .
من جانب اخر قال الممثل السينمائي الفنزويلي ايريك ويلدبرت ان النشاط السينمائي في فنزويلا يشهد حضورا لافتا في العديد من المهرجانات والمناسبات المحلية والدولية مثمنا اقامة احتفالية سنوية للفيلم الفنزويلي في العاصمة عمان.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقد في مقر السفارة الفنزويلية في عمان الاثنين بحضور السفير الفنزويلي فاوستو فيرنانديس بورهي ان السينما الفنزويلية حققت قفزات نوعية خلال مسيرتها السينمائية الطويلة وأثبتت قدرة على أن تكون لها جمالية وهوية خاصة بين سينمات العالم.
ورأى أن الممثل في الافلام الفنزويلية يمتلك اسلوبيته الخاصة في الاداء التمثيلي وهو صاحب حضور قوي في الفيلم لكن دون الوقوع في فخاخ الظاهرة النجومية السائدة حيث يقدم ادواره وفق ذلك الايقاع الذي درجت عليه توجهات مدارس وتيارات السينما الفنزويلية .
وأكد أهمية حضور ادب اميركا اللاتينية وما تمتلكه من مفرادت وعناصر الواقعية السحرية في العديد من الانجازات السينمائية في فنزويلا لكن ليس على حساب رؤية وذائقة صانع الفيلم .
وبين أن ثمة شركات وأفرادا يعملون في صناعة الافلام ضمن جهودهم الذاتية الى جوار القطاع الحكومي وصندوق دعم الافلام الذي يعمل على تمكين المخرجين الشباب في انجاز افلامهم بعدة أشكال من الدعم المالي واللوجستي. الراي