jo24_banner
jo24_banner

عندما يتكلم لافروف بلسان وليد المعلم

طاهر العدوان
جو 24 :

من مؤتمر مجموعة العمل في جنيف الى مؤتمر أصدقاء سوريا في باريس غداً، النتيجة واحدة وهي منح بشار الاسد وقتا إضافيا لارتكاب مجازر جديدة. وسواء كان وزير الخارجية الروسية لافروف حاضرا ام غائبا عن مثل هذه المؤتمرات فلقد اصبح جزءا من الصورة الوحشية التي يصنعها نظام دمشق، الدور الروسي يوفر غطاء لتقاعس المجتمع الدولي عن القيام بما يلزم لردع وحشية الديكتاتور وهو تقاعس مطلوب أمريكيا ومرحب به إسرائيليا لانه يؤجل انهاء الوضع الى ان يفرغ الاسد من تدمير سوريا وانهاك شعبها وربما تقسيمها حتى لا تقوم للبلد قائمة لربع قرن قادم.


استمعت لوقائع المؤتمر الصحفي الذي عقده لافروف في جنيف يوم السبت بعد انتهاء اجتماع مجموعة العمل الدولية، في المحصلة انضم الوزير الى مواقف دول المجموعة التي تبنت خطة كوفي عنان باقامة حكومة انتقالية لانتقال السلطة في سوريا، لكن هذا التطور في الموقف الروسي الناجم عن اتفاق أوباما-بوتين في قمة العشرين، لا يعكس تغييرا جوهريا في موقف موسكو.


كمواطن عربي أعيش في بلد يشهد مزيدا من تدفق اللاجئين السوريين وهم يحملون معهم شهادات عن وحشية النظام، استغربت الحماس الذي أبداه لافروف في الدفاع عن حرب الاسد وعن آلته الإعلامية، لقد أسهب في الترويج لأكاذيب الاعلام السوري وتصدى لمهمة مهاجمة وسائل الاعلام العربية والدولية التي تلاحق بالصوت والصورة المجازر اليومية التي يرتكبها جيش الاسد، في الاسبوع الماضي بثت ( العربية ) تقريرا ميدانيا لشاب سوري من حمص يظهر فيه الأوضاع المأساوية في المدينة الواقعة تحت القصف منذ شهور طويلة، في البداية تم التنويه بان هذا الشاب قتل برصاص جنود النظام بعد ان اعد التقرير، واضح ان لافروف المدافع عن النظام بهذه الطريقة المستهجنة يذكرنا بالمؤتمرات الصحفية لوزير الخارجية السورية وليد المعلم الذي اختفى عن الأنظار هو ومسرحياته المضحكة المبكية.


وكان على الوزير، الذي يجلس على احد المقاعد الدائمة لمجلس الأمن كمسؤول عن السلم العالمي، ان يقرأ بحيادية وتمعن مقال نشره المبعوث الدولي كوفي عنان في صحف أمريكية وعربية في نفس اليوم الذي عقد ت فيه مجموعة العمل اجتماعها في جنيف.


يصف عنان ما يقوم به النظام السوري بانه «الوحشية المرعبة التي قابلت بها الحكومة المتظاهرين» ويضيف «لقد استعرت المعارك في المدينة تلو الاخرى، تعرضت أحياء للقصف فتحولت الى أطلال وذبحت عائلات، قُتلَ واعتقل آلاف الاشخاص وفر عشرات الآلاف من منازلهم». لكن لافروف فضل ترديد مزاعم قيام النظام بالإفراج عن المعتقلين في نفس الوقت الذي كانت فيه قوات الاسد تقتل المدنيين بالجملة في شوارع دوما ودرعا بما يبدو انه حل لمشكلة اكتظاظ السجون والمعتقلات والمدارس بعشرات آلاف المعتقلين الذين تقول مصادر سورية مختلفة بانهم تجاوزوا الـ (٧٠) الفا.


كل هذا يرقى الى الجرائم ضد الانسانية، لكن من يقف حائلا دون تصدي المجتمع الدولي لها، هي موسكو التي يمثلها لافروف. وبات معروفا ان مجلس الامن لم ينجح في وضع النقاط على الحروف بالنسبة لجرائم الاسد ترضية لروسيا، من أجل الحفاظ على ما يسمى بالإجماع داخله او لذرائع اخرى يوفرها لافروف لمن يريد.


لايوجد اي مبرر سياسي وأخلاقي يستطيع تفسير وفهم موقف موسكو، والاغرب من ذلك ما ذكر بان كوفي عنان يراهن على عامل الضغط النفسي الذي يقع على بوتين نتيجة ما ينشر يوميا في وسائل الاعلام العالمية عن فظائع النظام وجرائمه، والاعتقاد بان ذلك سيحرجه أخلاقيا وسياسيا أمام الرأي العام العالمي ويجبره على تغيير موقفه. مشكلة مثل هذا الرهان الخاسر هي ان قناعات الدبلوماسية الروسية مبنية على أكاذيب النظام السوري وهو ما اظهره رئيسها في مؤتمره الصحفي في جنيف وكما يقول المثل (حبال الكذب طويلة).

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير